شرطة أبوظبي لاتزال تحقّق في ملابسات حادث التتابع. من المصدر

شرطة أبوظبي: أخطاء بشرية وراء حوادث التتابع على طريق العين

أفادت شرطة أبوظبي أن التحقيقات في ملابسات حوادث الضباب، التي وقعت على طريق أبوظبي ــ العين، السبت الماضي، لاتزال مستمرة، مؤكدة وجود مسببات بشرية للحادث، موضحة أن المسؤولية يتحملها عدد من السائقين الذين قادوا مركباتهم بشكل متهور، سبب خطراً على الآخرين.

ورجح خبير تأميني، أن تصل الخسائر المالية لهذه الحوادث إلى أكثر من مليون درهم، مؤكداً أنه من الصعوبة تحديد المتسبب المسؤول عن هذه الحوادث، لافتاً إلى أن فاتورة تكاليف إصلاح السيارات، ستتم حسب نوعية التأمين.

5 مصابين يرقدون في المستشفى

تفقّد وفد من قسم مرور الطرق الرئيسة بمديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي بالعين، أمس، مصابي حادث الضباب، الذي وقع السبت الماضي، على طريق ــ العين، والذين يتلقون العلاج في مستشفيي توام والجيمي.

وذكرت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن عدد المصابين الذين لايزالون في المستشفيات خمسة مصابين يتلقون العلاج وحالتهم العامة مستقرة.

سيناريو حوادث التتابع

أفادت تحقيقات الشرطة في حوادث التتابع أثناء الضباب، التي وقعت في سنوات ماضية، بأن سيناريو بداية وقوع حوادث التتابع متشابهة، إذ تشير تفاصيلها إلى وقوع تصادم بين مركبتين على الأقل، وانحرافهما بعد التصادم، وينتج عنه توالي التصادمات على الطريق، إضافة إلى عوامل الضباب، وانعدام الرؤية، وتطاير الزيوت على الرصيف، وعدم ترك مسافة كافية بين المركبات، والسرعة الزائدة، وعدم التزام السائقين بإرشادات القيادة الآمنة أثناء الضباب.

وكان 23 شخصاً أصيبوا بإصابات بسيطة في أربعة حوادث مرورية متفرقة، شاركت فيها نحو 96 مركبة، وقعت السبت الماضي، على طريق أبوظبي ــ العين أثناء نزول الضباب الكثيف، وانعدام مستوى الرؤية الأفقية.

وقال رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، العقيد جمال سالم العامري، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يجب على السائقين الأخذ بتعليمات مديريات المرور، والمختصين في ما يتعلق باشتراطات السلامة والوقاية، خصوصاً تعليمات القيادة أثناء تقلبات الطقس، وعند الضباب.

وأكد العامري، أن هذه التعليمات والقوانين وجدت لحماية الأشخاص والمحافظة على سلامتهم وسلامة السير على الطرق، فمن الواجب التقيد بها وعدم الاستهتار بها، داعياً الجميع إلى «الحذر ومراقبة النشرات الجوية، والأخذ بالتحذيرات الصادرة من الأجهزة المعنية، وتجنب السياقة، إن أمكن، في حال انعدام الرؤية أو انخفاضها، والتوقف بشكل آمن بعيداً عن مسارات الطريق وكتفه».

وأوضح أن المسؤولية يتحملها من استهتر بالتعليمات، ولم يتبع ما جاء فيها من إرشادات واضحة، هدفها السلامة للجميع، إضافة إلى السائقين الذين قادوا مركباتهم بشكل سبب خطراً على الآخرين، مؤكداً أن قنوات التواصل الشرطية تلتزم بتحذير السائقين دائماً من تقلبات الطقس، وكيفية التعامل والقيادة في حالة الغبار أو الضباب أو الأمطار، ويجب على السائقين اتباعها.

وقال إنه من المؤكد وجود مسببات بشرية للحادث الذي وقع، السبت الماضي، وكان في الإمكان تفاديه، ذاكراً أن من أهمها عادة إهمال البعض أصول القيادة والاستعجال، أو التوقف دون داع، بحب الفضول، والتحقيقات جارية من قبل الأجهزة المختصة لمعرفة ملابسات الحادث.

ودعا العامري السائقين إلى الالتزام بتعليمات القيادة أثناء الضباب، وزيادة الحرص والانتباه، وخفض السرعات، والالتزام بمسافة التتابع بين المركبات لتفادي الحوادث، مؤكداً ضرورة الأخذ بالنصائح المتكررة لمرور أبوظبي، بالحذر وتخفيف السرعات، والوقوف على كتف الطريق الأيمن في حالة تعذر القيادة بسبب انخفاض الرؤية.

من جانبه، أكد خبير التأمين عضو جمعية الإمارات للتأمين، وليد الجشي، أن من الصعوبة في مثل هذه الحوادث تحديد المتسبب الأول في الحادث، بسبب وجود تدخل خارج عن إرادة السائقين، وهو سوء الأحوال الجوية، ونزول الضباب الكثيف، ومن ثم فإن تدخل العامل الخارجي يرفع جزئياً المسؤولية عن سائق المركبة الأولى، التي أحدثت صدمة في مركبة أخرى، على الأقل، على الطريق، وحدث بعدها تتابع التصادم بين عشرات المركبات.

ورأى أنه في مثل هذه الحوادث، مع صعوبة تحديد المتسبب والمتضرر، لا يمكن تحميل الحادث على سائق واحد، وستكون كل شركة تأمين معنية بإصلاح مركبة متعاملها المشارك في حوادث التتابع.

وقدر الجشي حجم كلفة إصلاح المركبات المتضررة في حوادث العين، بأكثر من مليون درهم، فضلاً عن كلفة علاج المصابين، حسب خطورة الإصابة.

الأكثر مشاركة