أسر بتأشيرات زيارة تنشر أبناءها عند المساجد والتقاطعات لجمع المال

«تسول مقنّع» لابتزاز فاعلي الخير بمسابح وكتيبات دينية

مدير إدارة الشرطة السياحية رئيس الحملة: العقيد محمد راشد المهيري.

رصدت حملة «كافح التسول»، التي أطلقتها شرطة دبي يوم 15 مايو الماضي، أشكالاً جديدة من التسول، منها ما يعرف بـ«التسول المقنع»، وهو انتحال أشخاص صفة بائعي مسابح وكتيبات دينية، وعرضها للبيع بطريقة غير شرعية، بهدف ابتزاز فاعلي الخير بطريقة غير مباشرة.

وقال مدير إدارة الشرطة السياحية رئيس الحملة، العقيد محمد راشد المهيري، لـ«الإمارات اليوم»، إن الفرق ضبطت أسراً عربية قدمت إلى الدولة بتأشيرة زيارة، ينشر الآباء فيها أطفالهم عند المساجد وفي التقاطعات للتسول.

وكشف أن الحملة ضبطت، خلال 13 يوماً فقط من إطلاقها، 20 متسولاً (16 ذكراً وأربع إناث)، معظمهم من الجنسية الباكستانية، فيما بلغ إجمالي المضبوطين، منذ إطلاق الحملة في عام 2009 حتى نهاية العام الماضي، أكثر من 5559 متسولاً، بينهم 1549 متسولاً تم ضبطهم خلال شهر رمضان في الأعوام الستة الماضية.

وتفصيلاً، ذكر المهيري لـ«الإمارات اليوم»، إن الأساليب التقليدية للتسول لاتزال موجودة في إطار الضبطيات التي سجلتها الحملة خلال العام الجاري، منها الانتشار عند المساجد والمراكز التجارية والأسواق، وادعاء المرض أو العجز، ومحاولة استدرار عطف فاعلي الخير، أو الزعم بأنهم مسؤولون عن أسر، ولا يجدون سبيلاً للإنفاق عليها.

وأضاف أن هناك بعض الأساليب التي تتطور مع مرور الوقت، مثل ما يعرف بـ«التسول المقنّع»، حيث يدعي أحدهم أنه بائع مسابح ويعرضها على الناس، وحين يرفض الزبون الشراء، يطلب منه أي مبلغ على سبيل التسول، لافتاً إلى أن مجرد بيع هذه الأدوات يعد نوعاً من التجارة الكاذبة، بدليل أنهم لا يتوقفون عن مطاردة الناس في مناطق تجمعاتهم خلال شهر رمضان.

وأشار إلى أن أغلب المتسولين المقنعين، من بائعي المسابح والكتيبات الدينية، قدموا إلى الدولة زائرين، مشيراً إلى أنه يتم ضبط أي شخص يمارس هذه السلوكيات واتخاذ الإجراءات القانونية، إذ تعد تجارة غير شرعية، بغض النظر عن كونها واجهة تخفي التسول.

وأفاد المهيري بأن الحملة ترصد سنوياً سلوكيات وأساليب متجددة يستخدمها المتسولون في الاحتيال، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الجديدة، لافتاً إلى ملاحظة لجوء فئة منهم إلى طلب مساعدات بسيطة نوعاً ما، ما يشجع فاعلي الخير على التبرع مباشرة، لأنها لا تحمّلهم عبئاً كبيراً، وبعضهم يطلب أدوات رخيصة تعطي صدقية لطلبهم، مثل نظارة طبية أو أدوات مدرسية للفقراء، وبعض هؤلاء الأشخاص يمارس التسول من خارج الدولة.

وأوضح أن الحملة اعتمدت خطة جديدة للقضاء على ظاهرة التسول خلال شهر رمضان، تعتمد على تشكيل فريق عمل يتكون من 21 ضابطاً ينتشرون حسب قطاعات، ويتولى كل ضابط متابعة فريق العمل الذي يتبعه، والتأكد من التزام كل منهم بدوره، وتوفير الدعم اللازم لضمان تحقيق أكبر قدر من الردع لهذه الفئات.

وأفاد بأن فرق الحملة ضبطت، منذ إطلاقها منتصف شهر مايو الماضي، أبوين من جنسية عربية، قدما إلى الدولة مع أسرتهما بتأشيرتي زيارة، ثم شوهدا وهما ينشران أطفالهما في مناطق تجمعات لممارسة التسول، فتم توجيه تحذيرات لهما بعدم تكرار ذلك حفاظاً على الأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين تسعة و15 عاماً، لكن فور تركهما رصد أحدهما وهو يترك أطفاله بالقرب من ميدان الساعة في دبي للتسول.

ولفت إلى أن فريق الحملة أوقف هذين الشخصين بعد أن تأكد من أنهما أحضرا أسرتيهما، اللتين تضمان الزوجتين والأطفال، لممارسة التسول في الدولة خلال شهر رمضان، وتم إيداع الأطفال إحدى دور الرعاية، فيما أحيل الملف إلى الجهات الأخرى المختصة لتحديد آلية قدومهما وطبيعة التأشيرة التي منحت لهما، مؤكداً أن هذه ليست الحالة الأولى التي يُستغل فيها الأطفال بهذه الطريق، إذ ضبطت كذلك امرأة كانت تستغل ابنة شقيقتها في التسول، وتم إيقافها واتخاذ اللازم حيالها.

وقال المهيري إن فرق الحملة ضبطت امرأة من جنسية دولة عربية تمارس التسول في إحدى المناطق التجارية، وحين تم التدقيق على جوازها تبين أنها قدمت بتأشيرة «تاجر»، رغم عدم امتلاكها ما يثبت عملها بهذه المهنة.

تويتر