شرطة دبي راعت خصوصية المجتمع الإماراتي بإطلاق دوريات نسائية. من المصدر

«الدوريات النسائية» تنقذ مراهقة تعرضت لاعتداء متكرر من أمها

سجلت دوريات الشرطة النسائية في مركز شرطة القصيص 33 بلاغاً أسرياً (نساء وأطفال) منذ تأسيسها خلال العام الماضي، وفق مدير المركز بالإنابة المقدم عبدالله راشد الهفيت، الذي أشار إلى أن هذه أول دوريات من نوعها على مستوى الدولة، وأسست بهدف الحفاظ على خصوصية المرأة في البلاغات الخاصة بها، لاسيما تلك المتعلقة بالمشكلات الأسرية. فيما ذكرت رئيس قسم إسعاد المتعاملين في مركز شرطة القصيص، ليلى شاهمراد، إن إحدى الحالات التي تعاملت معها الدورية مراهقة تبلغ من العمر 14 عاماً، تعرضت لاعتداء متكرر من أمها التي اعتبرت ابنتها عبئاً عليها.

وتفصيلاً، قال المقدم عبدالله راشد الهفيت إن شرطة دبي راعت خصوصية المجتمع الإماراتي بإطلاق أول دورية نسائية، لافتاً إلى تلقي 33 بلاغاً منذ تأسيس الدوريات النسائية العام الماضي.

وأضاف أن الدورية دورها يشمل تنفيذ أوامر المحكمة بمرافقة متهمات أو الضحايا النساء، إضافة إلى التدخل في قضايا الخلاف على الحضانة بين الوالدين عند عدم التزام أحدهما.

4374 بلاغاً استقبلها مكتب التواصل مع الضحية

قالت رئيس قسم إسعاد المتعاملين في مركز شرطة القصيص، ليلى شاهمراد، إن عدد الأشخاص الذين تقدّموا ببلاغات إلى مكتب التواصل مع الضحية في مركز شرطة القصيص، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 4374 بلاغاً، منهم 20 زيارة إلى موقع الضحايا التي اختلفت بين الجنائية والمرورية، مؤكدة أن القسم معني بإجراء مكالمات للتواصل مع الضحايا، ومتابعة حالاتهم، والاطمئنان على وضعهم.

• كثرة المشكلات العائلية، وشعور صاحبات البلاغ بالإحراج، استدعيا وجود دوريات نسائية متخصصة.

• عمل الدورية النسائية لا يقتصر على التعامل مع الضحية، وإنما يمتد للتواصل معها.

وأوضح أن الإجراء المتبع سابقاً كان يتطلّب انتظار قدوم شرطية إلى موقع البلاغ مع وجود دورية غير نسائية هناك مسبقاً، ليتسبّب الأمر بعرقلة عمل دوريتين، كما أن كثرة المشكلات العائلية، وشعور صاحبات البلاغ بالإحراج، استدعيا وجود دوريّات متخصصة بالتعامل مع النساء والأطفال على حد سواء، فالفئة الأخيرة تشعر بالاطمئنان والأمان برفقة النساء.

وأشار إلى أن إنشاء الدوريات النسائيّة حافظ على خصوصية الإشكاليات الواقعة بين أفراد العائلة الواحدة، إذ لم تعد المرأة، سواء كانت ضحية أو متهمة تمكث في مكان الواقعة فترة طويلة بانتظار وصول شرطية من المركز، بل تنتقل الدورية النسائية فوراً استجابة للبلاغ الوارد.

إلى ذلك، قالت رئيس قسم إسعاد المتعاملين في مركز شرطة القصيص، ليلى شاهمراد، إن الدوريات النسائية تهدف إلى تقديم خدمات متميزة للمتعاملين، تفوق توقّعاتهم، وتحافظ على خصوصيّة المجني عليهن من العنصر النسائي، موضّحة أبرز المهام التي تتكفّل بها هذه الدوريات، منها المرور على المدارس بمنطقة الاختصاص خلال فترات الذروة في الفترة الصباحية وفي نهاية اليوم الدراسي، والتوعية بالجوانب المرورية والأمنية وبالسلوكيات الخاطئة التي يتم ارتكابها من قبل أولياء الأمور أو الطلبة، والنّزول الميداني للمناطق السكنية لتوعية ربّات البيوت، والانتقال إلى مواقع البلاغات الأسريّة والمروريّة التي يكون أحد أطرافها من العنصر النّسائي، والوجود في أماكن الفعاليّات الرسميّة بمنطقة الاختصاص، ورفع تقارير بالظواهر الأمنية والاجتماعية بمنطقة الاختصاص، إضافة لتوثيق الإجراءات، وتخصيص ملف كامل للدّوريّة.

وأشارت إلى أن عمل الدورية النسائية لا يقتصر على التعامل مع الضحية فحسب، وإنما يمتد للتّواصل معها ومساعدتها والاطمئنان على وضعها، لافتة إلى أن إحدى الحالات التي تعاملت معها الدوريات لفتاة 14 عاماً، استغاثت بغرفة العمليات في شرطة دبي، تطلب تخليصها من والدتها التي تعتدي عليها بالضرب والتعذيب، وبتحويل الطفلة إلى الطب الشرعي تبين وجود كدمات على جسدها، نتيجة تكرار حالات الضرب والتعذيب.

وأفادت بأن الأم ذاتها كانت لها واقعة اعتداء سابقة على ابنتها مسجلة العام الماضي، وبالتحقيق معها اتّضح أنها تعتبر ابنتها حملاً ثقيلاً، ولا تريدها في المنزل، على الرغم من أن للأم صبياً تقوم برعايته والاهتمام به، فما كان لنا إلا متابعة الفتاة وإرسالها إلى مؤسسة دبي لرعاية النساء والطفولة.

الأكثر مشاركة