الجناح الجوي ينفذ 497 مهمة خلال 6 أشهر شملت عمليات معقدة
دوريات جوية ترصد المطلوبين والمشبوهين في دبي
نفذ مركز الجناح الجوي بشرطة دبي 497 مهمة خلال النصف الأول من العام الجاري، شملت 311 دورية نهارية وليلية، بالإضافة إلى 66 مهمة نقل مصابين في حوادث مختلفة.
وقال مدير المركز العميد طيار عبدالله الشحي لـ«الإمارات اليوم» إن الدوريات الجوية تلعب دوراً بارزاً في ملاحقة المطلوبين، وردع المجرمين، وتعزيز الشعور بالأمن لدى المجتمع، فضلاً عن إمكانية استخدامها في رصد السائقين المتهورين، لافتاً إلى مشاركتها في ملاحقة متهم بسطو على شركة.
وكشف عن تنفيذ عمليات معقدة لإنقاذ مصابين في حوادث من بينها إصابة مواطن على قمة جبل في منطقة حتا، واستدعى الأمر حرفية بالغة من الطيار والمسعفين لنقل المصاب وإسعافه، بالإضافة إلى إنقاذ شخص بترت أصابعه على باخرة خارج حدود دبي وتعذر إنزاله إلى مركب صغير لكبر حجم الباخرة، وتطلب رفعه مع المسعف.
عمليات الإنقاذ البحري بواسطة الطائرة من المهام المعقدة قال نائب مدير مركز الجناح الجوي العقيد طيار جمال محمد عبدالله المري، إن عمليات الإنقاذ البحري بواسطة الطائرة من المهام المعقدة، خصوصاً في الحالات التي لا يوجد فيها مهابط مناسبة. وأضاف أن من العمليات التي نفذت خلال النصف الأول، مهمة نقل شخص بترت أصابعه على متن باخرة تبعد 38 ميلاً بحرياً خارج حدود إمارة دبي، وتبين صعوبة إنزال المصاب إلى قارب صغير بسبب كبر حجم الباخرة. وأضاف أن طائرة الإنقاذ الجوي توجهت إلى الموقع بعد تجهيزها بالمعدات المخصصة للتعامل مع الحوادث البحرية، وتم مسح المنطقة وتحديد قوة الرياح واتجاهها، والتأكد من عدم وجود مهبط للطائرات عليها، وصار على الطيار تحديد كيفية التعامل مع الحادث. وأشار إلى أن الطيار أنزل مسعفاً إلى المريض ثم دار حول الباخرة لمتابعة الموقف، ثم بدأت عملية نقل المريض بواسطة الرافعة، ومعه طاقم العمل، وانتهت العملية بتوصيله إلى مستشفى راشد، حيث تلقى العلاج وتماثل للشفاء. العقيد طيار جمال المري. من المصدر |
وتفصيلاً، ذكر الشحي أن مركز الجناح الجوي لشرطة دبي تأسس عام 1978 بهدف تحقيق سرعة الاستجابة في نقل المصابين، ثم توسعت مهام الجناح لاحقاً ليلعب دوراً فاعلاً في كثير من المهام الأمنية.
وأضاف أن من أهم الأدوار التي يقوم بها المركز حالياً هو الدوريات الجوية، التي تتجول ثلاث مرات يومياً وتغطي أنحاء دبي، لافتاً إلى أن طياري الجناح يحرصون على الطيران على ارتفاع منخفض فوق المناطق السكنية لتعزيز الشعور بالأمن لدى سكانها، فضلاً عن أن رؤية الطائرة عليها شعار شرطة دبي تردع أي شخص يعتزم التجاوز أو ارتكاب جريمة.
وأشار إلى أن الجناح أسهم في رصد سائقين متهورين على الطرق العامة والنزول إلى الشارع لمخالفتهم، قبل أن تنتشر أجهزة الرادار، ويظل بإمكانه لعب هذا الدور لكن أثناء مرور الدورية فقط.
وكشف أن المهام التي تقوم بها الدوريات تشمل الاستطلاع البحري، لافتاً إلى مساهمتها في إنقاذ أشخاص كانوا على وشك الغرق وشاهدوا الطائرة فأشاروا إليها بأيديهم، كما تشارك مع إدارات أخرى في مهام متنوعة مثل رصد المتهمين المطلوبين أو المتورطين في جرائم سطو، مثل حالة سطو مسلح وقعت في منطقة القوز الصناعية وفر مرتكبها في سيارة فلاحقته دورية جوية، مشيراً إلى أن مجرد رؤية الطائرة يثير ارتباك المطلوبين والمتهمين ويجعلهم صيداً سهلاً.
وأوضح الشحي أن دبي تضم أراضي صحراوية شاسعة، لا يمكن تغطيتها بالدوريات الأرضية، فيما يسهل رصدها بواسطة الدوريات الجوية، مؤكداً أهمية دور البحث عن مفقودين في الصحراء، خصوصاً أن كثيرين منهم يعجزون عن تحديد موقعهم، ويعطون بيانات خاطئة.
وأشار إلى أن إجمالي عدد الدوريات التي نفذها الجناح خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 311 دورية بواقع 166 دورية نهارية، و145 ليلية، بالإضافة إلى سبع مهام بحث بحري، وثماني مهام بحث بري، و15 مهمة نقل مباشر لفعاليات وأحداث.
وأوضح أن الجناح الجوي يلعب دوراً إنسانياً في عمليات نقل وإنقاذ مصابين، مسجلاً 66 عملية نقل مصاب في حوادث، كما أسهم في نقل تسعة مرضى، استلزم الأمر التدخل لتوصيلهم إلى المستشفى.
وأفاد بأن مؤسسة الإسعاف هي التي تحدد مدى الحاجة إلى طائرات الجناح الجوي في نقل المصابين، ويحدث هذا عادة في الحوادث التي تقع بمناطق مزدحمة، ويصعب وصول الإسعاف العادي إليها، أو انتقاله منها إلى المستشفى.
ولفت إلى أن من أبرز عمليات الإنقاذ التي نفذت أخيراً، مهمة لنقل مواطن كان مصاباً ومحشوراً في وسط جبال حتا، وتعذر نقله من الجبل بسبب الانحدار الشديد، ونظراً لإصابته في ارتفاع شاهق، وعدم القدرة على تحديد نوع الإصابة التي أدت إلى تعرضه لنزيف حاد، إذ توجهت الطائرة، وتم تحديد موقع المصاب، وأجرى الطيار مسحاً للمنطقة التي أصيب فيها، وتأكد من صعوبة إنزاله إلى دوريات الإسعاف والإنقاذ البرية، بسبب خطورة الإصابة والمكان الذي يوجد فيه.
وأضاف: «اتخذ الطيار القرار النهائي بتنفيذ العملية بواسطة الطائرة من خلال استخدام الرافعة، وأعد للمهمة بدقة حتى لا يحدث خطأ يهدد سلامة الطاقم أو المصاب، وتم إنزال ممرض بواسطة الرافعة إلى المصاب، لتحديد حالته، وأكد ضرورة رفعه إلى الطائرة، فأنزل طاقم العمل ومعه نقالة ثبت عليها المصاب جيداً، وسط مراقبة دقيقة لموقع الطائرة من الجبل، وانتهت العملية في وقت قياسي دون خطأ واحد ونقل الرجل إلى الطائرة وتم إنزاله على سطح مستشفى حتا».
وأكد أن العملية كانت دقيقة ومعقدة، إذ اتخذت القرارات في زمن قياسي، وراعى طاقم العمل قرب الجبل من الطائرة والارتفاع الشاهق لموقع المصاب، والانحدار الحاد في تلك المنطقة، وحساب كمية الوقود للعودة إلى مركز الجناح الجوي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news