وفاة طفلتين وإصابة فتاة في «مغرقة» وادي شوكة خلال شهر
قال مسؤول منطقة المنيعي في وادي شوكة، سعيد مصبح القايدي، لـ«الإمارات اليوم» إن برك المياه التي تسمى «المغرقة» والموجودة على أطراف وادي شوكة، سجلت وفاة سبعة أشخاص خلال الـ36 سنة الماضية، من بينهم ثلاث طفلات وأربعة رجال من المواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن الشهر الجاري شهد وفاة طفلتين وإصابة فتاة ثالثة في البرك.
تفاصيل الحادثة
الشحي: منطقة المنيعي تحتاج إلى دراسة شاملة للوقوف على أسباب حوادث الغرق قال عضو المجلس الوطني في رأس الخيمة سالم النار الشحي، لـ«الإمارات اليوم» إن منطقة المنيعي تحتاج لدراسة شاملة وتقييم من قبل جهات معنية في الإمارة، للوقوف على أسباب تعرض أطفال للغرق في برك المياه الراكدة. وأوضح أن منطقة وادي شوكة تعد من المناطق السياحية في الإمارة ويرتادها الكثير من سكان الدولة من مختلف المناطق، وقد تكررت بها حوادث الغرق وسقوط الأطفال في برك المياه، مشيراً إلى أن الأهل والجهات المعنية في الإمارة مسؤولون عن سقوط الأطفال في تلك البرك وتعرضهم للوفاة. وأضاف أن منطقة وادي شوكة أصبحت تشكل خطراً على سلامة مرتاديها، وأنه كان على الأسر والجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال، خاصة بعد وفاة طفلة مواطنة بداية الشهر الجاري نتيجة سقوطها في بركة مياه وتعرضها للغرق. وذكر أن المنطقة تفتقر لعناصر الحماية والوقاية، وإلى أي لوحات إرشادية أو تثقيفية، وأن الزوار من خارج سكان منطقة رأس الخيمة يجهلون خطورة لعب أطفالهم بالقرب من تلك البرك المائية ومدى عمقها، مشيراً إلى أنه لا يمكن توعية الأطفال بخطورة تلك البرك؛ لأن عامل اللعب يسيطر عليهم.
أقرب مركز شرطة يبعد عن وادي شوكة نصف ساعة. لا توجد في المكان نقطة إسعاف أو إنقاذ. |
روى جمعة الشامسي، والد الطفلة غلا، التي غرقت مساء أول من أمس، إثر سقوطها في بركة بوادي شوكة في منطقة المنيعي جنوب إمارة رأس الخيمة، لـ«الإمارات اليوم» تفاصيل وفاة ابنته غرقاً قائلاً: «ذهبت الأسبوع الماضي لأول مرة برفقة أسرتي إلى وادي شوكة لاكتشاف المنطقة السياحية، وقررت أن أعود مع أطفالي وبعض الأصدقاء إلى الوادي خلال الإجازة الأسبوعية لغرض السياحة وتناول الغداء مع أسرتي وأصدقائي، والتنزه في المكان السياحي، لأنني سمعت عن أجوائه الطبيعية الباردة».
وأوضح أنه «فور وصولنا للمكان اخترنا الجلوس بجانب مياه الوادي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وبعدما تناولنا طعام الغداء ذهبت ابنتي غلا برفقة صديقاتها للمشي بالقرب من برك المياه بجانب الوادي، وفور وصولها إلى منطقة البرك انزلقت قدمها بسبب الطين الموجود على حافة البرك وسقطت بداخلها». ولفت إلى أن «صديقتها خافت ولم تستطع إبلاغنا بسقوط غلا في المياه، وقامت بإبلاغ شقيقها الصغير حتى يبلغنا».
وأشار إلى أنه «فور سماعي خبر سقوطها أصبت بصدمة كبيرة، واتصلنا بغرفة العمليات، وذهبت مسرعاً إلى مكان البرك المائية، وفوجئت بعمقها، وبدأ الشباب الموجودون في المكان الغوص في بركة المياه بحثاً عن غلا، وبعد مرور نصف ساعة من عملية البحث عنها تم إخراجها، وكانت فاقدة للوعي».
وأوضح أن «الشباب الموجودين حاولوا إنقاذها بإجراء تنفس صناعي لها وإخراج المياه من رئتيها، إلا أنها فارقت الحياة»، مشيراً إلى أن دوريات الشرطة والإسعاف والإنقاذ وصلت للمكان، وقامت بأخذ الجثة للمستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في سبب الوفاة.
نقطة إسعاف
وذكر أنه «على الرغم من خطورة المكان، ووفاة طفلة قبل أسبوعين في البركة نفسها التي توفيت فيها ابنتي، فإن الجهات المعنية لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية السياح ومرتادي المنطقة». ولفت إلى أنه «لا توجد في المكان نقطة إسعاف أو إنقاذ، كما أن أقرب مركز شرطة يبعد عن الوادي نصف ساعة تقريباً».
وأوضح أن جميع الخدمات معدومة في منطقة وادي شوكة السياحي، الأمر الذي يجعله خطراً على السياح وعلى سلامة الأطفال، مشيراً إلى أن وفاة ابنته قضاء وقدر، وأنه يجب على الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار حالات الوفاة بين الأطفال غرقاً في برك مياه وادي شوكة.
من جهته، أشار رئيس مركز شرطة المنيعي، العقيد سعيد محمد أبوالشوارب، إلى أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً الساعة السادسة والنصف مساء الجمعة الماضي، عن تعرض الطفلة للغرق في بركة مليئة بالمياه الراكدة.
وأوضح أنه فور تلقي البلاغ تم إرسال دوريات الشرطة وسيارات الإسعاف والإنقاذ للمكان، حيث تبين أن أسرة الطفلة المتوفاة جاءت للاستمتاع بوادي شوكة، وكانت الطفلة تلهو مع بقية الأطفال. وتابع أنه أثناء ذلك سقطت في بركة المياه، وتوفيت متأثرة بإصابتها البليغة، إذ تم تحويل ملف الحادثة إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية.
لوحات إرشادية
وأشار مدير عام العمليات الشرطية في شرطة رأس الخيمة، العميد غانم أحمد غانم، إلى أنه سيتم وضع لوحات إرشادية واضحة حول البرك وفي الأماكن الخطرة، لمنع الاقتراب منها أو السباحة، لخطورتها البالغة وعمقها الشديد، وإنشاء سور عازل للبرك المائية، بالتنسيق بين مركز شرطة المنيعي الشامل والجهات المعنية بالإمارة، موضحاً أنه يجب على جميع المواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن وجود برك المياه الراكدة، كونها عميقة جداً، وتؤدي إلى وقوع حوادث غرق.