مواطن دفع 3 ملايين درهم لإخراج الجن من منزله
استمعت محكمة الجنح في رأس الخيمة برئاسة المستشار القاضي محمد العبيدي، لمرافعة محامي الدفاع محمد جاد المولى، في قضية اتهام النيابة العامة برأس الخيمة لأربعة أشخاص من جنسيات عربية، ثلاثة منهم خارج الدولة وأحدهم محبوس احتياطياً، بالاستيلاء على ثلاثة ملايين و60 ألف درهم من مواطن باستخدام أعمال السحر والشعوذة.
إرسال الحوالات المالية قال محامي الدفاع عن المتهم الأول محمد جاد المولى، إن موكله بريء من جميع التهم المنسوبة إليه، ودفع خلال مرافعته أمام المحكمة بانتفاء علم المتهم الأول بأي معلومات عن الواقعة أو معرفته بالمجني عليه أو بالمتهمين أثناء إرساله للحوالات المالية. وأوضح أن أوراق القضية تخلو من دليل يثبت صلة موكله ببقية المتهمين، كما دفع بانتفاء أركان جريمة النصب المادية والمعنوية. وتابع أن موكله يعمل في محل صرافة ولديه رخصة من المصرف المركزي بذلك، وأنه استلم من المجني عليه الأموال وقام بتحويلها للمتهم الثاني المقيم في إحدى الدول العربية. وأشار خلال مرافعته إلى بطلان تحريات الشرطة، لأن ضابط التحريات أفاد بأن المتهم الأول هو شقيق المتهم الثاني، ولكن تبين لاحقاً عدم وجود أي صلة قرابة بين المتهمين، كما دفع ببطلان جمع المعلومات، إذ إن التحريات لم تتوصل إلى دليل يؤكد اشتراك المتهم الأول في جريمة الاحتيال مع بقية المتهمين، وأن أقوال المجني عليه كانت مبنية على اعتقاد منه بأن المتهم الأول يعرف بقية المتهمين. |
وجاء في لائحة اتهام النيابة العامة، أن المتهمين استولوا لأنفسهم على المبلغ من المجني عليه، باستخدام طرق احتيالية من شأنها خداعه وحمله على تسليم الأموال على دفعات، حيث ارتكب المتهمون الثاني والثالث والرابع عملاً من أعمال السحر والشعوذة للتأثير في المجني عليه.
وجاء في أوراق النيابة العامة أن المجني عليه قدم بلاغاً إلى شرطة مركز الدقداقة برأس الخيمة في أبريل الماضي يشكو تعرضه للاحتيال والاستيلاء على أمواله من أشخاص أوهموه بوجود كنز في منزله، موضحاً أنه اشتكى لشخص أنه يرى جنياً في منزله منذ فترة، فدله على مطوع يقيم في دبي، يستطيع استخراج الجني من المنزل، فتواصل معه وأكد وجود كنز في المنزل، وأنه سيستخرجه مقابل بعض المال.
وأضاف المجني عليه أن المتهم الثاني حضر إلى المنزل وبرفقته المتهمان الثالث والرابع، وطلب تسليمه 150 ألف درهم في ثلاث حقائب. وتابع أن «المطوع ادعى أن في منزلي كنزا، وأنه سيسخر الجن لخدمته، وطلب مني إغلاق الغرفة التي تحتوي الحقائب الثلاث، وفتحها بعد شهرين، وبعدها سيخرج الكنز».
وتابع: «صدقت ما قالوه، ولكن عند عودتي للغرفة بعد شهرين لم أجد الأموال في الحقائب، وعثرت على طلاسم وأشياء أخرى، فأبلغت المتهم الثاني، الذي طلب مني مزيداً من الأموال لاستخراج الكنز»، موضحاً أنه حول دفعات عبر بنك ومكتب صرافة، وسدد بعضها نقدا، وأن آخر حوالة كانت قيمتها 280 ألف درهم.
وأوضح: «أعتقد أنني تعرضت للاحتيال من المتهمين، فقد أقنعوني بقدرتهم على استخراج الكنز بمجرد خروج الجن من المنزل». ولفت إلى أنه أخذ قرضا من البنك وأموالا أخرى على سبيل السلف من بعض الأشخاص، وسلم تلك الأموال للمتهمين.
وأشارت النيابة العامة إلى أن تحريات شرطة رأس الخيمة توجهت إلى عزبة المجني عليه، وعثر على الحقائب الثلاث كبيرة الحجم، وعند فتحها تبين أنها تحتوي على طلاسم. وأكدت التوصل إلى هوية المتهم الأول، الذي يعمل في محل صرافة، إلا أنه أنكر معرفته بالمجني عليه، الشاكي، وأكد أنه لم يستولِ على المبالغ المالية، وأنه لا يعرف شيئا عن قضية النصب والاحتيال.
وأضاف المتهم الأول أنه تلقى اتصالاً من المتهم الثاني أبلغه فيه بوجود شراكة بينه وبين مواطن (المجني عليه)، وطلب منه استلام أموال منه، وتحويلها له في السودان. وتابع: «قمت بتحويل المبلغ إلى المتهم الثاني، وفوجئت بعدها بضبطي من قبل الشرطة في قضية تحايل».
من جهتها، أشارت شرطة رأس الخيمة إلى أن الثابت لديها أن المتهمين الثاني والثالث والرابع غير موجودين في الدولة، وأن المتهم الأول مقيم في الدولة.