براءة عاطلين من تهمة قتل امرأة عثر عليها عارية

قضت محكمة الاستئناف في دبي ببراءة عاطلين خليجيين من تهمة قتل امرأة بكتم أنفاسها وتعريتها، مؤيدة الحكم ذاته من قبل محكمة الجنايات.

واتهمت النيابة العامة في دبي المتهمين، وهما عاطلان، كلاهما يبلغ من العمر 23 عاماً، بقتل امرأة عمداً يوم 14 من أبريل العام الماضي، مشيرة من خلال التحقيقات إلى أنهما آخر من كان مع المتهمة وصديقة لها ليلة وقوع الجريمة.

وأفادت لائحة الاتهام بأن المتهمين استغلا امرأتين، وأجبراهما على تعاطي المخدرات، قبل أن يخنقا المجني عليها ويتركاها مع صديقتها ويغادرا المكان.

فيما ذكر المتهمان أمام محكمة الجنايات أنهما لم يخنقا المرأة، لكنهما كانا معها هي وصديقتها حين وردها اتصال من شخص آخر، فتركاها وغادرا وهي حية.

وذكرت صديقة المجني عليها أنها كانت معهما، وأجبراها هي وصديقتها على تعاطي عقاقير مخدرة داخل سيارتهما، حتى فقدت القدرة على التمييز أو الدراية بما يحدث.

• المتهمان أقرا أمام محكمة الجنايات بأنهما لم يخنقا المرأة، لكنهما كانا معها هي وصديقتها قبل الحادث.

وقال محامي المتهمين، سعيد الغيلاني، للمحكمة، إن الصديقة هي الشاهد الوحيد في القضية، وتوجد دلائل كافية على كذبها وإخفائها حقائق للتستر على هوية القاتل الحقيقي، أو تفاصيل ما وقع فعلياً، خصوصاً أنها ادعت فقدانها الذاكرة خلال الفترة التي ماتت فيها المجني عليها.

وذكر الغيلاني في مذكرة الدفاع أن هناك حلقة مفقودة في جريمة القتل المنسوبة إلى المتهمين، ويوجد وجه آخر لم تكشف عنه أوراق القضية، لافتاً إلى أن من الواضح تماماً أن صديقة المتوفاة تحاول تغيير مسار الدعوى، إذ قررت أنها منذ لحظة ركوبها السيارة مع المتهمين أعطياها عقاقير مخدرة، وهذا لم يثبت بفحصها، كما لم تنسب النيابة إلى المتهمين جريمة تسهيل التعاطي، وإلا كانت ستتم محاكمتهما عليها بالتوازي مع جريمة القتل، بل تعتبر ظرفاً مشدداً.

وأضاف أنها ذكرت أنه نتيجة تعاطيها الحبوب، كانت يُغمى عليها ثم تفيق مرات عدة، فتسأل صديقتها المتوفاة عن مكانهما، مقررة أنها قالت لها إنها في الممزر مرة، وفي الحمرية مرة أخرى، وأنها كانت تنسى ما حدث ولا تتذكر، ما يدل على أن المجني عليها كانت في كامل قواها العقلية، فلماذا لم تفقد ذاكرتها بدورها ولم يغمَ عليه بسبب تعاطي الحبوب ذاتها؟

وأشار الغيلاني إلى أن الصديقة الشاهدة ذكرت أنها أفاقت فوجدت صديقتها نزلت من السيارة مع المتهم الأول، وكان بينهما سوء تفاهم، اعتدى عليها بسببه وطرحها أرضاً، وكانت تتنفس بصعوبة، نظراً لمعاناتها مرض الربو، لافتة إلى أنها بحثت عن الدواء فلم تجده، وفي هذه اللحظات جرت محاولة إسعافها بسقيها عصير برتقال، ثم تعريتها من ملابسها، دون أن يتم التوصل إلى سبب تعريتها، ومن قام بذلك.

وأوضح أن المتهم أنكر في المقابل اعتداءه على المجني عليها، وخلت الآثار الموجودة على وجهها من سمات حمضه الوراثي، كما أن الطبيب الشرعي أكد أن الوفاة حدثت نتيجة الخنق وليس الضرب، كما ذكرت الشاهدة، وأكد أنهما غادرا المكان والمتوفاة على قيد الحياة.

وأفاد بأن الشاهدة لم تذكر شيئاً عن الدقائق الحاسمة التي تلت مغادرة المتهمين، وتخللها شرب المجني عليها عصير البرتقال وتعريتها من ملابسها، على الرغم من أنها تذكرت كل ما سبق، ومع أن الحبوب التي تعاطتها لا تؤدي إلى فقدان الذاكرة، بل إلى الكسل والخمول. وتطرق الدفاع إلى احتمالات أسباب الوفاة في مذكرة الدفاع، منها احتمال وفاتها نتيجة سقيها عصير برتقال مالحاً، أدى إلى إصابتها بـ«إسفكسيا الغرق»، أو نتيجة الامتناع عن إعطائها دواء الربو، مشيراً إلى أنه كان من المفترض نقلها إلى مستشفى قريب من الواقعة، أو الاتصال بالإسعاف.

وذكر الغيلاني بأن هناك احتمالات بأن يكون هناك سبب آخر متصل بنشاط المجني عليها الذي يجعلها عرضة للانتقام، خصوصاً أن المتهمين أفادا بأن اتصالاً ورد إليها قبل أن يتركاها مع صديقتها.

الأكثر مشاركة