"البتكو.. وهم" تستعيد مليوني درهم في عملية نصب كبرى لبيع "البتكوين"
تمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة من استعادة أكثر من مليوني درهم تعود لشخص يحمل الجنسية الهندية كان قد تم الإستيلاء عليها عن طريق النصب والاحتيال من قبل شخص باكستاني الجنسية بالتواطؤ مع أحد ابناء جنسيته، بعد ان قام الجاني وشريكه المتواجد خارج الدولة بإيهام الضحية ببيعه عملات "البتكوين" تعادل قيمتها مليونين وخمسمائة درهم، وذلك في عملية أمنية أطلق عليها "البتكو.. وهم" والتي تعد جريمة اولى من نوعها للإحتيال عن طريق بيع العملة الإفتراضية المعروفة بإسم "البتكوين".
وكان بلاغ قد ورد إلى إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة من شخص هندي الجنسية ، يفيد بأنه تعرض لعملية نصب واحتيال فقد خلالها مبلغ مليونين وخمسمائة درهم ، بعد تورطه في التعامل مع شخصين من الجنسية الباكستانية يتواجد أحدهما خارج الدولة ، والاخر في إمارة الشارقة ،
وأوضح الشاكي في بلاغه أنه سبق له أن أجرى بعض المعاملات في تداول العملة الإفتراضية ( البتكوين ) حيث كسب بعض الأموال مما شجعه على الإستمرار في هذا النشاط ، وأثناء بحثه عبر شبكة الإنترنت فقد تعرف على شخص يعمل في تداول العملة الافتراضية ويقيم بإحدى الدول الاسيوية ، ومن خلال تواصله مع المذكور فقد اتفق معه على شراء العملة المشار إليها بما تعادل قيمته مبلغ مليونين وخمسمائة درهم ، حيث طلب منه البائع أن يقوم بتسليم المبلغ لشخص من الجنسية الباكستانية يتواجد بالشارقة كي يقوم البائع بتحويل العملة الافتراضية إلى حساب الشاكي ، وبعد أن تواصل مع المدعو فقد اتفق معه على اللقاء بمقهى في أحد المراكز التجارية بالشارقة لتسليمه المبلغ وإتمام عملية تحويل العملة الإفتراضية إلى حسابه عبر الكمبيوتر المحمول اثناء تناولهما القهوة ، وبالفعل فقد تقابلا في المحل المتفق عليه حيث قام بتسليم المبلغ إلى المذكور ، الذي تظاهر بانه يقوم بإجراء عملية التحويل عبر جهاز كمبيوتر محمول كان بحوزته ، إلا أنه ادعى بوجود ضعف في الشبكة وأنه سوف يعاود المحاولة ريثما يعود من التحدث لبضع ثوان إلى زوجته التي تنتظره بالسيارة بمواقف المركز التجاري ، والتي ادعى انها تواجه مشكلة ما ، إلا أن المدعو غادر ومعه المبلغ دون عودة ، وعندما حاول الشاكي الاتصال بهاتفه عدة مرات فقد وجد الهاتف مغلقا ..
وبناء عليه فقد تم تشكيل فريق أمني لمتابعة القضية ، والبحث عن الجاني وملاحقته والقبض عليه.
ومن خلال البحث والتحري فقد تمكن الفريق من تحديد هوية المشتبه به والتعرف إلى مكان إقامته ، وبعد استيفاء الإجراءات القانونية توجه الفريق إلى الموقع حيث تم القبض على المشتبه به ، وبتفتيش مقر سكنه فقد تم العثور بحوزته على معظم المبلغ الذي تم الإستيلاء عليه من الشاكي إلى جانب مجموعة من التحويلات المالية المحدودة التي قام بها مع شريكه المتواجد خارج الدولة ، وبجلب المذكور لإدارة التحريات والمباحث الجنائية والتحقيق معه فقد اعترف بقيامه بالإستيلاء على المبلغ من الشاكي والهروب مدعيا ان كل ما وقع كان من تدبير شريكه المتواجد خارج الدولة ، والذي كان على علم بانه يعاني من ضائقة مالية فطلب منه القيام بعملية الاحتيال لمعرفتهما بأن الشاكي مهتم بالتداول في العملات الرقمية.
وبناء على اعترافات المتهم فقد تم توقيفه وإحالته إلى النيابة العامة بالشارقة
وحذر رئيس قسم التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة المقدم محمد حسن الشامسي افراد المجتمع من التورط في عمليات التداول غير المامون في ما يسمى بالعملة الافتراضية ، والتي لا يتوفر لديهم معرفة كافية بها وبالضمانات المتعلقة بتداولها خاصة بعد ان لوحظ تراجع العديد من دول العالم عن الإعتراف بهذا النوع من الأنشطة المالية الرقمية، والشكوك المثارة عالميا حول حقيقة ما يسمى بعملة "البتكوين" والجهات التي تقف خلفها ، والأغراض التي صنعت من أجلها إلى جانب موقف الدولة ومؤسساتها المالية من هذه الأنشطة المريبة، مع التأكيد مجددا على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من الوقوع ضحية لعمليات النصب والاحتيال التي تستهدف الناشطين في هذا المجال، والتعامل مع اشخاص مجهولين عبر شبكة الإنترنت دون معرفة كافية بحقيقة هؤلاء الأشخاص، وما يقومون به من أعمال ونشاطات إجرامية.