مقاطع فيديو تُظهر ضحايا ومشاهد صدم حية بين مركبات في حادث الضباب
طالب متفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي، بتشديد عقوبة المصورين الذين ينتهكون خصوصية الآخرين، ويصورونهم في مواقف وظروف حرجة، من دون رغبة منهم، لافتين إلى أنهم رصدوا مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً مصابين في حوادث مرورية، وآخرين محشورين داخل مركباتهم، فيما كان الأولى بمن يلتقطون صورهم ترك الكاميرات والمبادرة في تقديم المساعدة لهم.
«التجمهر» أكدت شرطة أبوظبي، أن مخالفة الوقوف في أماكن الحوادث (التجمهر)، تهدف إلى الحد من هذا السلوك، وضمان إفساح الطريق أمام سيارات الإسعاف وعناصر الدفاع المدني للوصول إلى مواقع الحوادث، حتى تتمكن من أداء الدور المنوط بها، وهو إنقاذ المصابين، وتقديم الإسعافات لهم بالسرعة المطلوبة، داعية الجميع إلى تحمل مسؤوليتهم في هذا الخصوص، وعدم التسبب - من خلال التجمهر - في وقوع حوادث أخرى لا تحمد عقباها. مخالفة عرقلة حركة السير (التجمهر) أثناء الحوادث قيمتها 1000 درهم. |
وقالوا إنهم شاهدوا مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً من المصابين في حادث الضباب الذي وقع الثلاثاء الماضي، على طريق أبوظبي - دبي، فضلاً عن مقاطع أخرى تصور مشاهد صدم حية بين مركبات، لافتين إلى أن «مصوري هذه المقاطع لم يقدموا المساعدة لمن يحتاج إليها. كما أنهم لم يحاولوا تحذير المركبات القادمة من الخلف لتهدئة سرعتها، بل واصلوا التقاط مقاطعهم المصورة، وبثها عبر مواقع التواصل، بحثاً عن مزيد من المتابعين، من دون أدنى مراعاة لمشاعر الآخرين»، مطالبين باتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد منتهكي خصوصية الآخرين، ومساءلة المصورين والمسؤولين عن بث وتناقل المقاطع من خلال حساباتهم، «لأن الشهرة وجذب المتابعين، لا ينبغي أن يكونا على حساب خصوصية الضحايا».
من جانبها، حذرت شرطة أبوظبي من تصوير الحوادث، وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن «هذا النوع من السلوكيات لا ينسجم مع مبادئ مجتمعنا».
وحثت الشرطة شرائح المجتمع كافة، خصوصاً الشباب، على التصرف بطريقة تنم عن المسؤولية، مع ضرورة إفساح الطريق لسيارات الإسعاف والدفاع المدني للوصول إلى مواقع الحوادث لأداء مهامها، موضحة أنه يتم تطبيق مخالفة عرقلة حركة السير (التجمهر)، أثناء الحوادث، التي تبلغ قيمتها 1000 درهم، للحد من التجمهر والوقوف العشوائي للمركبات على الطرق في أماكن وقوع الحوادث المرورية، ومنع الاختناقات المرورية في أماكن وقوع الحوادث.
وعبر متفاعلون على حساب شرطة أبوظبي عبر «تويتر» أخيراً، عن استيائهم من تصوير مقاطع لمصابين في حادث الضباب، الذي شهد تصادم 44 مركبة، وأسفر عن إصابة 22 شخصاً. وقال أحمد الشحي، وهو موظف حكومي: «انتشرت أخيراً مقاطع فيديو لأشخاص مصابين في الحادث، وآخرين محشورين داخل مركباتهم. وهو موقف مثير للاستغراب، فقد كان أحرى بالمصور أن يبادر بمد يد العون الى هؤلاء، ومساعدتهم، بدلاً من تسجيل بطولات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحقيق شهرة مجانية على حسابهم».
وأضاف: «لابد من اتخاذ إجراء ضد من صور المقاطع ونشرها». وقال آخر، إن «نشر مثل هذه المقاطع عبر مواقع التواصل يجذب المتابعين، لكنه - من جانب آخر - يكشف عن المدى الذي وصلنا إليه ونحن نلهث وراء اعتبارات جديدة على مجتمعنا، بل هي تمثل النقيض لقيمه واعتباراته». مطالباً الجهات المعنية باتخاذ إجراءات ضد هذه النوعية من الأشخاص، ووضع حد لسلوكياتهم.
واقترح آخرون تغليظ عقوبة السرعة أثناء الضباب لتصل إلى السجن، لما في ذلك من استهتار بحياة الآخرين، لافتين إلى ضرورة اعتبار هذا النوع من السلوكيات جناية، وتشديد عقوبة مرتكبها. كما طالبوا بتغليظ عقوبة الشركات الخاصة التي تسمح لحافلاتها، التي تقل عمالاً، بالتحرك والسير أثناء الضباب، بسبب ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر كبرى على حياتهم.
وذكرت شرطة أبوظبي، أن هناك حوادث وقعت نتيجة إسراع «الفضوليين» من قائدي المركبات، وحرصهم على الوقوف في أماكن الحوادث، والتقاط صور، أو تسجيل مقاطع فيديو. كما تعرض فضوليون من المشاة لحوادث دهس، بسبب مسارعتهم في عبور الطرقات المختلفة إلى مواقع الحوادث، غافلين عن حركة المركبات.
وحذرت الشرطة من نشر الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنهم يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية في انتهاك خصوصية المصابين والمتأثرين بتلك الحوادث، ونصحت الجمهور بـ«أن تقديم المساعدة الإنسانية للمصابين يكون من خلال عدم التجمهر وتعطيل الجهود المبذولة في عمليات الإنقاذ والإسعاف وتخطيط الحوادث».
وطالبت الشرطة الجمهور بالمساهمة الإيجابية في المواقف الحرجة، من خلال الالتزام بتوجيهات رجال المرور في مواقع الحوادث، حفاظاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين.
قيادة آمنة
دعت إدارة المرور بالعين بمديرية المرور والدوريات في قطاع العمليات المركزية بشرطة أبوظبي، قائدي المركبات إلى ضرورة الالتزام بالقيادة الآمنة في جميع الظروف، خصوصاً مع تغيّر الأحوال الجوية وتشكل الضباب تعزيزاً للسلامة المرورية.
وأوضح نائب مدير إدارة المرور في العين، المقدم محسن المنصوري، أن مظاهر المشكلات والحوادث والمخالفات المرورية تتعدد في فصل الشتاء، مثل الحوادث الناجمة عن تشكل الضباب وسوء الأحوال الجوية والقيادة بطيش وتهور.
وحث أولياء الأمور والأسر على مراقبة سلوكيات أبنائهم، خصوصاً في فترة الإجازات والالتزام بقوانين السير والمرور حفاظاً على حياتهم وحياة الآخرين.
وأشار إلى أن قيادة السيارات في فصل الشتاء من الأمور التي تتطلب مهارة كبيرة، لاسيما في حال الضباب وسقوط الأمطار، وعلى السائقين أن يكونوا أكثر حرصاً وحذراً في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة بواسطة تشغيل نظام التدفئة على الزجاج الأمامي، والمحافظة على مسافة أمان كافية تمكنهم من الوقوف الآمن لتجنب المخاطر.
كما دعا إلى المحافظة على نظافة الزجاج، وعدم استخدام أضواء السيارات العالية التي تعيق الرؤية للسائقين الآخرين، وعدم استخدام الإشارات التحذيرية الأربع أثناء القيادة واستخدامها فقط عند توقف السيارة. العين - وام