«الداخلية» تنفّذ مشروعاً لربط المنازل بنظام الإنذار المبكر
سكان بالشارقة وعجمان: طفايات الحرائق في معظم الشقق «ديكور»
أفاد سكان في إمارَتي الشارقة وعجمان، بأن معظم الشقق لا تتوافر فيها مواصفات السلامة والأمن لمواجهة الحرائق في حال اندلاعها، مثل توافر أسطوانات الإطفاء، أو أجهزة الإنذار، وفي حال توافر هذه الأسطوانات تكون فارغة، كأنها مجرد «ديكور»، إضافة إلى أنهم يجهلون إن كانت أجهزة الإنذار المبكر والخراطيم الخاصة لإطفاء الحريق تعمل أم لا.
• سكان يطالبون بتشديد الرقابة على المباني للتأكد من وجود أنظمة سلامة وحماية من الحرائق. • اشتراطات السلامة أكد مدير عام بلدية مدينة الشارقة، ثابت سالم الطريفي، أن البلدية تبذل جهوداً مستمرة بالتعاون مع الدوائر والمؤسسات الحكومية المختصة لضمان الوصول إلى أعلى معدلات السلامة والوقاية من الحرائق بمدينة الشارقة، من خلال تعزيز معايير واشتراطات السلامة في المباني، إذ إن سلامة المباني على رأس أولويات قطاع الهندسة والمباني في البلدية. وأوضح أن البلدية تنظم مبادرات وورش عمل عدة تهدف إلى إشراك المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات والموردين وبيوت الخبرة المتخصصة مشاركة فعّالة جنباً إلى جنب مع البلدية والدوائر والهيئات الحكومية المختصة في تحمل مسؤولية سلامة المباني وما تحويها من أرواح وممتلكات، ورفع مستوى الوعي بالمخاطر الناجمة عن تركيب واجهات المباني المصنوعة من ألواح الألمنيوم، وتشجيعهم على اتباع طرق وأنظمة أكثر أماناً، مشيراً إلى أن البلدية بحثت خلال ورشة سابقة مع المشاركين بعض الحلول المناسبة لتفادي انتشار الحريق في المباني ذات التشطيبات الخارجية المصنوعة من ألواح الألمنيوم، وكيفية تنفيذ هذه الحلول وما يتعلق بها من اشتراطات وإجراءات من أجل رفع معدلات السلامة والوقاية من حوادث الحريق في الشارقة. • تدريب الأطفال نظّمت الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان، أخيراً، ورشة لتدريب الأطفال على كيفية التعامل مع الحرائق المنزلية، وتعريفهم بأهم أرقام الطوارئ. وتعرّف الأطفال المشاركون (من حضانة الفريج)، خلال الورشة، إلى المهام التي تقوم بها الإدارة تماشياً مع حملة السلامة التوعوية التي تهدف إلى نشر ثقافة السلامة الوقائية لرياض الأطفال. واستمع الأطفال إلى شرح حول مهام رجال الإطفاء وسيارات الدفاع المدني والإسعاف والتدخل السريع، كما تعرفوا إلى طريقة تلقّي بلاغ الحوادث عبر هاتف الطوارئ 997، وتوجيه الفرق إلى موقع الحادث بواسطة الأجهزة اللاسلكية. وناشد رئيس قسم الإعلام والعلاقات، الملازم أول محمد حميد المهيري، أولياء الأمور التأكد من فصل مقابس الكهرباء التي يمكن وصول الأطفال إليها، وعدم ترك الأطفال في المطبخ دون مراقبة، وحفظ الكبريت والولاعات في خزانة مغلقة بعيدة عن متناول الأطفال. عجمان - وام |
وطالبوا الجهات المعنية والمسؤولة بتشديد الرقابة على المباني القديمة والجديدة، والتأكد من أنظمة الأمن والسلامة المتبعة فيها، وإلزام أصحابها بتوفيرها في حال عدم وجودها، لضمان سلامة الأفراد في حال نشوب حرائق.
فيما أكد القائد العام للدفاع المدني في وزارة الداخلية، اللواء جاسم محمد المرزوقي، أنه جارٍ تنفيذ مشروعين للحد من نشوب الحرائق في المناطق السكنية، أولهما مشروع «حصنتك»، وهو نظام مراقبة وإنذار وتحكم ذكي ومتكامل للرصد والتحكم بالبيانات الحيوية لجميع المباني والمرافق المشمولة، والثاني خاص بربط «أجهزة الإنذار» في المنازل بنظام الإنذار المبكر وغرف العمليات في إدارات الدفاع المدني.
فيما حذرت بلدية الشارقة من استخدام نظام تكسية الألمنيوم في واجهات المباني، كونه يتسبب في مخاطر كثيرة في حال اندلاع حرائق، بسبب قابلية الطبقة العازلة وسط ألواح الألمنيوم للاشتعال.
وتفصيلاً، قال موسى محمد، إن طفاية الحريق الموجودة في شقته قديمة، ولا يعرف ما إذا كان متوافراً في البناية جهاز إنذار أم لا، إذ لم يسمعه منذ أن استأجر الشقة قبل ثلاث سنوات، مشيراً إلى أنه خلال هذه الفترة لم يتم تغيير طفاية الحريق أو يتأكد أحد من القائمين على البناية من فاعليتها.
من جانبها، أكدت ربة المنزل لمياء المهداوي، أنها لا تعرف كيفية استخدام طفاية الحريق الموجودة بشقتها، وعندما استفسرت من أحد أقاربها بشأنها اكتشف أنها فارغة، ما يعني أن مسؤولي البنايات يضعون هذه الطفايات كديكور للحصول على تراخيص من الجهات المعنية بجاهزية المبنى.
فيما ذكر مهند وجيه، أن عدداً من الحرائق التي وقعت أخيراً، وتسببت في خسائر بشرية ومادية، كان يمكن السيطرة عليها لو كانت البنايات بها أنظمة أمن وسلامة، مطالباً الجهات المعنية بتشديد العقوبات على أصحاب البنايات القائمة، الذين لا يلتزمون بمواصفات الأمن والسلامة، واعتبارها شرطاً للحصول على التراخيص في حال كانت البناية حديثة.
وأكد أسامة علي، أن ثقافة السلامة المنزلية لاتزال غائبة لدى شريحة كبيرة من المجتمع، ما يستدعي زيادة التوعية المجتمعية في هذا الشأن.
إلى ذلك، قال قائد عام الدفاع المدني في وزارة الداخلية، اللواء جاسم محمد المرزوقي، إن القيادة العامة للدفاع المدني ماضية في تنفيذ المشروعين الخاصين بحرائق المناطق السكنية «حصنتك»، وتركيب «أجهزة الإنذار» في المنازل، لربط البيوت والفلل السكنية بنظام الإنذار المبكر وغرف العمليات في إدارات الدفاع المدني.
وأضاف أن القيادة العامة للدفاع المدني أطلقت دليل الإمارات للوقاية من الحريق وحماية الأرواح، العام الماضي، وفقاً لأفضل المقارنات والممارسات والمواصفات العالمية، بما يسهم في رفع اشتراطات الوقاية والسلامة في المباني والمنشآت، وتقليل زمن الاستجابة في حالات الطوارئ.
في حين، أكد نائب المدير العام لإدارة الدفاع المدني في عجمان، العميد راشد جاسم مجلاد، أهمية الارتقاء بوعي الأفراد حيال كيفية الحماية من الحرائق المنزلية، واستخدام الطفايات في حال نشوب الحريق حتى لا يمتد إلى جميع أرجاء الشقة أو البناية، مشيراً إلى أن الإدارة تنظم حملات توعية، بشكل سنوي، بالتعاون مع الجهات المعنية. وقال إن حملات التفتيش المفاجئ التي استحدثتها إدارة الدفاع المدني بعجمان، والتي تقوم بها على جميع المنشآت بالإمارة، غطت نسبة كبيرة من المباني والمنازل في الإمارة، وتم رصد مخالفات وتحرير إنذارات بحق أصحابها، فيما كان عدد كبير ملتزماً بشروط السلامة والأمان، موضحاً أن قيمة هذه المخالفات حسب القوانين واللوائح تراوح بين 500 درهم و50 ألف درهم، حسب نوع المخالفة، لافتاً إلى أن إدارة الدفاع المدني، وضمن الإطار القانوني، تعطي مهلة قانونية لأصحاب المنشآت لتعديل أنظمة الأمن والسلامة، قبل مخالفتهم.
وتابع أن تدابير الوقاية في البنايات المرتفعة تبدأ من المخططات الهندسية التي يتم عرضها على المهندسين في إدارة الدفاع المدني، ويتم اعتمادها أولياً، وبعدها يرجع للمالك ويتم تحويله إلى شركة مقاولات إطفاء، ويجب أن تستوفي جميع الاشتراطات، قبل الاعتماد من قبل الدفاع المدني، ويتحول بعدها لعملية التفتيش، ويتم بعدها تركيب الطفايات والخراطيم، وغيرها من أنظمة السلامة.
وأوضح أن شهادة الإنجاز الخاصة بأنظمة الأمن والسلامة تعطى لمدة سنة واحدة فقط، بعد التأكد من استيفائها جميع الشروط، وبعد السنة يجب مراجعة الدفاع المدني لاستخراج استيفاء مبنى، التي يجب أن تكون بعقد صيانة مع شركة إطفاء معتمدة، ويتم متابعتها مع الجهات المعنية بشكل سنوي، والتأكد من أنها تعمل بالشكل الصحيح.
وأكد أن جميع البنايات القديمة مطالبة بتطبيق شروط الأمن والسلامة، واستخدام التدابير الوقائية لتفادي الحرائق، وصاحب البناية القديمة غير الملتزم تحرر بحقه مخالفة قيمتها 10 آلاف درهم، مشيراً إلى أن الدفاع المدني استحدث نظام التفتيش المفاجئ لضمان تطبيق البنايات كافة معايير الأمن والسلامة والتدابير الوقائية، للحفاظ على الأرواح.
من جهته، أكد مدير عام بلدية مدينة الشارقة، ثابت سالم الطريفي، أن البلدية تلزم جميع المقاولين والاستشاريين والملاك بتطبيق قرار الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة الصادر عام 2016، الذي ينص على عدم الموافقة على استعمال تكسية الألمنيوم للمباني التي يزيد ارتفاعها على 23 متراً أو ما يعادل سبعة طوابق، لافتاً إلى أن البلدية أجرت مسحاً شاملاً للمباني القائمة ذات واجهات الألمنيوم في جميع المناطق التجارية والصناعية بالمدينة، وتعمل على إعداد برنامج تحفيزي يتضمن بعض التسهيلات لملاك المباني ذات الواجهات المصنوعة من الألمنيوم، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، من أجل تشجيعهم على تعزيز إجراءات واشتراطات السلامة بمبانيهم من خلال استبدال ألواح الألمنيوم، أو إعادة تشطيب الواجهات بمواد غير قابلة للاشتعال، واتباع طرق أكثر أماناً، مع الحفاظ على الشكل الجمالي المميز لمدينة الشارقة.
وقال إن استخدام نظام التكسية بالألمنيوم يتسبب في مخاطر كثيرة، أهمها قابلية الطبقة العازلة وسط ألواح الألمنيوم للاشتعال، كما أن طريقة تركيب نظام التكسية بالألمنيوم تتطلب وجود فجوة بين الألواح، ما يشكل ممراً سريعاً لانتشار ألسنة اللهب الناجمة عن الحريق.
• حرائق
شهدت الشارقة، أخيراً، عدداً من الحرائق في بنايات سكنية، آخرها كان حريقاً في بناية سكنية بمنطقة بوطينة، بدأ من مكيف إحدى الشقق، وأسفر عن وفاة خمسة أشخاص من جنسيات آسيوية وعربية، بينهم طفلان، اختناقاً بالدخان، فيما أصيب 16 شخصاً، الشهر الماضي.
كما نشب حريق في شقة سكنية بأحد الأبراج في منطقة التعاون، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليه ومنع انتشاره خلال ثماني دقائق دون وقوع إصابات، كما اندلع حريق في بناية بمنطقة المجرة، واشتعلت النيران في سوبرماركت بالطابق الأرضي، ونجم عنه وفاة شخصين.
وفي عجمان، أخمدت فرق الدفاع المدني، العام الماضي، حريقاً شب في برجين سكنيين ضمن مجمع الأبراج التابعة لـ«عجمان ون»، الذي يضم قرابة 12 برجاً سكنياً، ويتكون البرج رقم 8 الذي اشتعلت فيه النيران من 23 طابقاً، وتم احتراق الجهة اليمنى من البرج بأكملها، فيما احترق عدد من السيارات في المواقف الداخلية للبرج، ونتج عن الحريق ثلاث إصابات طفيفة من جراء الاختناق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news