تدخل غير المؤهلين لإنقاذ مصابي الحوادث.. شهامة تقود إلى «السجن»
تدفع «الشهامة» أشخاصاً إلى التدخل لإنقاذ مصابي الحوادث المختلفة، حتى وصول سيارة الإسعاف، في حين قد يشكل هذا التدخل تهديداً مباشراً لحياة المصابين، أو قد يؤدي إلى تفاقم حالتهم، ومن ثم يتحمل هؤلاء الأشخاص المسؤولية القانونية عن تدهور الحالة، وربما يتسبب في سجنهم، وفقاً لمتخصصين.
مختصون: الإنقاذ يقتصر فقط على الأفراد المدربين بعد تواصلهم مع «الإسعاف». |
واستقبل مستشفى راشد مصابين في حوادث، لحقت بهم أضرار جسيمة، بسبب التدخل غير المدروس من قبل أشخاص غير مؤهلين لإنقاذ المصابين.
مختصون في الإسعاف وطبّ الطوارئ، أكدوا أن كثيراً من أفراد المجتمع يبادرون إلى إنقاذ مصابي الحوادث بدافع الشهامة، دون التفكير في الأثر الذي قد يترتب على ذلك، سواء كان صحياً على المصاب، أو قانونياً عليهم، ليفاجؤوا بعد ذلك بأن تدخلهم غير المدروس أوقعهم في مشكلات قد تقودهم إلى السجن.
المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، خليفة بن دراي، حذر أفراد المجتمع غير المدربين على القيام بمهام الإسعاف من التدخل لإنقاذ مصابي الحوادث المختلفة، لأن هذا التدخل العفوي قد تنتج عنه إصابات أشد خطورة للمصاب، من التي يعانيها جراء الحادث، قد يكون بعضها مستديماً، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، ومن ثم يتحمل المنقذ المسؤولية عن هذه النتيجة كاملة.
«التدخل لإنقاذ أي مصاب يجب أن يكون قاصراً فقط على الأطباء أو المسعفين أو أفراد المجتمع الحاصلين على دورات في الإسعاف، وذلك بعد التواصل مع غرفة العمليات الخاصة بالإسعاف، وشرح طبيعة حالة المصاب، ومن ثم تلقي التعليمات المناسبة من الفريق الطبي، لحين وصول سيارة الإسعاف إلى موقع الحادث، وتولي مهمة الإنقاذ»، وفق بن دراي، الذي ذكر أن قانون التطوع المتوقع أن يصدر قريباً في دبي، سيفتح المجال أمام استقبال أعداد كبيرة من أفراد المجتمع للتدريب على خدمات الإسعاف، ليكونوا متطوعين يمكن الاستفادة منهم.
أما أخصائي الحوادث وطبّ الطوارئ في مستشفى راشد، الدكتور حيدر مهدي، فقال إن المستشفى يستقبل حالات لمصابين تفاقمت حالاتهم الصحية، بسبب التدخل الخاطئ من قبل أشخاص، بدافع الشهامة، ظناً منهم أنهم بذلك ينقذون المصاب، مضيفاً أن «أشخاصاً كثراً يتدخلون لإنقاذ المصابين في الحرائق، سواء المنزلية أو مناطق العمل، دون اتخاذ التدابير اللازمة، الأمر الذي يعرضهم للحروق والاختناق بسبب غاز أول أكسيد الكربون، وفي الوقت ذاته يفشلون في إنقاذ المصابين، كما يتعرض أناس أيضاً لمخاطر الغرق أثناء محاولتهم التدخل لإنقاذ غرقى، وذلك لعدم إلمامهم بآلية وطرق إنقاذ الغريق، والأدوات التي يجب أن يزوّد بها قبل محاولة الإنقاذ، فضلاً عن الطرق الأنسب للتعامل مع الغريق الذي في الأغلب تدفعه محاولة النجاة إلى إغراق المنقذ».
«يتعرض مصابو حوادث الطرق أيضاً إلى مخاطر كبيرة نتيجة هذا التدخل الخاطئ، واستقبل المستشفى حالات عدة أصيبت بمضاعفات خطرة في العمود الفقري، وتشنجات مختلفة، نتيجة التدخل الخاطئ في عملية الإنقاذ من قبل غير مختصين»، وفق مهدي، الذي شدّد على ضرورة التواصل مع الإسعاف أو الدفاع المدني، للتصرف بالشكل العلمي، في حال وقوع أي حوادث نتج عنها إصابات.