محاكمة أم احتجزت ابنتها الطالبة وعذبتها بمساعدة أولادها
باشرت محكمة الجنايات في دبي محاكمة ستة متهمين من أسرة عربية، بينهم أم وابنها وابنتاها، بتهم احتجاز شقيقة الأبناء، وحرمانها من الطعام، والاعتداء عليها بالضرب والصعق بالكهرباء، حتى أصيبت بكسر في أسنانها، نتيجة ضربها من قبل شقيقتها، المتهمة الرابعة، فيما مثل للمحاكمة كذلك الأب وشقيقه، بتهمة معرفة ما تتعرض له المجني عليها من حجز وتقييد لحريتها والاعتداء عليها، والامتناع عن إبلاغ السلطات المختصة.
وقالت المجني عليها (طالبة ــ 26 عاماً)، إنها على خلاف عائلي مع أمها، المتهمة الأولى، منذ تسع سنوات، فبادرت الأم إلى حجزها في إحدى غرف المنزل، وإغلاق الباب والنوافذ بأقفال، ومنعها من الخروج، وإعطائها عدداً قليلاً من الوجبات الغذائية، والاعتداء عليها بالضرب في أنحاء متفرقة من جسدها، بمشاركة شقيق المجني عليها، المتهم الثاني، وشقيقتيها، لافتة إلى أن شقيقها (20 عاماً)، دأب على ضربها بيديه، واستخدام صاعق كهربائي في الاعتداء عليها، فيما بادرت شقيقتها (31 عاماً) إلى ضربها بيديها، وباستخدام عصا خشبية، متسببة في كسر أسنانها الأمامية، كما أنها دأبت على إغلاق باب الغرفة عليها، وإعطاء الأوامر لشقيقتها الأخرى بالاعتداء عليها بالضرب.
وأشارت المجني عليها إلى أن والدها كان على علم بكل ما حدث، وأنها استطاعت الهروب بمساعدة شقيقتها الصغرى، وإبلاغ الشرطة، مستغلة سفر والدتها إلى الخارج.
من جهتها، قالت شاهدة في القضية، الشقيقة الصغرى (15 عاماً)، إنها لاحظت منذ أن كان عمرها ست سنوات وجود خلافات بين شقيقتها المجني عليها وأمها، إذ دأبت الأم على الاعتداء بقسوة على شقيقتها، بمساعدة ثلاثة من أشقائها، مضيفة أن أمها كانت تطلب من الجميع إغلاق أبواب ونوافذ غرفة المجني عليها، وعدم السماح لها بالخروج، ولم يحاول أحد مساعدتها، خوفاً من الأم، حتى قررت مساعدة شقيقتها المجني عليها، بعد تعرضها لإيذاء كبير، وسهّلت لها الخروج من المنزل.
وأشارت شاهدة أخرى، شقيقة المجني عليها، لكنها لم تتورط في جرائم الاعتداء، إلى أن خلافاً حدث منذ عام 2009 بين المجني عليها وأمها، فبادرت الأخيرة إلى الاعتداء عليها وحجزها، لافتة إلى أنها تعرضت كذلك لاعتداء من الأم، لكنها استطاعت الهروب من المنزل والسكن بمفردها، مؤكدة أنها شاهدت الأم وشقيقها يعتديان على المجني عليها في أنحاء متفرقة من جسدها، مستخدمين عصا وحذاء وأنبوب مياه، إضافة إلى تقديم وجبات غذائية غير كافية لها، كما أن شقيقتها اعتدت على المجني عليها، وكسرت أسنانها.
وذكر موظف لدى والد المجني عليها، في إفادته بالنيابة العامة، أنه كان يتردد على منزل الأب بشكل مستمر، لوجود صلة قرابة، ويصطحب بعض أشقاء المجني عليها أحياناً للخروج والتنزه، لكن المجني عليها لم تخرج معهم سوى مرة واحدة، لافتاً إلى أنه ركّب أقفالاً على نوافذ غرفتها بناءً على طب الأب والأم، كما ركّب صندوقاً على جهاز التحكم بالتكييف في غرفة المجني عليها.
إلى ذلك، قال شاهد من شرطة دبي إنه بعد التحقيق مع الأطراف المختلفة، تبين أن المجني عليها تعرضت للحجز والاعتداء الممنهج، وكانت الأم تنقل تعليماتها إلى الأشقاء أثناء سفرها، وتفرض عليهم منعها من الخروج، غير مبررة سبب قيامها بذلك.
وأقرت الأم، المتهمة الأولى، في محضر استدلال الشرطة، بأنها حجزت المجني عليها، ودأبت على الاعتداء عليها وتعذيبها، كما كانت تعطي تعليمات موثقة في رسائل نصية بإحكام احتجاز المجني عليها.
وكشفت نتائج الفحص الطبي على المجني عليها إصابتها بجروح قديمة في الوجه، وكسر في الأسنان العليا الأمامية، وندبات في فروة الرأس.