شرطة دبي ترصد المتسولين وتلاحقهم بـ «خريطة ضوئية»
أعلنت شرطة دبي عن استراتيجية جديدة لرصد وضبط المتسولين خلال شهر رمضان، في إطار حملتها السنوية «كافح التسول»، وذلك عبر خريطة ضوئية ترصد أكثر الأماكن التي يقصدها المتسولون، لتكثيف الوجود الأمني فيها، وردع هذا السلوك.
أساليب تسول جديدة أفاد رئيس مجلس مديري مراكز الشرطة، العميد أحمد ثاني بن غليطة، بأن شرطة دبي ترصد سنوياً سلوكيات وأساليب متجددة يستخدمها المتسولون في الاحتيال، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتقنيات الجديدة، لافتاً إلى ملاحظة لجوء فئة منهم إلى طلب مساعدات بسيطة نوعاً ما، ما يشجع فاعلي الخير على التبرع مباشرة، لأنها لا تحملهم عبئاً كبيراً، وبعضهم يطلب أدوات رخيصة تعطي صدقية لطلبهم، مثل نظارة طبية أو أدوات مدرسية للفقراء، وبعض هؤلاء الأشخاص يمارس التسول من خارج الدولة. وأكد ضرورة عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين، ومحاربة تلك الظاهرة، لما فيها من ضرر أمني ومجتمعي، والإسراع إلى الإبلاغ عن المتسولين، عبر القنوات التي وفّرتها شرطة دبي. |
وأشارت إلى أنها ضبطت 232 متسولاً، خلال الربع الأول من العام الجاري، و653 متسولاً خلال العام الماضي، وعثر بحوزة عدد من المتسولين على مبالغ مالية ضخمة، إذ ضبط في جيب أحدهم 70 ألف درهم، وبحوزة أربعة آخرين نحو 30 ألف درهم.
وقال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون الإدارة، العميد محمد راشد بن صريع المهيري، إن الحملة التي تنطلق في دورتها السادسة تستهدف مكافحة أشكال التسول كافة، سواء التقليدية في أماكن تجمعات المصلين والمجالس والأسواق، أو غير التقليدية مثل التسول الإلكتروني أو طلب التبرعات لبناء مساجد في الخارج، وغيرها.
وأضاف أن شرطة دبي ستطبق استراتيجية جديدة لتحليل أماكن تجمع المتسولين أسبوعياً، من خلال خريطة ضوئية بالألوان الأخضر والبرتقالي والأحمر، فإذا كانت المنطقة خضراء فهذا يعني ندرتهم فيها، لكن إذا كانت برتقالية فهذا يعني أنها منطقة على وشك أن تصبح ساخنة فتنشر بها دوريتا شرطة تابعتان للحملة، وإذا كانت المنطقة حمراء فهذا يعني أنها ساخنة، وتنشر بها خمس دوريات على الأقل.
وأشار إلى أن هناك انخفاضاً لافتاً في مؤشر المتسولين، خلال العامين الأخيرين، بواقع 653 متسولاً عام 2017، نزولاً من 1021 متسولاً في 2016، مقابل 1405 متسولاً عام 2015، عازياً ذلك إلى جهود كبيرة بذلتها شرطة دبي مع الجهات المشاركة في الحملة، وهي: بلدية دبي، والإدارة العامة للإقامة، وهيئة تنمية المجتمع، ودائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وجهات أخرى.
من جهته، قال رئيس مجلس مديري مراكز الشرطة، العميد أحمد ثاني بن غليطة، إن الحملة انطلقت عام 2009، وضبطت 2344 متسولاً، لافتاً إلى أن هناك جهات في الدولة معنية بجمع التبرعات، وتوجيهها إلى القنوات التي تستحقها.
وأوضح أن الشخص، الذي يتم ضبطه بممارسة التسول، يخضع للتحقيق حول كيفية دخوله الدولة إذا كان زائراً، ويتم اتخاذ الإجرءات القانونية مع شركات السياحة التي استقطبته، إذا خالفت الإجراءات المتبعة، لافتاً إلى أن بعض المتسولين يدخلون بتأشيرات رجال أعمال.
إلى ذلك، قال مدير إدارة مكافحة المتسللين بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العقيد علي سالم الشامسي، إن هناك مبالغ مالية ضخمة ضبطت مع متسولين، منهم شخص خليجي عثر بجيبه على 70 ألف درهم، حصيلة التسول، لافتاً إلى أنه مسنٌّ ادعى البكم، وكان يستدر عطف الناس بهذه الطريقة، وتأكد أنه سليم.
وأضاف أنه عثر كذلك على مبلغ 30 ألف درهم مع ثلاثة أشخاص، دخلوا الدولة بتأشيرة سياحة، وبدأوا جمع التبرعات بدعوى إقامة مسجد في بلادهم، وتمت مصادرة تلك الأموال ضمن البلاغات التي حررت لهؤلاء الأشخاص، بحسب الإجراءات المتبعة.