عصابات تستدرج ضحاياها بصور نساء جميلات وبطاقات مشبوهة
«مساج وهمي» ينتهي بهتك عرض وابتزاز وسرقة بالإكراه
عثر (م.أ)، مقيم في دبي، على بطاقة دعائية لمراكز مساج فوق سيارته، لم يلقها كالعادة، وتردد قليلاً قبل أن يحتفظ بها، بعد أن أغرته صورة فتاة مثيرة على البطاقة، وفي مساء اليوم ذاته، قرر الاتصال بالرقم الموجود على البطاقة، فرد عليه شخص يتحدث باللهجة الإماراتية، وسأله عن طلباته، فشعر بأن هناك شيئاً غريباً، وتحفظ في المكالمة، إلى أن أخبره المتحدث على الطرف الآخر بأنه من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وتم القبض على عصابة روّجت هذه البطاقات لإخفاء نشاطها في السرقة بالإكراه.
وبحسب قضايا عدة رصدتها «الإمارات اليوم»، أخيراً، فإن الفخ لا يقتصر على البطاقات التي تثبت على السيارات في مختلف إمارات الدولة، لكن يمتد حالياً إلى شبكات التواصل الاجتماعي، بنشر صورة مثيرة لنساء، تثير فضول المتصفح، فيفتح حديثاً عبر تطبيق دردشة على رقم مثبت على الصورة، وترد عليه امرأة تؤكد له استعدادها لتقديم خدماتها في شقة معدة لهذا الغرض، وتتحدث معه هاتفياً حتى يطمئن إليها، ويتوجه مباشرة إلى العنوان، ليصطدم أولاً بأن المرأة التي في انتظاره تختلف كلياً عن الموجودة في الصورة، ففي حين تستخدم تلك العصابات صور نساء مثيرات بملامح أوروبية، يجد الضحية في انتظاره امرأة أو أكثر بملامح إفريقية، برفقة عدد من الرجال، بل إن عصابات نسائية بدأت تحترف هذا الأسلوب، فيتكالبن على الضحية، ويقيدنه، ويقمن بتصويره عارياً، ولا يكتفين بسرقة ما بحوزته من مال فحسب، بل يسحبن رصيده الائتماني أو البنكي بعد إجباره على منحهن الأرقام السرية لبطاقاته البنكية.
من جهته ذكر مصدر أمني في شرطة دبي لـ«الإمارات اليوم» أن الشرطة تتحرك في محورين رئيسين، الأول من خلال دوريات إلكترونية ترصد مروجي تلك الدعايات، وملاحقة الذين يقفون وراءها، والمحور الثاني تسيير دوريات شرطية في كل مناطق الاختصاص، تتولى ضبط موزعي تلك البطاقات على المركبات، والتدقيق عليهم، وملاحقة الذين يقفون وراءهم.
وشملت القضايا التي رصدتها «الإمارات اليوم» مديراً آسيوياً، (67 عاماً)، قادته مغامرة سريعة إلى فخ نصبته له إحدى تلك العصابات، وانتهت بسرقة بطاقتين بنكيتين منه، وإجباره على منحهم كلمتي السر، بعد تعذيبه وتصويره عارياً، وهتك عرضه بالإكراه، وسحب نحو 40 ألف درهم من البطاقتين، بالإضافة إلى هاتفين وساعة قيمتها 4000 درهم.
وقال المجني عليه في تحقيقات النيابة، إنه كان يتصفح مواقع الإنترنت، ورأى عرضاً عن خدمة مساج في أحد الفنادق، وشاهد صورة فتاة جميلة تحمل ملامح أوروبية، فاتصل برقم مرفق بالإعلان، وتبين أن الموقع قريب من سكنه، فتحمس لذلك، وسأل عن الفتاة الموجودة، فأكدت له أنها هي المعنية بتقديم الخدمة.
وأضاف أنه وصل في الموعد المحدد، واتصل مسبقاً للتأكد، فردت عليه فتاة مؤكدة أنها تنتظره، وحين دخل فوجئ بفتاة أخرى تحمل ملامح إفريقية، فهمّ بالخروج سريعاً، لكنها لم تمنحه الفرصة، وأوصدت الباب فوراً، فقال لها إنها ليست الفتاة التي حضر لأجلها ويريد المغادرة، إلا أنه فوجئ بمتهم آخر ينقض عليه من الخلف، ويسحبه إلى داخل الغرفة، ثم خرج شخصان آخران ساعدا في سحبه، وكان يقاومهم قدر استطاعته، لكنه لم يستطع فعل شيء، وأدخلوه إلى الحمام، ثم سحبوا حافظة نقوده من جيبه، وسرقوا ما بها من أموال، وأخذوا هواتفه وساعة يده وجردوه من ملابسه، ثم قاموا بتصويره عارياً بوساطة هاتف أحدهم، وهدّدوه بنشر صوره على الإنترنت إذا فكر في إبلاغ الشرطة، التي لاحقت المتهمين، وقبضت عليهم، وأحالتهم إلى النيابة، ومنها إلى محكمة الجنايات.
وأحدث القضايا وقع قبل يومين، وأحالت النيابة العامة في دبي عصابة نسائية مكوّنة من أربع نساء إفريقيات، تراوح أعمارهن بين 28 و33 عاماً، قمن مع أخريات هاربات، باحتجاز زائر آسيوي، بعد استدراجه إلى شقة في دبي، وقمن بالاعتداء عليه، وهتك عرضه بالإكراه، بعد تجريده من ملابسه بالقوة، بالإضافة إلى سرقته.
وأفاد المجني عليه (24 عاماً)، في محضر استدلال الشرطة وتحقيقات النيابة، أنه عثر على بطاقة تعريفية لمركز مساج، وتواصل عبر تطبيق «واتس أب» مع الرقم المسجل على البطاقة، فأرشدته امرأة إلى بناية في منطقة الرفاعة، وعند دخوله فوجئ بمجموعة من النساء بملامح إفريقية، قمن بمهاجمته مباشرة، وشل حركته، وتجريده من ملابسه وتصويره، وسرقة 4500 درهم كانت في جيب بنطاله، ثم قمن بتهديده بنشر الصور، إذا فكر في إبلاغ الشرطة، وطلبن منه الخروج، وبعدها فررن إلى جهة مجهولة.
وبحسب سجلات القضايا، فإن هذه العصابات سطت بالإكراه على مبالغ ضخمة من ضحايا، من بينهم مهندس عربي استدرجته امرأة إفريقية زائرة، وسرقت منه مع آخرين بالإكراه، نحو 180 ألف درهم، عبارة عن 15 ألفاً نقداً، وتسوق بقيمة 163 ألف من بطاقة ائتمانية، وهاتف آيفون7، وساعة يد، وذلك بعد أن أغرته بصورة امرأة أخرى مثيرة، وانهالت عليه ضرباً مع شركائها، وقيدوه وهددوا بحرقه بمكواة ساخنة، وخنقوه حتى أجبروه على البوح بالرقم السري لبطاقته الائتمانية، واستخدامها في التسوق بمبلغ كبير، كما صوروه عارياً، قبل أن يتركوه في حالة يرثى لها.
وأفاد المجني عليه في تحقيقات النيابة بأن العصابة استمرت في الاعتداء عليه نحو ثلاث ساعات، حتى رضخ لهم أخيراً، وأعطاهم الرقم السري، فخرج أحدهم وأخذ هويته وتوجه إلى صراف آلي، وسحب مبالغ مالية تصل إلى 15 ألف درهم، ثم توجه لاحقاً إلى الشارقة، واشترى ذهباً بقيمة 163 ألفاً و790 درهماً، وظل هو محتجزاً داخل الحمام لمدة 14 ساعة.
كما تعرّض خليجي للسرقة والاعتداء بالطريقة ذاتها، حين توجه إلى جلسة تدليك، بحسب إفادته في محضر التحقيقات وأمام المحكمة، على يد امرأة تعرف إليها عبر تطبيق تعارف كذلك، وفوجئ بوجود امرأة أخرى، وأبلغ الشرطة بدوره.
وبحسب مصدر أمني أفاد بأن الشرطة من جانبها ضبطت غالبية المتورطين في هذه الجرائم، فإنه من الضروري في المقابل أن يستجيب أفراد المجتمع إلى تحذيرات الشرطة في هذا الإطار، وعدم الخضوع لإغراءات من مجهولين، حتى لا يكونوا عرضة للسرقة أو الاعتداء.
وقال لـ«الإمارات اليوم» إن المباحث الإلكترونية ترصد كثيراً من هذه الأنشطة المشبوهة، وتلاحق مع الإدارات المعنية في التحريات المجرمين الذين يرتكبونها.
وأضاف أن دوريات تابعة لمراكز الشرطة في جميع مناطق الاختصاص تتولى توقيف وضبط كل من يرصد أثناء قيامه بتوزيع تلك البطاقات، أو يضعها في المركبات، لافتاً إلى أنها تتركز عادة في المناطق السكنية، ويتم التدقيق على هؤلاء الأشخاص مباشرة، وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة.
وأضاف أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يتم ضبطهم أثناء القيام بهذه التصرفات من مخالفي قوانين الإقامة، لذا يبذلون كل ما بوسعهم للهرب من الشرطة، ويتورطون أحياناً في مقاومة السلطات، لإدراكهم بأن القبض عليهم سينتهي بهم إلى الإبعاد عن الدولة بعد تنفيذ العقوبات التي يقررها القضاء بشأنهم.
وسجلت محاكم دبي قضايا عدة لموزعي بطاقات مساج، تورطوا في مقاومة الشرطة أو عرض رشى على رجالها لإخلاء سبيلهم قبل إحالتهم إلى النيابة العامة.
وأكد المصدر الأمني ضرورة عدم الاتصال بالأرقام الموجودة على تلك البطاقات، أو محاولة الذهاب إلى تلك المراكز، لأنها ربما تكون واجهة لعصابات سرقة بالإكراه.
مقاومة الشرطة
باشرت محكمة الجنايات في دبي محاكمة شخص إفريقي قاوم رجل شرطة، بعد أن رصدته الدورية يوزّع بطاقات المساج، وينظر إلى داخل السيارات بشكل مريب، فاشتبه في كونه يحاول سرقة المركبات، وعند محاولة القبض عليه، اعتدى على الشرطي، الذي اضطر إلى الاستعانة بدورية مساندة، وتم مطاردة المتهم والإمساك به، وإحالته إلى الجهات القضائية المختصة.
محاولة رشوة
شملت قضايا توزيع بطاقات الدعاية المخالفة لمراكز المساج، واقعة سجلت أخيراً لثلاثة آسيويين قبض عليهم في منطقة ديسكفري غاردنز، أثناء قيامهم بوضع تلك البطاقات على المركبات، فعرض أحدهم 5000 درهم على رجل الشرطة، بعد أن دقق الأخير عليه، وتأكد من أنه مخالف لقانون دخول وإقامة الأجانب.
كما عرض الآخر مبلغاً مماثلاً للإفراج عنه، وسلّم الشرطي جزءاً من المبلغ (4200 درهم)، وأحيلوا جميعاً إلى النيابة بتهم عرض رشوة ومخالقة قوانين الإقامة في الدولة.
3 رجال وامرأة
استدرجت عصابة مكوّنة من ثلاثة رجال وامرأة (أفارقة)، مدير مبيعات عربياً، بصورة فتاة أوروبية جميلة في حساب إحدى شبكات التواصل الاجتماعي «تندر»، وجلبوه إلى شقة، ثم سرقوا منه مبلغ 101 ألف درهم، سحبوها من بطاقاته البنكية، وهاتف متحرك بعد الاعتداء عليه، وتهديده بسكين.
وأفاد المجني عليه في التحقيقات بأنه تعرف إلى امرأة عبر «تندر»، وطلبت منه الحضور إلى مسكنها لتناول العشاء، وحين ذهب فوجئ بامرأة إفريقية، وتعرّض لاعتداء على مدار ساعات.
• مغامرة سريعة تقود ستينياً إلى مفاجأة غير سارة.. وسرقة 180 ألف درهم من مهندس.
• تعذيب وإذلال الضحايا وتصويرهم لإجبارهم على كشف الأرقام السرية لبطاقاتهم البنكية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news