شرطة دبي تبدأ في إعداد «قاعدة بيانات للحشرات» تسهم في كشف غموض الجرائم
باشرت الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، العمل في مشروع قاعدة البيانات الاستراتيجية لعلم الحشرات الجنائية.
وأكد مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، اللواء الدكتور أحمد عيد المنصوري، أن المشروع يسهم في كشف غموض الجرائم وتوفير أدلة مادية للجهات الشرطية، تدعم سير التحقيقات، إلى جانب توفير الأدلة إلى الجهات القضائية لتحقيق العدالة.
وأشار المنصوري إلى أن المشروع الذي يُعد مشروعاً استراتيجياً يتم العمل على تنفيذه بالتعاون الدولي بين شرطة دبي، ممثلة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، والمنظمة العالمية للعلوم والأبحاث، ممثلة بالمركز المتقدم لأبحاث العلوم الجنائية في جامعة ولاية فلوريدا الأميركية.
وقال إن المنظمة العالمية للعلوم والأبحاث تبنت المشروع المُقدم من شرطة دبي، بهدف إنشاء قاعدة بيانات لعلوم الحشرات الجنائية يسهم في توفير المعلومات والدراسات المهمة حول الحشرات على مستوى المنطقة، وسلوكها، ضمن البيئة الصحراوية والجبلية والساحلية، وكيفية توظيفها في العلوم الجنائية للإسهام في حل ألغاز القضايا.
وأكد المنصوري تكليف الخبير في علم الحشرات الجنائي من الولايات المتحدة الأميركية، البروفيسور جيفري ويلز، برفقة طلبة الدراسات العليا من حملة شهادات الدكتوراه في علم الحشرات، ومشاركة من فريق مُختص من خبراء الأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، الذين اجتازوا دورة متخصصة العام الماضي في هذا المجال، للبدء في إنشاء مشروع قاعدة بيانات لعلم الحشرات الجنائية الاستراتيجي.
وأشار المنصوري إلى أن خبراء الأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي شاركوا فريق الباحثين من المنظمة العالمية للعلوم والأبحاث تنفيذ مهامهم، وفتحوا لهم مجالات استراتيجية لتغطية المناطق المستهدفة لإجراء البحوث وفقاً للظروف المناخية لكل منطقة، مؤكداً أن المشروع يدعم العمل الشرطي.
وأكد أن مشروع إعداد قاعدة البيانات الخاصة بعلم الحشرات يعتبر فريداً من نوعه، خصوصاً في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كونه لا توجد دراسات سابقة تفصيلية حول الحشرات وطبيعة حياتها ونموها في هذه المنطقة، مبيناً أن فريق الباحثين سيعمل خلال الفترة المقبلة على جمع مختلف أنواع عينات الدراسة للحشرات من مختلف مناطق الإمارات، وعلى فترات زمنية، سواء في وقت الشتاء أو الصيف، من أجل اكتشاف طبيعة عيشها وسلوكها، بما يخدم التحقيقات الجنائية، وبالتالي القدرة على استخدامها في معرفة الزمن الحقيقي لوقوع حوادث القتل أو الوفيات.
وحول تفاصيل الاستعدادات لتنفيذ المشروع، قال نائب مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة لشؤون الإدارة، العميد أحمد مطر المهيري، إن شرطة دبي نفذت دورة تدريبية متخصصة لموظفيها من الأطباء الشرعيين وخبراء الأدلة الجنائية وخبراء، وضباط مسارح الجريمة في علم الحشرات، ليكونوا ضمن فريق عمل متكامل من التخصصات كافة للمشاركة مع فريق المنظمة للعمل على إنشاء قاعدة بيانات استراتيجية لعلم الحشرات الجنائية.
وأضاف أن للحشرات عاملاً بالغ الأهمية في عملية التحلل البيولوجي للجثث، وعلم الحشرات الجنائي المستند إلى دراسة ومعرفة طور حياة الحشرة وتطور نموها وفقاً لكل نوع يمكن الخبراء من استنتاج معلومات مؤكدة ودقيقة حول مكان حدوث الوفاة أو الجريمة، وتحديد زمن الوفاة بالساعات والأيام والأشهر أيضاً، وإن كانت قد وقعت في الليل أو النهار، وهو ما يلعب دوراً أساسياً في تبرئة أو إدانة المتهم.
وشرح الخبير في علم الحشرات الجنائي من الولايات المتحدة الأميركية، البروفيسور جيفري ويلز، أن علم الحشرات الجنائية يعتبر علماً أساسياً للكشف عن واقعة الوفيات أو الجرائم بالاعتماد على الحشرات، وبدء أطوارها، التي تستغرق أزماناً وظروفاً مختلفة، مؤكداً أنها تحوي مؤشرات ذات قيمة كبيرة في التحقيقات الجنائية، بما تقدمه من معلومات مهمة، وهو ما يستوجب دراسة الحشرات وأطوارها والظروف المناخية المرتبطة بها.
وأكد أهمية الحشرات بمختلف أحجامها وأطوارها وأماكن وجودها وبيئتها الأساسية في المساهمة في تقديم الدلائل إلى الجهات الشرطية لما لها من دور مهم في تحديد زمان الوفاة ومكانها، والتعرف إلى المفقودين باستخراج الحمض النووي منها، إلى جانب التحاليل الخاصة بتعاطي السموم والمخدرات.
ولفت ويلز، إلى أنه بالاعتماد على علم الحشرات الجنائي يمكن تحديد زمن وفاة المجني عليهم واستخدام هذا الدليل في حال وقوع قضايا جنائية، وبالتالي مساندة الجهات الشرطية والقضائية في تحقيق العدالة.
- فريق الباحثين يعمل على جمع أنواع وعينات الدراسة لحشرات من مختلف مناطق الإمارات.
- اكتشاف طبيعة عيش وسلوك الحشرات يقدم أدلة مادية تخدم التحقيقات الجنائية.