المتسبب في وفاة الأسرة الباكستانية التقط الرضيع «مطر» من حطام السيارة
شرح مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، رئيس مجلس المرور الاتحادي، اللواء محمد سيف الزفين، كيفية نجاة الرضيع الباكستاني (مطر) من حادث مروري بليغ، وقع مساء السبت الماضي، على شارع دبي العين، أودى بحياة أمه وأبيه وعمته، فيما كان هو الناجي الوحيد من الحادث، مبيناً أن صغر حجم الرضيع أعطاه مساحة للحركة داخل السيارة، فحين وقع الاصطدام طار من مكانه، على عكس بقية ركاب السيارة، الذين لم يجدوا حيزاً للحركة، كما أن خفة وزن الطفل كانت عاملاً مســاعداً في نجــاته.
وقال الزفين لـ«الإمارات اليوم» إن السائق المتسبب في الحادث (خليجي)، كان يقود مركبة طراز نيسان باترول، هو الذي هرع إلى مركبة الأسرة الباكستانية، والتقط الطفل من السيارة حين أدرك أنه لايزال حياً، لافتاً إلى أن هناك خطأ مشتركاً من السائقين، فالمتوفى توقف في المسرب السريع بسبب حادث بسيط، ولم يلتزم بأبسط إجراءات الأمان، وهو تحريك سيارته خارج حرام الطريق، فيما ارتكب السائق المتسبب خطأ الانشغال بغير الطريق.
وأشار إلى أن هناك عوامل كبيرة ستحددها التحقيقات في القضية من قبل نيابة السير والمرور، حسب تخطيط خبير الحوادث، وإفادات الشهود، لكن ثبت من المعاينة الأولية أن السائق المتسبب لم يتخذ أي رد فعل قبل صدم المركبة الصغيرة المتضررة، ما يدل على أنه لم يكن منتبهاً كلياً إلى توقف السيارة الأخيرة.
وأوضح الزفين أن الانشغال بغير الطريق تسبّب في 438 حادثاً، أسفرت عن وفاة 59 شخصاً، وإصابة 495 آخرين، خلال العام الماضي على مستوى الدولة، فيما سجلت إدارات المرور 323 ألفاً و102 مخالفة انشغال بغير الطريق خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وأكد أن اختيار وزارة الداخلية مخالفة الانشغال بغير الطريق لتكون أول حملاتها للعام الجديد لم يأتِ من فراغ، إذ أظهرت الإحصاءات الصادرة عن التنسيق المروري في الوزارة ارتفاع نسبة الحوادث الناتجة عن انشغال قائد المركبة بغير الطريق، مشيراً إلى أن مثل هذه السلوكيات التي تبدو سهلة لصاحبها هي في حقيقة الأمر خادعة، وتتسبب خلال ثوانٍ معدودات في انحراف المركبة أو تدهورها، واصطدامها، وتسبّبها في قتل أبرياء أو صاحبها.
وأفاد بأن السائق له خمسة أحوال في حالة الطوارئ، إما استخدام الفرامل، أو الانحراف يميناً أو يساراً، أو زيادة السرعة، أو عدم اتخاذ أي رد فعل، والحالة الأخيرة تدل على أنه كان منشغلاً كلياً بغير الطريق، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى ثانية ونصف الثانية على الأقل لاتخاذ قرار، وخلال تلك الفترة التي تبدو للبعض وجيزة، تقطع السيارة نحو 45 متراً إذا كان يسير على سرعة 120 متراً في الساعة، وهذا يعكس درجة خطورة عدم الانتباه.
وأوضح الزفين أن البعض يعتقدون أنهم محترفون لدرجة تمكنهم من تصفح الإنترنت أو الدردشة أو متابعة حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي أثناء القيادة، غير مدركين أنهم أقرب إلى عميان يقودون سيارات في هذه الحالة، ولا يرتدعون بكل أسف إلا بعد فوات الأوان.
«مطر» سالماً
قال مشتاق أحمد، عم الرضيع الناجي، لـ«الإمارات اليوم»، إن ابن أخيه «مطر» خرج من المستشفى سالماً، بعد تلقيه العلاج اللازم في مستشفى راشد، معرباً عن أمله أن يتجاوز محنة فقدان والديه في الحادث.