رأس الخيمة تفقد «مانع» فنانها الصغير.. وأسرة «عباس» تودِّع ابنها الوحيد
شيع مئات من أهالي إمارة رأس الخيمة، فجر أمس، جثامين الشباب المواطنين الثلاثة، وابن خالتهم (من جنسية عربية)، الذين تعرضوا لحادث مروري، أول من أمس، عند مخرج 122 على طريق الشيخ محمد بن زايد، نتيجة انفجار أحد إطارات مركبتهم التي كانت تسير بسرعة عالية بعد عودتهم من رحلة في البر، ما أدى إلى تدهورها مرتين، لمسافة تزيد على 150 متراً، قبل استقرارها على سقفها.
وأسفر الحادث عن وفاة المواطنين الثلاثة وابن خالتهم، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين من الأسرة نفسها، بإصابات متفاوتة. وأظهرت التفاصيل التي أعقبت الحادث وجوهاً مأساوية أخرى له، إذ تبين أن المتوفين والمصابين في الحادث أقرباء، وأن ثلاثة منهم أشقاء، هم: المتوفى عبدالله حسن (10 سنوات)، وسائق المركبة المصاب سعيد (20 عاماً)، وشقيقه المصاب أحمد (13 عاماً)، إضافة إلى ثلاثة متوفين وآخر مصاب وجميعهم أقرباء من جهة الأم، هم: المصاب حمد علي (13 عاماً)، وشقيقه المتوفى إبراهيم (18 عاماً)، والمتوفى مانع ناصر اليعقوبي الزعابي (10 سنوات)، والمتوفى إبراهيم عباس (18 عاماً)، وهو من جنسية عربية، كما أنه الابن الوحيد (الذكر) لأبويه.
وأقيمت صلاة الجنازة على ثلاثة متوفين في مسجد الشيخ راشد بمنطقة الخران، ودفنوا في مقبرة الحيل، فيما أقيمت صلاة الجنازة على المتوفى الرابع في مسجد الشيخ زايد، ودفن في مقبرة العريبي برأس الخيمة.
من جهته، قال المخرج الفنان ناصر اليعقوبي، والد الطفل المتوفى مانع، لـ«الإمارات اليوم»، إن فقدان ابنه، الفنان الصغير، في حادث مروري، أصابه بصدمة كبيرة لأنه الابن المقرب لقلبه، الذي يشاركه أعماله الفنية، مشيراً إلى أن لديه ثلاثة أولاد وبنتين، ومانع أصغر الذكور سناً.
وأضاف أن مانع كان يدرس في الصف التاسع بمدرسة بلاط الشهداء برأس الخيمة، وكان متفوقاً في الدراسة، ومحبوباً بين زملائه في المدرسة، ومن أبناء عمومته. وكان يرافقهم دائماً في رحلاتهم البرية وجلساتهم، لافتاً إلى أنه قبل الحادث بثلاث ساعات تناول الغداء مع أشقائه في المنزل، وذهب بعد صلاة العصر مع أبناء خالته للتنزه في البر.
وأوضح أن مانع كان لديه العديد من الأعمال الفنية الدعائية والتوعوية والتثقيفية، ضد التنمر والمخدرات، وعن الالتزام المروري.
وقال حسن علي البلوشي، خال المتوفى إبراهيم عباس، إن ابن شقيقته كان يجلس مع ستة من أقربائه، في مجلس تابع للأسرة بمنطقة الخران برأس الخيمة، قبل وقوع الحادث ببضع ساعات.
وأوضح أنهم ذهبوا جميعاً، لقضاء يومهم في البر على طريق الإمارات للاستمتاع بالأجواء الباردة، بعد صلاة العصر. وقبل ذهابهم قللوا كمية الهواء في الإطارات، ليتمكنوا من قيادة المركبة في المنطقة الصحراوية.
وأضاف: «بعد عودتهم من البر دخلوا طريق الشيخ محمد بن زايد في رأس الخيمة، ونتيجة السرعة الزائدة للمركبة وعدم إعادة تعبئة الإطارات بالهواء، انفجر أحد الإطارات، ما أدى إلى انحراف المركبة عن مسارها واصطدامها بالحاجز الوسطي وتدهورها على الطريق». وقد ذكر شهود عيان أن ستة ركاب دون السائق قذفوا من المركبة في أماكن متفرقة، أثناء تدهورها، ومنهم من عثر عليه على الطريق المقابل بسبب شدة التدهور.
وكشف رئيس قسم المباحث والضبط المروري في شرطة رأس الخيمة، المقدم محمد البحار، أن التحقيقات الميدانية للحادث أظهرت قيادة المركبة بكمية ضغط هواء تصل إلى 10 للإطارات الخلفية، و20 للإطارات الأمامية نتيجة قيادتها في منطقة رملية، فيما كان ينبغي أن يصل ضغط الهواء في الإطار إلى 30.
وأضاف أن دخول المركبة الطريق العام، وقيادتها بسرعة زائدة، أديا إلى انفجار أحد إطاراتها وانحرافها وتدهورها على الطريق.
وذكر أن «سائق المركبة أكد قيادتها بسرعة تصل إلى 140 كيلومتراً في الساعة. إلا أن التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية تعطي مؤشراً أكبر لسرعة المركبة، لأن مسافة انحرافها عن مسارها وصولاً إلى استقرارها على الطريق تصل إلى 150 متراً، ما يعني أن سرعة المركبة كانت أكثر من 140 كيلومتراً في الساعة».