ذوو طلبة يشكون ارتفاع رسومها وتجاوزات تحدث داخلها
حافلات مدرسية.. تكدُّس وتنمُّر وإهمال مشرفات
رصد ذوو طلبة تجاوزات تقع داخل الحافلات المدرسية، ما بين تكدس عدد الطلبة، وتعدد حالات التنمر، وعدم اكتراث المشرفين بالطلبة عند نزولهم من الحافلة، فضلاً عن استعانة مدارس بعدد من موظفيها للعمل مشرفي حافلات بعد انتهاء الدوام المدرسي، على الرغم من ارتفاع رسومها، إذ تصل إلى 9000 درهم.
فيما أكدت وزارة التربية والتعليم أن فريق الرقابة يتابع المدارس الخاصة كافة، ويراقبها بشكل دوري، للوقوف على مدى التزامها بجميع اللوائح والمعايير، داعية ذوي الطلبة إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات تحدث في مدارس أبنائهم، سواء داخل الحافلات المدرسية أو غيرها.
وتفصيلاً، أبلغ ذوو طلبة «الإمارات اليوم» بوجود تجاوزات عدة، تحدث داخل الحافلات المدرسية، وقال محمد سلامة، والد طالبة بإحدى المدارس الخاصة في الشارقة، إنه اشترك لابنته في الحافلة المدرسية برسوم سنوية مقدارها 3300 درهم، وأضاف «على الرغم من أن الرسوم المدفوعة تكون لتخصيص كرسي لكل طالب، فإنني فوجئت بأن كل ثلاثة أطفال يجلسون على كرسي واحد، ويراوح عدد الطلبة في الحافلة الواحدة بين 40 و60 طالباً، فيتزاحم الطلبة خلال الرحلة المدرسية التي تستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة ذهاباً.. ومثلها إياباً».
وأشار إلى أن المدرسة تزيد رسوم الحافلات المدرسية بشكل سنوي، لافتاً إلى أنه يضطر إلى الاشتراك لابنته في الحافلة المدرسية، بسبب ظروف عمله التي تمنعه عن توصيلها إلى المدرسة كل يوم.
من جانبها، شكت (أم سعيد)، والدة طالب بمدرسة خاصة في دبي، التنمر بين الطلبة في الحافلة المدرسية، خصوصاً من الطلبة كبار السن ضد الأصغر منهم، مشيرة إلى أن ابنها يشكو تنمر بعض الطلاب ضده في الحافلة المدرسية، حتى وصل الأمر إلى أن أحد الطلبة ضربه في زجاج نافذة الحافلة، ما اضطرها إلى إبلاغ مدير المدرسة أكثر من مرة.
وأكدت أن المدرسة تبالغ في رسوم الحافلات المدرسية، التي تصل إلى 9000 درهم للطالب الذي يسكن في دبي، مضيفة: «لا ندري سبباً لإقرار هذه الرسوم الباهظة، إذ لا توجد خدمات إضافية تستحق أن تصل الرسوم إلى هذا الحد، فضلاً عن أن رحلة الحافلة لا تمتد خارج الإمارة».
وأيدتها سعاد عبدالعظيم، والدة طلبة في الصف الثالث بإحدى المدارس الحكومية، والتي أكدت أن التنمر لا يقتصر على الطلبة، بل يصدر من بعض المعلمين ضد الطلبة، مطالبةً وزارة التربية والتعليم بوضع حلول جدية، للحد من ظاهرة التنمر بين الطلبة وزملائهم، وبين المعلمين والطلبة.
وقال جمال خليل، والد طالب في الصف الأول: «إننا نعاني بشكل مستمر مع الحافلة المدرسية، بسبب أن السائق والمشرفة ينزلان ابني، في الصف الأول، وتتحرك الحافلة قبل التأكد من دخوله البيت»، مضيفاً أنه يعاني الجدال المستمر مع سائق الحافلة والمشرفة، بسبب هذه التصرفات شبه اليومية.
ولفت إلى أنه عندما شكا إلى المدرسة تصرف السائق والمشرفة، رد عليه مسؤول الحافلات بأن ذلك مفيد للطالب، حتى يعتمد على نفسه، استعداداً للالتحاق بالجامعة.
وذكرت عائشة أحمد، والدة طالبين بمدرسة خاصة في دبي، أنها اقترحت على مدير المدرسة أن تعمل معهم متطوعة بلا أجر، كمشرفة لإحدى الحافلات المدرسية، حتى تكون أكثر اطمئناناً على ولديها، إلا أن مدير المدرسة رفض اقتراحها، وأخبرها بأن المدرسة لديها مشرفاتها.
وأكدت علياء مصطفى، والدة طلبة في مدرسة خاصة، أن المدرسة تستعين بموظفاتها اللاتي يعملن مساعدات معلمات في مرحلة رياض الأطفال، للعمل بعد انتهاء الدوام الرسمي مشرفات للحافلات المدرسية، مضيفة: «تكون المشرفة مرهقة من تعدد المهام الوظيفية التي تُكلف بها طوال اليوم الدراسي، لذلك لا تستطيع ضبط ومراقبة سلوكيات الطلبة داخل الحافلة، خصوصاً أثناء عودتهم إلى منازلهم».
من جانبها، قالت وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع التقييم وتحسين الأداء، الدكتورة رابعة السميطي، إن «فريق الرقابة في الوزارة يتابع المدارس الخاصة كافة، ويراقبها بشكل دوري، للوقوف على مدى التزامها بجميع اللوائح والمعايير، بما فيها أمور الأمن والسلامة المتعلقة بالحافلات المدرسية، ويرسل فريق الرقابة تقارير بجميع المخالفات إلى إدارة التراخيص المؤسسية، والتي تتولى بدورها إرسال تنبيهات ومخالفات للمدارس على حسب تقارير الرقابة».
ولفتت إلى أن الوزارة تتيح المجال أمام أولياء أمور الطلبة، للتقدم بشكوى ضد أي تجاوزات تحدث في مدرسة أبنائهم، سواء في الحافلات المدرسية أو غيرها، وذلك من خلال القنوات المعتمدة من قبل الوزارة لتقديم الشكاوى، مضيفةً: «يقوم فريق الرقابة في مثل هذه الحالات بزيارة المدرسة، والتحقق من الشكوى، ورفع تقرير إلى إدارة التراخيص المؤسسية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، حسب كل مخالفة».
طرق للدراجات
أفاد تقرير نشرته مؤسسة الأبحاث والاستشارات «نايت فرانك»، أخيراً، بأن 46% من طلبة المدارس في دبي يستخدمون الحافلات المدرسية، و53% منهم تبعد مساكنهم عن مدارسهم بنحو خمسة كيلومترات. وقال ذوو طلبة، حسب التقرير، إن الأسر تفرط في حماية أطفالها، فلا تسمح لهم بركوب الدراجات في رحلتهم اليومية إلى المدرسة، مطالبين بإنشاء ممرات وطرق للمشاة، مناسبة للأطفال الذين قد يرغبون في ركوب دراجاتهم أو المشي إلى المدرسة.
فيما أيد آخر استخدام الحافلات المدرسية، التي تقلل عدد المركبات على الطرق، موضحاً أنه إذا كانت حافلة مدرسية نموذجية، فيمكنها استيعاب ما يقرب من نحو 60 طفلاً، فهذا يعني أن الطريق لن يشهد 60 سيارة خاصة على الطرق، لتوصيل الطلبة إلى مدارسهم.
- «التربية»: فريق الرقابة يتابع المدارس الخاصة ويراقبها دورياً.
9000
آلاف درهم، رسوم
الحافلات في بعض
المدارس الخاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news