الأب يروي لـ «الإمارات اليوم» تفاصيل الساعات الأخيرة قبل الوفاة

كبسولات مبيد حشري تنهي حياة طفل وتصيب أسرته باختناق في الشارقة

الطفل المتوفى مع أخته وأبيه. من المصدر

أفادت شرطة الشارقة بأن طفلاً آسيوياً (10 أعوام)، توفي نتيجة استنشاق مادة سامة، استخدمت لمكافحة الحشرات في شقة مجاورة لمسكنه.

وتفصيلاً، تلقت غرفة العمليات المركزية في شرطة الشارقة بلاغاً من مستشفى القاسمى، صباح الجمعة الماضية، يفيد بوفاة طفل آسيوي يبلغ من العمر 10 أعوام، نتيجة استنشاق مادة سامة تستخدم لمكافحة الحشرات، بينما أصيبت شقيقته التوأم وأمه ووالده بحالات اختناق، نتيجة استنشاق المادة السامة نفسها.

وقال مدير فرع التحقيق بمركز شرطة البحيرة الشامل، المقدم سعيد الشامسي، إنه فور ورود البلاغ انتقل على الفور مدير المركز، العقيد أحمد الغروبتي، إلى جانب خبراء المختبر الجنائي، وعدد من المختصين في بلدية الشارقة، وتبين أن الشقة التي تجاور شقة الأسرة المصابة استخدمت مبيدات حشرية شديدة الخطورة، مؤكداً استقرار الحالة الصحية لأفراد الأسرة.

من جانبه، أفاد رئيس المختبر الجنائي في شرطة الشارقة، العميد أحمد حاجي السركال، بأن الفحوص المخبرية، التي أجريت على بعض العينات التي تم جمعها من المادة المستخدمة، التي عثر عليها داخل الشقة، تبين أنها مادة (فوسفيد الألمنيوم) المحظورة والممنوع استخدامها في المناطق السكنية، والتي ينتج عنها (غاز الفوسفين)، الذي غالباً يتسرّب إلى الشقق المجاورة عبر فتحات التهوية، فيتسبب في حالات تسمم قاتلة.

وأشار إلى أنه عثر على عدد 32 قرصاً، موزعة داخل الشقة السكنية المجاورة للشقة التي تقطنها الأسرة، ما تسبب في حالة الوفاة والإصابات.

وأكد والد الطفل شفيع الله نيازي، لـ«الإمارات اليوم»، أن ابنه خزيمة، لديه أخت توأم اسمها كومال، ويذهبان للمدرسة معاً كل يوم، مشيراً إلى أن أخته لاتزال لا تعلم بأن أخاها توفي، مطالباً بتسريع إجراءات تسليم الجثة حتى يتسنى له دفنه، وإعلام ابنته التي تفتقده وتسأل عنه كثيراً.

وتابع: «بداية الواقعة كانت يوم الخميس الماضي صباحاً، عندما كان الطفل متوجهاً إلى المدرسة وأحس بارتفاع حرارته، ما دعا الأم إلى تعطيله عن المدرسة، وأعطته خافضاً للحرارة، وخلال فترة الظهيرة، بدأ يعاني الدوخة والحرارة وصعوبة التنفس، وبعدها اتصلت زوجته بأخيها، الذي اصطحبهم إلى مستشفى خاص بالشارقة، وتم إجراء فحوص مخبرية كاملة، ورجعوا إلى المنزل».

وبين أنهم بعد رجوعهم إلى المنزل أحست الأم والبنت التوأم بالأعراض نفسها، ما اضطر قريبهم إلى أخذهم إلى المستشفى مرة أخرى، وعند رجوعهم كان الطفل المتوفى نائماً، وصباح الجمعة كان الطفل بحالة صحية صعبة، وأصابته حالة إغماء ووقع على الأرض، وتم التواصل مع الإسعاف الوطني وإخبارهم عن الحالات والأعراض التي يعانونها، والذي بدوره بعث أربع سيارات إسعاف، وتم نقلهم جميعاً إلى مستشفى القاسمي.

وأفاد بأنه عند وصوله ابنه إلى المستشفى، أخبره الأطباء بأنه متوفى منذ ساعة، والبنت تم نقلها للعناية المركزة، مشيراً إلى أنه تمت معالجته هو وزوجته في اليوم نفسه، وتم إخراجهما من المستشفى.

وبين شفيع الله أن ابنته خرجت من العناية المركزة صباح أمس، وستبقى في المستشفى تحت المراقبة، مشيراً إلى أنها وصلت وحالتها الصحية حرجة، وأدخلت إلى العناية المركزة، لافتاً إلى أن الأطباء أخبروه بأن ابنته عانت مشكلات في القلب والأعضاء الحيوية وصعوبة في التنفس، وربما تغادر المستشفى خلال الأربعة أيام المقبلة.

بدوره، أكد خال الطفلين، فصيح الدين، لـ«الإمارات اليوم»، أنه لم يكن أحد يعرف أن المشكلة تتعلق بالمبيدات الحشرية، حتى انتبه أحد أفراد شرطة الشارقة لكبسولة بارزة من تحت باب الجيران في المسكن الذي تسبب في وفاة الطفل، وشك في أنها قد تكون من المبيدات الحشرية، وعليه تم استصدار إذن من النيابة، وفتح باب الشقة، وتبين أن هناك أعداداً كبيرة من كبسولات المبيدات الحشرية، لافتاً إلى أن الشقة التي وجدت داخلها كبسولات المبيدات الحشرية الممنوعة، تعيش فيها عائلة من الجنسية العربية، تتكون من زوج وزوجته وبنتين اثنتين.

تويتر