"شرطة دبي" تنقذ 10 أطفال من الابتزاز عبر لعبة "فورت نايت"
أنقذت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي «أكثر من 10 أطفال تترواح أعمارهم من تسع إلى عشر سنوات من محاولة ابتزاز تعرضوا لها عبر لعبة «فورت نايت» الشهيرة، بعد أن استغل شاب جامعي (25 عاماً) غرف المحادثة في اللعبة للتواصل مع الأطفال وإغرائهم بالمال بما يمكّنهم من زيادة نقاطهم وأرصدتهم وخوض مراحل المنافسات باستعراضات أفضل،
وقال مدير الإدارة العميد جمال سالم الجلاف إن المتهم كان يطلب من الأطفال إرسال صور شخصية ليجبرهم لاحقاً على تلبية رغباته الخاصة، ولكن تدخل شرطة دبي حال دون تماديه في تنفيذ مخططه المريض، وكشف حقيقته أمام عائلته التي صُدمت بابنها الجامعي، لاسيما وأنها كانت تظن أن الدراسة وراء عزلته في غرفته لساعات طويلة.
وأضاف أن الواقعة بدأت حين أخبر طفل والدته بأن شخصاً في غرفة المحادثة بلعبة «فورت نايت» عرض عليه المال مقابل إرسال صور خاصة له، ففتحت الأم على الفور بلاغاً عبر منصة «eCrime» التابعة للمباحث الإلكترونية التي توصلت للمتهم في وقت قياسي، ووجدت في حوزته 200 صورة تعود لأكثر من 10 أطفال، كان يخطط لابتزازهم والتحرش بهم، وشكلت الحادثة صدمة لعائلة المتهم وخاصة والده الذي سيطر عليه الصمت بعد رؤيته الجانب المخفي من حياة ابنه.
وحول العقوبة في مثل هذه الحالات، أوضح أنه يعاقب بالسجن والغرامة التي لا تقل عن مائتين وخمسين ألف رهم ولا تتجاوز مليون درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حرض أو أغوى آخر على ارتكاب الدعارة أو الفجور أو ساعد على ذلك، باستخدام شبكة معلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، وتكون عقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات والغرامة التي لا تتجاوز مليون درهم إذا كان المجني عليه حدثاً لم يتم الثامنة عشرة من عمره.
وأكد الجلاف أن شرطة دبي تولي القضايا المتعلقة بالأطفال اهتماماً كبيراً وأولوية قصوى، حيث يتم التعامل معها بسرية تراعي خصوصية الطفل وأسرته، لافتاً إلى أن شرطة دبي انضمت رسمياً لفريق دولي أسسته المباحث الفيدارلية الأمريكية "إف بي آي" مؤخراً لمكافحة الجرائم الواقعة على الأطفال عبر الانترنت، بمشاركة أجهزة شرطية من 13 دولة حول العالم، وتم تزويدنا بأحدث برامج وتطبيقات الرصد والمتابعة، كما تم تأسيس قاعدة بيانات ومعلومات دولية مشتركة لتحقيق أقصى تعاون ممكن.
وشدد على ضرورة انتباه الآباء لأبنائهم لأن بعض الأطفال يكونون فريسة سهلة لأصحاب النفوس المريضة الذين تتطور أساليبهم بتطور تقنيات التواصل، فيصطادون ضحاياهم بسرعة وسهولة أكثر من أي وقت مضى عبر مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية ذات الفضاء المفتوح، ويشكل الأطفال والمراهقين الفئة الأضعف في هذه الحلقة لعد اكتمال وعيهم ونضجهم وقلة خبرتهم إضافة إلى اندفاعهم وفضولهم للتجربة والتفاعل والتعرف على الغرباء، ويزداد الأمر سوءا عندما تكون أجواء المنزل غير مريحة نفسياً للطفل، أو عندما يتعرض للضرب أو التعنيف من والديه، حيث يميل حنيها للتكتم على ما يتعرض له من ابتزاز أو تحرش أو تنمر أو غير ذلك خوفاً من العقوبة.