مطالب بتطوير كواسر الأمواج بالساحل الشرقي لحماية الممتلكات
طالب مواطنون في المنطقة الشرقية بتعزيز الحماية على الشواطئ من خلال تفعيل وتطوير كواسر الأمواج، في ظل استمرار تشكّل الأعاصير والعواصف البحرية.
وتضررت منازل مواطنين في مناطق عدة في مدينة كلباء، وتحديداً في مناطق البردي وخور كلباء والقادسية، جراء اقتحام مياه البحر منازلهم، بعدما ضربت العاصفة المدارية «كيار» شواطئ الساحل الشرقي، أخيراً، فضلاً عما لحق بالمنازل من أضرار، فيما أتلفت الأمواج مواقف لقوارب الصيادين.
وأكدت جهات محلية في المنطقة الشرقية ضرورة إجراء دراسة شاملة عن كيفية حماية المناطق المتضررة من دخول مياه البحر والأمطار باستمرار، حيث يعتبر أغلبها من المناطق القديمة، والقريبة جداً من مستوى البحر، ما يسهل دخول مياهه إليها في حالة الكوارث الجوية.
وقال المواطن الصياد علي سعيد النقبي: «إن العاصفة المدارية (مها) لم تصل، وإلا كانت ستنتج عنها أضرار قد تكون كبيرة جداً، فقد بات أهالي مدينة كلباء في تخوف من حدوث عاصفة مدارية بعد (كيار) الذي استمر ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أن «كيار» خلّف أضراراً كبيرة على المنازل والمركبات والشوارع.
وتابع: «الكوارث الطبيعية أمر ليس بيد أحد، إلا أن سكان مناطق سهيلة وخور كلباء والبردي والقادسية يعيشون معاناة مستمرة معها لدخول المياه، سواء البحر أو الأمطار، وتدميرها للأثاث والأجهزة الإلكترونية، ناهيك عن الخطر الذي يهددهم».
وأضاف: «ما عايشه أهالي وسكان هذه المناطق، خلال (كيار)، وتجدد الخوف مع قدوم العاصفة المدارية (مها) لمنطقتهم وغمر منازلهم بمياه البحر، كلما حلت ظاهرة طبيعية، دفعتهم لمناشدة الجهات المختصة بضرورة تمديد مساحة كاسر للأمواج، خصوصاً الذي يكون على امتداد المناطق السكنية، باعتباره الحل الدائم والناجع، حفاظاً على الممتلكات العامة والخاصة، وتحقيقاً للأمن النفسي والاجتماعي، وحماية حياة السكان من أي مخاطر متوقع حدوثها مستقبلاً».
وأيده في الرأي المواطن سالم محمد جمعة من مدينة كلباء بالقول: «إن مدينة كلباء تحتوي على امتداد الساحل البحري كواسر أمواج بطول ثمانية كيلومترات، ويبلغ عددها سبعة كواسر، حيث تم استخدام نحو مليون طن من الأحجار الكبيرة والصغيرة في تنفيذها، إلا أنها لم تكن كافية لصد الكوارث الطبيعية المفاجئة، رغم استعدادات الجهات المختصة».
وأشار إلى أن المنطقة ليست بحاجة إلى كواسر جديدة أو إضافية لتحميها، إلا أنها بحاجة لتمديدها وزيادة مساحتها حتى تتمكن من أداء دورها فعلياً، فقد يرى أبناء المناطق المتضررة أن فاعلية الكواسر جزئية، وتسمح بدخول مياه البحر وغمر منازلهم بها.
ويرى أن الحواجز الرملية التي وضعتها الجهات المختصة فعاليتها معدومة أمام الكوارث الطبيعية، كما أنها قد تزيد كمية الطين الذي يتراكم مع مياه البحر على الطرق وداخل المنازل المتضررة، مسببة تلف الأثاث.
وأشار المواطن عبيد محمد راشد من إمارة الفجيرة إلى أن الكواسر في إمارة الفجيرة لها فعالية كبيرة جداً خلال الأيام التي تشهد اضطراب الأحوال الجوية، سواء مع الأمطار وغيرها، أما في حالة الكوارث الطبيعية فقد تكون فاعليتها 50% فقط، حيث إنها بحاجة لتمديد مساحتها، فلولا تغير مسار العاصفة المدارية «مها» عن المنطقة لدخلت مياه البحر على الطرق الرئيسة وبعض المناطق السكنية القريبة كمنطقة الفصيل، وتضرر مركز «سنشري مول» المقابل لشاطئ المظلات بالفجيرة.
وقال: «إن الحاجز الصخري بدلاً من الرملي كان حلاً ناجحاً قامت به دائرة الأشغال العامة والزراعة بإمارة الفجيرة، إذ صدت بشكل كبير ما لم تستطع الحواجز الرملية صده، حيث يتفاعل الرمل مع مياه البحر مكوناً طيناً لزجاً يصعب التخلص منه إذا دخل الشوارع الرئيسة أو المنازل».
وقال أحد المتضررين، المواطن (أبوسيف)، من منطقة البردي في مدينة كلباء: «كان السبب الرئيس في تجمع مياه الأمطار داخل المنازل في منطقة البردي هي أعمال قيد الإنشاء خاصة بمشروعات تطوير الطرق».
وأشار إلى أن المشروع تضمن وجود حفر جمعت فيها كميات كبيرة من المياه، وسمحت لمياه البحر بدخول المنازل وغمرها للأثاث.
ولفت إلى أن مياه البحر والأمطار لا تؤثر فقط في المنازل، بل في المركبات التي تتعطل كلياً، وتجعله عاجزاً عن نقل عائلته وقت الأمطار أو الكوارث الطبيعية، ما يجعله محاصراً في المنزل الذي يصبح خطراً عليه، وعلى أبنائه، مشيداً بجهود الجهات المسؤولة في مساعدتهم وتخليصهم في الأوقات المناسبة، إلّا أنه يطالب بحل جذري، فالخسائر المادية ليست قليلة، فهو يضطر الى أن يغيّر أثاث المنزل والأجهزة الإلكترونية وتصليح مركبته التي تتعطل بعد كل اضطراب جوي.
وشدد على ضرورة تسليط الضوء على ضرر المناطق في مدينة كلباء كمنطقة سهيلة والبردي والقادسية وخور كلباء الذي يصل عدد المنازل فيها لأكثر من 200 منزل، إذ يعانون تكرار دخول المياه للمنازل والخسائر المادية التي جعلت بعضاً منهم ينتقلون إلى مناطق أخرى.
وقالت المواطنة موزة الزعابي: «لم نفاجأ بدخول مياه الأمطار الى منازلنا، إذ نعاني باستمرار هذه المشكلة، وأن الضرر الذي لحق بمنازل المواطنين في المنطقة يشمل قطع التيار الكهربائي، بعد تلف المولدات الكهربائية».
وأشارت إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي تغير أثاث منزلها، حيث تعاني منطقة خور كلباء دخول مياه الأمطار في فصل الشتاء إلى المنازل وتلف الأثاث والأجهزة الإلكترونية.
وعزت الزعابي مسؤولية الأضرار إلى صغر مساحة الكواسر التي تحمي المنطقة، والتي لا تستطيع أن تصد الكميات الكبيرة من المياه المندفعة من البحر، ما يؤدي إلى فيضانها، وتحركها باتجاه الأحياء السكنية.
وشكرت الزعابي الجهود التي بذلتها جميع الجهات الحكومية في نقل أصحاب المنازل المتضررة من أماكن سكنهم إلى مناطق آمنة، مشيرةً إلى أنها لم تذهب إلى الشقق الفندقية، واختارت أن تبقى في منزل ذويها لحين شفط المياه وعودة المنزل كما كان.
وطالبت المواطنة صفاء الحداد المسؤولين بوضع وتنفيذ خطط مستقبلية مدروسة، تجنب السكان الأضرار المستمرة التي يعانيها أهالي المنطقة من انتقالهم لمساكن آمنة وتعطلهم عن ذهابهم لعملهم وتغيّب أبنائهم عن المدرسة، خصوصاً حين تكون مدارسهم في إمارة أخرى ولم يسرِ عليها قرار تعطيل الدراسة.
دراسة التطوير
قال وزير تطوير البنية التحتية، الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، إن تمديد الكواسر على الشواطئ شأن محلي تقرره الدوائر الحكومية في كل إمارة، وليست ضمن مسؤوليات الوزارة.
وفي الجانب المحلي، أفاد مدير أفرع المنطقة الشرقية بدائرة التخطيط والمساحة، المهندس يوسف العثمني، أنه لابد من دراسة شاملة وواسعة لكيفية حماية مناطق كلباء المتضررة دائماً، وهي منطقة سهيلة وخور كلباء والقادسية والبردي، إذ تعتبر هذه من المناطق قديمة في المنطقة، وهي قريبة جداً من مستوى البحر، ما يسهل دخول مياه البحر اليها في حالة الكوارث الجوية. وأشار إلى أن حماية المناطق المتضررة لابد أن تكون من البحر بمشروع متكامل لتكون حلاً دائماً، فوضع حواجز أمام المنزل لن يجدي نفعاً في منع غمر مياه البحر والأمطار للمنازل وضرر ساكنيها.
وقال مدير بلدية الفجيرة، المهندس محمد الأفخم، نعمل مع الجهات المختصة على دراسة في امتداد الكواسر المتوافرة ورفع كفاءتها لتحقيق أعلى درجات الأمان في صد أي مخاطر محتملة، أمام الكوارث الطبيعية التي قد تحصل مستقبلاً وتتسبب في دخول مياه البحر الى الشوارع الرئيسة، مهددة بعض المنازل باقتحامها.
- جهات محلية أكدت ضرورة إجراء دراسة لحماية المناطق المتضررة.
- الحواجز الرملية فعالياتها معدومة أمام الكوارث الطبيعية.
7
كواسر تم استخدام
نحو مليون طن من
الأحجار في تنفيذها.