المجرم لم يُجرِ معاملة رسمية باسمه في دبي.. وأصيب بصدمة لحظة القبض عليه

أجهزة دولية لاحقت زعيم «ملائكة الموت» 10 سنوات.. وشرطة دبي ضبطته خلال 5 أيام

صورة

كشف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، العميد جمال الجلاف، أن زعيم منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية، رضوان تاغي، المطلوب عالمياً والمدرج على قوائم الإنتربول، باعتباره أحد أخطر المجرمين في العالم، أصيب بصدمة حينما فوجئ بفريق القوات الخاصة التابعة لوحدة المداهمات بشرطة دبي المتخصصة في التعامل مع المجرمين الخطرين، حيث كان داخل فيلا في الإمارة، ووجد رجال المباحث الجنائية أمامه.

وقال الجلاف، لـ«الإمارات اليوم»، إن فريق العمل بالإدارة العامة للتحريات والمباحث بذل جهداً خارقاً، استمر نحو خمسة أيام، لضبط المجرم البالغ الخطورة، الذي ظل هارباً من العدالة قرابة 10 سنوات، رغم ملاحقته من قبل أجهزة شرطية عالمية.

وأضاف أن تاغي أصيب بذهول، حينما داهمت الفرق الخاصة الفيلا، لدرجة أنه قال: «يجب أن أقر بأن شرطة دبي هي الأفضل على الإطلاق، فلم أتخيل أن أضبط هنا بعد كل هذه السنوات من التخفي والهروب».

وأشار الجلاف إلى أن فرق البحث الجنائي بالإدارة العامة للتحريات بذلت جهوداً كبيرة في تحليل عشرات المعلومات والبيانات، ومقاطع الفيديو، حتى استطاعت تحديد مكان رضوان تاغي، الذي يتمتع بذكاء إجرامي حاد، فلم يُجرِ معاملة واحدة أو عملية شراء باسمه منذ وصوله إلى دبي، وتصرف كأنه رجل خفي غير موجود على الإطلاق، ما شكل تحدياً كبيراً أمام رجال المباحث، الذين أثبتوا كفاءة استثنائية يقارعون بها أفضل كوادر البحث الجنائي في العالم.

وأوضح الجلاف أن القبض على تاغي، المطلوب في حزمة من الجرائم الدموية، شملت اغتيالات والاتجار في المخدرات وجرائم أخرى متنوعة، جاء بعد تعاون مثمر مع السلطات الهولندية والإنتربول، لكن شرطة دبي نفذت العملية كاملة، بعد أيام من العمل المتواصل في التحليل والرصد والتعقب، لافتاً إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية معه، بعد انتهاء شرطة دبي من تحقيقاتها، إذ سيحال إلى النيابة العامة، لتحدد وزارة العدل الإماراتية آلية تسليمه تحت مظلة الإنتربول.

وكانت شرطة دبي كشفت عن الإنجاز الجديد، الذي أكد الدور المحوري لدولة الإمارات في مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى العالمي، وإسهامها في جعل العالم مكاناً أكثر أمناً للجميع، حتى إن كانوا خارج حدودها.

وقالت إن المتهم يُدعى رضوان تاغي (41 عاماً)، رئيس منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية، الصادرة بحقه مذكرات قبض دولية في العام الماضي بتهمة الانتماء لمنظمات إجرامية خطرة، بعد أن دخل إلى أراضي الدولة منتحلاً هوية شخص آخر، وكان يقيم بفيلا في دبي، موضحة أن إلقاء القبض عليه جاء بفضل التعاون المثمر مع الشرطة الهولندية و«الإنتربول».

ونوّه القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، بدور وحرفية فرق العمل في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في ضبط المتهم، والتعاون الفعّال بين شرطة دبي والسلطات الهولندية، مؤكداً أن شرطة دبي، والأجهزة المعنية تحت مظلة وزارة الداخلية، لديها من الإمكانات والقدرات ما يمكنها من كشف غموض أعقد القضايا، ويعينها على إلقاء القبض على أخطر المجرمين. وأضاف أن الأجهزة الشرطية والأمنية في دولة الإمارات تضم نخبة من الكوادر البشرية المؤهلة ذات درجة رفيعة من الكفاءة، تمكنها من كشف غموض أصعب القضايا.

وأكد أن شرطة دبي، ومن خلال عملها تحت مظلة وزارة الداخلية، تترجم نهج دولة الإمارات في التعاون المثمر الهادف لنشر الأمن والأمان على مستوى العالم، والتصدي للجريمة في كل مكان، من خلال مد جسور التواصل الفعالة مع مختلف أجهزة إنفاذ القانون على المستوى الدولي، وفي مقدمتها منظمة الإنتربول، تأكيداً على الإسهام الإيجابي للدولة في جعل العالم مكاناً ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان.

وأوضح أن المشتبه فيه دخل الدولة عبر مطار دبي، مستخدماً وثائق رسمية (جواز سفر رسمياً وتأشيرة سفر) بهوية غير هويته، قادماً من هولندا، وتمكن من دخول الدولة قبل التعميم عليه من قبل السلطات المعنية في دولته، وكان يقيم بفيلا في دبي دون ممارسة أي نشاط إجرامي، وكان يستعين بمساعدين من جنسيات مختلفة لتسيير أموره واحتياجاته الحياتية اليومية.

يذكر أن المجرم الأخطر في أوروبا، رضوان تاغي، سيتم عامه الـ42 يوم الجمعة المقبل، وهو مسؤول عن حزمة من الجرائم الدموية، منها قتل شقيق شاهد إثبات ضده، رغم حصول هذا الشخص على حصانة وحماية قضائية وشرطية في هولندا، ثم نفذت منظمته عملية اغتيال المحامي العام الهولندي، الذي كان مسؤولاً عن التحقيق في جرائم منظمة «ملائكة الموت» مع فريق ضم أكثر من 100 شرطي ومحقق.


جريمة «لا كريم»

تعد جريمة تصفية أحد الأشخاص بمقهى «لا كريم» في مدينة طنجة بالمغرب، من أبرز الجرائم الذي نفذتها عصابة «ملائكة الموت» التي يتزعمها رضوان تاغي، وحولت زعيم المنظمة الدموية إلى شخصية أقرب إلى زعماء عصابات المافيا العالمية.

وبينت التحقيقات أن هذه الجريمة سببت الذعر لمسؤولين وصحافيين، لدرجة أن السلطات الهولندية بعثت برسالة إلى إعلامي هولندي شهير، حذرته من أنه ضمن قائمة اغتيالات «ملائكة الموت».

وأرسل تاغي رسالة إلى الإعلامي، قال له فيها: «لقد صدمت واندهشت من الأنباء التي تفيد، وفقاً للشرطة والقضاء، بأنني أمرت بتصفيتك.. وهذا غير صحيح»، مضيفاً: «ليس لديَّ أي سبب لفعل أي شيء لك، يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريد دون أن تقلق بشأني، في طفولتي كنت من المعجبين ببرنامجك التلفزيوني، أنا أحترمك كصحافي محترف، وليس لديَّ أي فكرة لإيذائك».

أوامر بالقتل

كشفت التحقيقات الهولندية أن المجرم الخطر، رضوان تاغي، كان يعطي أوامر بالقتل بالسهولة التي يطلب بها فنجان قهوة، ما دعا السلطات هناك إلى الإعلان عن مكافأة 100 ألف يورو، لمن يدلي بمعلومة تسهم في القبض عليه، وتلقت فعلياً نحو 29 معلومة مختلفة، منها 20 معلومة ساعدت في تضييق الحصار حول المجرم الدولي.

وأفادت وسائل إعلام أجنبية بأن السلطات الهولندية داهمت، في توقيت القبض عليه بفيلا في أحد الأحياء الراقية بدبي، منزل أسرته في مقاطعة «فيانين»، حيث ترعرع تاغي الذي ينتمي إلى أصول مغربية.

فرق البحث الجنائي حللت عشرات المعلومات والمقاطع، قبل تحديد مكان رضوان تاغي.

زعيم «ملائكة الموت» لشرطة دبي: «أنتم الأفضل على الإطلاق، ولم أتوقع ضبطي هنا».

تويتر