الطب الشرعي في دبي: أزمة قلبية وراء وفاة خمسيني وليس مشاجرة
تمكنت إدارة الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي من إثبات براءة شاب في الـ30 من عمره، بالتسبب في وفاة رجل خمسيني، وذلك بعد فحوص التشريح التي حدّدت بدقة السبب وراء حدوث الوفاة التي لم تكن نتيجة خلاف وشجار بين الطرفين، وإنما لنوبة قلبية أصابت المتوفى قبل ساعات من وقوع المشاجرة مع الشاب .
وأكد مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن شرطة دبي تحرص على أن تثبت براءة من لا يتورط في الجرائم، تحقيقاً للعدالة من خلال استخدام أحدث أنواع التقنيات، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والفحوص المخبرية الطبية الحديثة المتخصصة في الطب الشرعي.
وأكد الخبير الاستشاري في الطب الشرعي الدكتور خالد البريكي، أن تفاصيل القضية جاءت بعد تلقي شرطة دبي بلاغاً عن وفاة رجل آسيوي في الـ50 من عمره أثناء خلاف بينه وبين شاب في الـ30 من العمر، مبيناً أنه كان هناك اشتباه بتسبب الشاب في حدوث الوفاة.
وأشار البريكي إلى أن الشاب ذكر في روايته أنه لم يعتدِ بأي شكل من الأشكال على الرجل الخمسيني، وإنما حضر الأخير إليه وكان غاضباً منه لخلاف بينهما في العمل، حيث تعدى الخمسيني عليه، إلا أنه كان يتقي ضرباته، ولم يعتدِ عليه بتاتاً، ثم ابتعد عنه وفجأة سقط على الأرض وتوفي.
ولفت البريكي إلى أن المتوفى تم نقله إلى الطب الشرعي، وبدأت عملية فحص الجثمان وإجراء الفحص التشريحي، للتحقق من السبب الحقيقي وراء الوفاة المرتبطة برواية الشاب، مبيناً أن الفحوص أظهرت عدم وجود أي آثار للضرب أو استخدام أداة للاعتداء على جسم المتوفى، وهو ما يؤكد رواية الشاب بشكل ظاهري، لكن الأمر كان يتطلب التحقق بمزيد من الفحوص.
وأضاف أنه بتشريح الجثمان، تبين أن سبب الوفاة يعود إلى نوبة قلبية أوقفت وصول الأوكسجين إلى قلب المتوفى، وعملنا على تحديد توقيت حدوث النوبة القلبية عبر إجراء الفحوص الميكروسكوبية، وتبين لنا أن النوبة لم تكن متزامنة مع واقعة حدوث الشجار، وإنما كانت قد أصابت المتوفى قبل ذلك بساعات، لكنه كان يتحامل على نفسه رغم شعوره بوخز النوبة.
وأضاف: «بعد توجه الخمسيني إلى الشاب لمعاتبته على خلافهما في العمل، ارتفعت نسبة انفعاله النفسي والجهد الكبير الذي بذله، ما تسبب في نقص وصول الأوكسجين إلى القلب، وبالتالي المسارعة في حدوث النوبة القلبية التي كان مصاباً بها، ومن ثم الوفاة».
وأشار البريكي إلى أن القدرة على تحديد توقيت إصابة المتوفى بالنوبة منذ بدئها الذي لا يتزامن مع وقت حدوث خلافه مع الشاب، وعدم وجود آثار اعتداء على جسده، يؤكدان أن السبب الحقيقي للوفاة لم يكن الشاب متورطاً فيها، وإنما جراء حدوث النوبة القلبية التي أهملها المتوفى، والاكتفاء بقرار التحامل على نفسه الذي أدى لهذه النتيجة.
ولفت البريكي إلى أن نتائج الفحوص رفعتها الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة إلى النيابة العامة التي حققت في القضية، واستمعت إلى أقوال الشاب والشهود التي تطابقت مع نتائج التقرير الطبي، لذلك صدر قرار بحفظ القضية وعدم توجيه اتهام للشاب كونه بريئاً من التسبب في حدوث الوفاة.