دورية شرطة دبي تفاجئ مستثمراً بعد نجاته من حادث سير

تدخلت دورية شرطة في دبي خلال زمن قياسي لنجدة ومساعدة مستثمر كاد يتعرض لحادث بليغ، حين انفجر إطار مركبته فجأة على شارع الشيخ محمد بن زايد وكان على سرعة 130 كيلو متر في الساعة، فأوشكت المركبة على التدهور بعد جنوحها يميناً ويساراً بحدة، إلى أن تمكن من إيقافها بصعوبة على كتف الطريق.

وقال المستثمر هشام الشربيني لـ«الإمارات اليوم» «كنت قريباً جداً من الموت، ولا أعرف كيف توقفت السيارة بعد لحظات مرعبة قضيتها وهي تنحرف يميناً ويساراً»، لافتاً إلى أن ما أثار دهشته البالغة، وصول دورية شرطة إلى مكانه فور وقوفه دون أن يبلغ عن الحادث، وفي ظل شعوره بالخوف وارتجافه من وقع الصدمة، سأل الشرطي: «كيف عرف بما حدث» فقال له الشرطي: «هذا عملنا، تمالك أعصابك، نحن هناك من أجل سلامتك ولا تنزل من سيارتك وسوف نوفر لك كل المساعدة اللازمة».

وسجلت شرطة دبي حوادث مرورية قاتلة لأشخاص اضطروا للوقوف على يسار الطريق السريع لتبديل إطارات السيارات في ظروف مماثلة وتعرضوا للدهس، نتيجة عدم انتباه السيارات القادمة من الخلف أو عدم إدراك الضحية أثناء تبديل الإطار إنه دخل إلى المسرب السريع دون قصد.
وتفصيلاً، يقول الشربيني (مصري) إنه كان عائداً ظهر أمس من أحد المواقع الإنشائية التي تتولى شركته العمل فيها، عبر شارع الشيخ محمد بن زايد وتحديداً مقابل سبورت سيتي، وسمع صوتاً غريباً في السيارة فظن في البداية أنه مر على منطقة غير ممهدة، ثم ارتفع الصوت بشكل مخيف، وفوجئ بالسيارة تنحرف يميناً ويساراً بحدة، فأدرك أن ثمة خلل حدث.

وأضاف أنه على الرغم من شعوره بالخوف، وإحساسه بأنه يقترب من الموت في ظل السرعة الكبيرة التي ثبت عليها السيارة 130 كيلو متر في الساعة، إلا أنه تمكن من اتخاذ القرار الأنسب في هذه الحالة وعدم الضغط بقوة على الفرامل، إذ أمسك المقود بقوة واستخدم الفرامل بخفة فائقة حتى أبطأت السيارة فوجهها بهدوء إلى كتف الطريق إلى أن توقفت تماماً.

وأشار إلى أن المفاجأة الأكبر من وجهة نظره حدثت لاحقاً، إذا لا يكاد يقف، محاولاً التقاط أنفاسه، حتى ظهرت دورية تابعة لشرطة دبي، وأطلق سائقها اللواح بالصوت المميز في حالة الطوارئ، وتوقف إلى جواره وفتح الزجاج، لافتاً إلى أنه هم بالنزول إلا أن الشرطي قال له بكل مودة: «من فضلك لا تنزل من السيارة، هديء من روعك، نحن هنا من أجل سلامتك وبهدف حمايتك، لا تتحرك، دقائق وستصل رافعة تابعة للشرطة سوف تنقل مركبتك إلى أي مكان على نفقتنا الخاصة».

وأوضح الشربيني أنه أخبر الشرطي بأن المشكلة في الإطار وسيتولى تبديله، إلا أنه أخبره بالتزام مكانه وستوفر له شرطة دبي كل المساعدة اللازمة، ثم رجع بالدورية نحو مائة متر حتى يوفر له الأمان الكافي، إلى أن حضرت رافعة (ريكفري) تابعة للشرطة، ونقلته إلى منطقة خالية بعيدة عن الطريق وسط تأمين من الدورية التي رافقته إلى أن توقف تماماً، وعرض عليه الشرطي مساعدته في علاج الخلل، إلا أنه شكره وطلب منه صورة تذكارية، إلا أن الشرطي اعتذر مؤكداً أن هذا واجبه وأن سلامة الناس هي أفضل تقدير له وزملائه.

وتابع الشربيني أنه اكتشف عدم وجود الأداة المخصصة لرفع السيارة لتبديل الإطار، وتوقف شاب آسيوي لمساعدته، ثم فوجئ بأن الإطار الاحتياطي فارغ، فأجرى الشاب مكالمة وحضر شخصين في سيارة بيك أب وأخذا الإطار لتزويده بالهواء في محطة بترول، وبعد قيامهم بمساعدته، عرض على ذاك الشاب نقوداً، فاعتذر عن قبولها، موضحاً أنه مهندس والآخران زميليه، وأن ما فعله التزام أخلاقي سيرد إليه في يوم ما.