«عدم ترك مسافة أمان» وراء 62% من الحوادث في الشارقة
أكّد خبراء مروريون ضرورة الاحتفاظ بمسافة الأمان بين المركبات، لتجنب وقوع حوادث مرورية على الطرق، مشيرين إلى أن «تجاهل المسافة التي تسمح للسائق بالتصرف في الوقت المناسب، في حال تعرّضه لأي طارئ، تسبّب في وقوع حوادث بليغة ومميتة خلال السنوات الماضية».
وذكرت شركة «رافد لتخطيط الحوادث المرورية» أن فرقها تعاملت منذ بداية العام الجاري مع أكثر من 9198 حادثاً بسيطاً، تصدرت مخالفة «عدم ترك مسافة أمان» قائمة أسبابها، بنسبة تتجاوز 62%، معتبرة أنها المخالفة المرورية الأشد خطراً.
وتفصيلاً، أكد مسؤول سابق في شركة تأمين، نعيم الناصر، أن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات خلال سيرها على الطرق يمثل واحداً من أكثر مسببات الحوادث المرورية شيوعاً، لافتاً إلى أن «هذا السلوك يمكن أن يكون سبباً في حادث مميت، أو بليغ، خصوصاً على الطرق الخارجية».
وبين أن هناك وسائل عدة لتحديد المسافة الآمنة بين المركبات، أهمها مسافة الوقوف، وهي المسافة التي تقطعها المركبة من اللحظة التي يدرك فيها السائق حاجته إلى الضغط على الفرامل لإيقاف مركبته حتى اللحظة التي تتوقف فيها المركبة فعلاً قبل الاصطدام بالسيارة الموجودة أمامها. وشرح أن تحديد مسافة الوقوف يعتمد على عوامل عدة، هي سرعة السيارة، وحالة الطريق، والظروف الجوية، وحالة المكابح والإطارات، ويقظة سائق المركبة.
وأكد خبير حوادث مرورية في شركة تأمين، جهاد فوزي معمر، أن عمله يتضمن مراجعة التقارير المرورية ومعاينة الحوادث والأضرار الناتجة عنها، لافتاً إلى أن «غالبية الحوادث المرورية التي تعاملنا معها كان سببها عدم ترك مسافة كافية».
وتابع أن ردة الفعل لمسافة الأمان تختلف باختلاف سرعة المركبة، وبُعدها عن السيارة التي تسير أمامها، موضحاً أن «السائق الذي يسير بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة يحتاج إلى 35 متراً مسافة ردّ فعل لتفادي الاصطدام بالمركبة التي تسير أمامه».
وذكر أن «بعض الحوادث تقع بسبب الاستعجال، خصوصاً في المسارات السريعة، إذ يكون السائق ملاصقاً للمركبة التي تسير أمامه، متجاهلاً ضرورة ترك مسافة أمان».
ودعا إلى نشر رسائل توعية وفيديوهات توضيحية للآثار الخطرة لهذه السلوكيات، وما تسببه من وفيات وإصابات تتنوع بين البسيطة والمتوسطة والجسيمة.
بدورها، أكدت شرطة الشارقة إطلاق مبادرات وبثّ رسائل توعية على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاتها الإعلامية، تدعو فيها السائقين إلى ترك مسافة آمنة بين المركبات لتجنّب الحوادث المرورية، لافتة إلى أنها رصدت العديد من الحوادث بسبب عدم ترك مسافة كافية بين المركبات. وأشارت إلى فرض مخالفة مرورية قدرها 400 درهم وأربع نقاط سوداء لعدم ترك المسافة المطلوبة خلف المركبات، مؤكدة الخطورة الناجمة عن عدم ترك مسافة أمان، وعدم إفساح المجال للقادمين من الخلف.
وأوضحت أنها أطلقت، في بداية الشهر الجاري، حملة إلكترونية للتوعية المرورية تحت شعار «الزم مسارك.. تأمن سلامتك»، للحدّ من الآثار المترتبة على الحوادث المرورية.
وقال مدير إدارة الحوادث في شركة «رافد» لحلول المركبات، عبدالرحمن بن كنون الشامسي، إن غالبية الحوادث المرورية التي وقعت في الشارقة، منذ بداية العام الجاري، ناتجة عن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات، إذ بلغت نسبتها 62% من إجمالي الحوادث التي تعاملت معها الشركة، معتبراً أنها «المخالفة المرورية الأشد خطراً».
وأوضح الشامسي أن عدد الحوادث المرورية في الإمارة، بلغ 9198 حادثاً بسيطاً، تسبّبت مخالفة عدم ترك مسافة أمان بين المركبات في وقوع 5703 حوادث منها. وضمّت قائمة الأسباب الانشغال بالهاتف والسرعة والتهور.
• 9198 حادثاً مرورياً على طرق إمارة الشارقة منذ بداية العام الجاري.