«الوشاح الأزرق» تُعرّض أطفالاً للاختناق والوفاة
رصد أهالٍ انتشار لعبة إلكترونية عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، أخيراً، تعرف باسم «الوشاح الأزرق» أو «تحدى التعتيم»، تعتمد على مشاركة العديد من الأشخاص فيديوهات لأنفسهم بعدما يكتمون أنفاسهم، محذرين من أنها تهدد سلامة الأبناء وتعرضهم لحالات اختناق حتى الموت المحقق.
وتبدأ اللعبة بتسجيل الشخص على اللعبة من خلال حسابه عبر التطبيق، ثم يطلب من اللاعب تعتيم الغرفة، ومن هنا جاء مصطلح تحدي التعتيم أو«Blackout challenge»، وبعدها يسجل المشارك مشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أنهم سيشعرون بأحاسيس مختلفة، وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها. وذكروا أن اللعبة تسببت في عدد من الوفيات في عدد من الدول الأوروبية والعربية، حيث أدى كتم التنفس المُتعمَّد إلى اختناق عدد من المُستخدمين وموتهم.
وحذرت جمعية الإمارات لحماية الطفل من أن ما يقع من حوادث بسبب الألعاب الإلكترونية الخطرة التي تظهر من فترة إلى أخرى، يعود إلى إهمال من جانب الأهالي، وضعف التواصل والرقابة «الأبوية»، وبناء وعي ذاتي لدى الأطفال. وأكدت أن هناك مسؤولية مجتمعية مشتركة لدرء مخاطر التقنيات الحديثة، والحد من تأثير الألعاب الإلكترونية الخطرة في الأطفال، وفي مقدمتها الأسرة، والمدرسة، ومؤسسات المجتمع المدني، وكذا شركات الاتصالات الوطنية، التي يقع على عاتقها مسؤولية تطوير ممكنات رقابة الأهالي، وتوعية الجمهور بالتزامن مع بيع خدماتهم، وتسويقها أسوة بمبادرات شركات عالمية مماثلة.
ودعت جمعية الإمارات لحماية الطفل إلى دراسة إلزام مزودي خدمة الإنترنت في الدولة بتوفير ممكنات رقابية أبوية مجانية، للحد والوقاية من الجوانب السلبية الناتجة عن المحتوى الإلكتروني السلبي والخطر، ودعوة الشركات المطورة إلى حجب المحتوى الإباحي، ووضع دليل إرشادي بوضع دليل خاص بالشركات المطورة للألعاب بالإبلاغ عن أي محتوى غير لائق للأطفال ويهدد سلامتهم.
واقترحت وضع مواصفة اتحادية تقنية بالتعاون مع الجهات المعنية تلزم الشركات مزودة الخدمة أو تبيع محتوى موجهاً للطفل بتفعيل دليل إرشادي للرقابة الأبوية والإبلاغ عن أي محتوى يهدد سلامة الطفل.
من جانبه، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من لعبة الوشاح الأزرق، واصفاً إياها بـ«لعبة موت جديدة»، متابعاً في بيان نشر على موقعه الإلكتروني: لا يكاد يخلو بيت الآن من تطبيقات الهواتف الذكية وألعابها الإلكترونية، ولم يكد المجتمع يودع لها إصداراً يحتوي على ضرر أو يدعم الكراهية حتى يستقبل إصداراً جديداً أكثر خطراً وأشد ضرراً. وحذر من أضرار كثير من هذه الألعاب والتطبيقات التي لم تتوقف عند العبث بالمعتقدات، ومحاولة هدم العديد من القيم والأخلاقيات، وإفساد الأسر والمجتمعات؛ وإنما امتدت لتشمل إهلاك النفس والدعوة إلى الموت وإزهاق الروح. وحذر المركز من تحدي «الوشاح الأزرق» أو «التعتيم» على تطبيق الفيديوهات «تيك توك»، الذي يدعو مستخدميه إلى القيام بتجربة فريدة ومختلفة - على حدّ تعبيره - من خلال تصوير أنفسهم وهم تحت تأثير الاختناق بعد تعتيم الغرفة.
تحدٍّ مخالف للدين
أفاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأن العديد من الأشخاص شاركوا بفيديوهات لأنفسهم بعد أن كتموا أنفاسهم وعرَّضوا أنفسهم للموت المُحقَّق، بينما تحوَّل لعب بعض المستخدمين إلى حقيقة مُعاشة، وأدى كتم تنفّسهم المُتعمَّد إلى اختناقهم وموتهم، مؤكداً أن هذا التحدي مخالف للدين والفطرة؛ إذ إنه إن لم يُفضِ إلى الموت فإنه قد يؤثر على خلايا الدماغ، ومن ثمَّ يؤدي إلى فقدان الوعي.
وأهاب المركز على موقعه الإلكتروني بالآباء والأمهات والجهات التثقيفية والتعليمية والإعلامية بيان خطر أمثال هذه الألعاب للأطفال، وضررها البدني والنفسي والسلوكي والأسري، ومخالفتها لتعاليم الدين.
- «مركز الأزهر» حذر من «تحدى التعتيم» ووصفها بـ«لعبة موت جديدة».