صديقات السوء يستدرجن مراهقة إلى الإدمان بـ"العصير اللذيذ"
قادت صديقات السوء مراهقة عربية تبلغ من العمر 16 عاماً إلى طريق الإدمان، بعد إغرائها بتجربة ما وصفوه بـ "العصير اللذيذ" حتى حولت قبو منزلها إلى وكر للتعاطي، وارتكبت حادثاً مرورية بليغاً بسيارة والدتها التي قادتها بغير علمها ودون رخصة وهي تحت تأثير المؤثرات العقلية، حتى اكتشف أسرتها الأمر، واستعانت بمركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي طلباً للدعم النفسي والعلاج.
وقالت رئيس قسم استشارات الإدمان والرعاية اللاحقة في مركز حماية الدولي الملازم أول خولة جابر سلطان العبيدلي، ، إن الفتاة تتميز بشخصية وطموحة وجذابة، لكنها لم تلق الرعاية الكافية من ذويها وعانت إهمال والديها ما دفعها إلى الارتماء في أحضان صديقات السوء بهدف ملء وقت الفراغ والتسلية.
وأضافت العبيدلي خلال حوارها مع دورية حماية التي تصدرها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي إن علاقة المراهقة التي اختارت لها اسم "دانة" صارت أكثر من مجرد «قضاء وقت ممتع»، ولاحظ ذويها تغيراً واضحاً على شخصيتها فصارت متمردة ومتهورة وسريعة الانفعال والغضب وتميل إلى العزلة، كما أظهرت سلوكيات طائشة وعنيفة وعدائية مع أفراد عائلتها، بل أن مظهرها اختلف ولم تعد تلتزم بالطابع التقليدي، وأصبحت تظهر بشكل غربي جريء.
وأوضحت العبيدلي أن والديها ظنا في البداية أن تلك التغيرات طبيعية خلال مرحلة المراهقة، ولكن ساورتهم شكوك كبيرة بعد أن تسببت دانة بحادث مروري، نتيجة اصطدام السيارة التي كانت تقودها بعدة سيارات، في تصرف غير مسؤول عرض حياتها وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين للخطر، خصوصاً وأنها كانت تقود سيارة والدتها دون علمها ومن دون رخصة قيادة أيضاً كما أنها لم تبدِ أي ندم على فعلتها.
وتابعت أن أمها لاحظت أن ابنتها تقضي وقتاً طويلاً في قبو المنزل، وحين سألتها عن السبب، بررت دانة بأنه هادئ ومثالي للدراسة والتركيز، وذات يوم كانت الأم مرهقة وتعاني من صداع قوي، ورأت الفتاة في طريقها إلى القبو وبيدها كوب عصير، فطلبت منها أن تعطيها العصير الذي تحمله، وتجلب لنفسها كوباً آخر، لكن أصيبت بصدمة حيث أسرعت الفتاة إلى الحمام وسكبت العصير في المغسلة وكان التوتر والارتباك والخوف واضحين عليها.
وقالت العبيدلي إن مواجهة عنيفة حدثت لاحقاً بين الأم والأب وابنتهما، اعترفت خلالها دانة بإدمانها المخدرات وأنها كانت تقود سيارة والدتها في ذلك الحادث تحت تأثير المؤثرات العقلية، فتوجهت العائلة إلى مركز حماية الدولي، وتم تحويلها إلى قسم استشارات الإدمان والرعاية اللاحقة، في إطار تام من السرية، وتم تقديم الدعم النفسي الشامل لجميع أفراد العائلة، وعمل الفريق المختص على احتواء مشاعر الخوف لدى الفتاة وتشجيعها على البدء من جديد وتحويلها لتلقي العلاج ومتابعة حالتها بشكل دوري.
وأكدت رئيس قسم استشارات الإدمان والرعاية اللاحقة في مركز حماية الدولي الأبناء خولة العبيدلي أن الأبناء بحاجة دائمة للتوجيه والإرشاد والتوعية من قبل الوالدين إذ أن وإهمالهم بشكل عام يقود إلى نتائج وخيمة، ويدفعهم للبحث عن وسط اجتماعي يشعرون فيه بالتقدير والمتعة والتحدي، ما يسهل تأثرهم بمن حولهم من الأصدقاء.