تحذير من ترك عبوات قابلة للاشتعال داخل المركبات
حذر خبيران في مجال المرور والمناخ من خطورة الاحتباس الحراري داخل المركبات خلال فترة الصيف، التي تصل إلى 70 درجة مئوية، منبهَين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من سلوكيات خاطئة قد يقوم بها سائقون، منها ترك عطور وقداحات ومواد تعقيم، وكذا ترك الأطفال بمفردهم، داخل المركبات، فضلاً عن وضع مفارش من الفراء والجلود المصنعة، وتعبئة الوقود أثناء ارتفاع درجات الحرارة في النهار.
وتفصيلاً، حذر الخبير المروري المدير التنفيذي لـ«جمعية ساعد» للحد من الحوادث المرورية، جمال العامري، السائقين من سلوكيات خطرة في التعامل مع المركبة خلال فترة الصيف، قد تتسبب في إحداث ضرر بالمركبة وبسلامتهم.
ونصح مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة موسم الصيف، عدم ترك العبوات الغازية المضغوطة داخل المركبات، مثل العطور وملطفات الجو، وكذا معقم اليدين، إذ تشكل هذه المواد مصادر اشتعال نيران، وتُحدث انفجاراً، خصوصاً عند ترك المركبات تحت أشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة.
وأكد ضرورة تجنب وضع إكسسوار مثل الفراء أو الجلديات المصنعة على سطح قمرة القيادة أو في الخلف، إذ إنها تصنع من مواد سهلة التأثر بالحرارة المباشرة التي تنفذ من خلال الزجاجين الأمامي والخلفي، ويمكن أن تؤدي إلى نشوب حريق داخل المركبة.
وأشار العامري إلى أن بعض السائقين يهملون في ضبط ضغط الهواء داخل الإطارات خلال فترة موسم الصيف، إذ إن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تمدد الهواء في الإطارات الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انفجارها بسبب اختلاف ضغط الهواء داخل الإطار مع ارتفاع عامل الاحتكاك على الطريق والسرعة العالية، وعدم مراعاة ظروف الطريق والسير لمدة طويلة، خصوصاً وقت الظهيرة، إذ شهدت الطرق حوادث عدة بسبب عدم متابعة صلاحية الإطار وسلامته وزيادة تعبئة الإطار بالهواء أكثر من اللازم، ناصحاً بمراعاة ضغط الهواء المناسب الذي يراوح بين 30 و35 درجة خلال فترة الصيف.
ولفت العامري إلى ضرورة عدم ترك بطاريات وشواحن نقالة وقداحات داخل المركبة، وعدم تعريضها لفترات طويلة للشمس، إذ تعد من المواد القابلة للانفجار في حالة تعريضها لأشعة الشمس لفترة طويلة، خصوصاً أثناء عملية شحن الهاتف المحمول، ما يتسبب في نشوب حريق أو انفجار لبطارية الهاتف المحمول.
ونصح العامري بأهمية تعبئة الوقود خلال فترة المساء، حيث تنخفض درجات حرارة الجو، وكذا مستوى الحرارة داخل خزان الوقود، الأمر الذي يزيد من مستوى السلامة والأمان في عملية التعبئة.
ولفت إلى أهمية فتح نوافذ المركبة قليلاً (تنسيم)، لعدم حدوث احتباس حراري داخل المركبة وهي في حالة توقف، ومن ثم يسمح بتجديد الهواء داخل المركبة وعدم رفع درجات الحرارة في داخلها، وكذلك قد يتسبب في شرخ أو إحداث ضرر في الزجاج الأمامي.
ونصح السائقين بصيانة أجهزة التكييف خلال فترة الصيف، والتأكد من صلاحيتها وسلامتها للعمل، إذ إن إهمالها يمكن أن يهدد سلامتهم ويؤدي إلى مشكلات عدة في المركبات.
كما نصح السائقين، قبل القيام برحلات طويلة، والسفر عن طريق البر، بضرورة إجراء صيانة كاملة للمركبة، والتأكد من سلامة قطع الغيار، والزيوت وغيرها، محذراً أولياء الأمور من الأخطاء الخطرة التي يقعون فيها، وفي مقدمتها ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبات لقضاء بعض الاحتياجات، إذ يشكل ذلك خطورة كبيرة على حياتهم، محذراً من أن هذه السلوكيات قد يكون ثمنها حياة من نحب.
من جهته، حذر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، من أن اشتداد حر الصيف يزيد احتمالية التعرض للاحتباس الحراري داخل السيارات المغلقة والمعرّضة لأشعة الشمس بصورة مباشرة، حيث تتجاوز درجة الحرارة داخلها 60 درجة إذا ما كانت درجة الحرارة خارجها 40 درجة مئوية، خلال نصف ساعة فقط من تعرض المركبات لأشعة الشمس، وهو ما يزيد من خطر الاحتباس الحراري داخل المركبة، إذ قد يتسبب في أضرار صحية وإنهاك حراري قد يفضي إلى الموت، خصوصاً لفئة الأطفال والمرضى وكبار السن، إذا ما تُركوا لفترة داخل المركبة وهي مغلقة.
وذكر الجروان أن درجة الحرارة ترتفع خلال الصيف خصوصاً وقت الظهر بوتيرة عالية، خصوصاً مع موجات الحرارة العالية، علماً بأن السطح المعدني الخارجي للسيارة قد تصل درجة حرارته إلى 70 درجة مئوية عند درجة حرارة خارجية 45، وكذلك أسفلت الشارع في المناطق الصحراوية ظهراً، وهو ما يزيد من احتمالية انفجار إطارات السيارات خصوصاً القديمة والمقلدة.
درجات الحرارة
قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، إن حرارة الأجواء تشتد وترتفع في الأجواء الخارجية في الصيف، لتبلغ أوجها في معظم أراضي شبه الجزيرة العربية، بين شهرَي يونيو وأغسطس، إذ تلامس الدرجات القصوى منها 43 درجة مئوية، مع فرصة لقدوم موجات حارة وجافة ترفع الدرجات القصوى لتتجاوز 48 درجة مئوية في بعض الأحيان.
ونبّه إلى أن هذه الموجات الحارة تتكرر خلال هذه الفترة من العام، من بداية يونيو إلى نهاية أغسطس، وتتكرّر كل 10 إلى 15 يوماً تقريباً، وتستمر من يومين إلى خمسة أيام في المتوسط، مشيراً إلى أن درجات الحرارة تقاس في محطات الرصد عند الهواء الطلق، وعلى ارتفاع يقارب 1.5 متر عن سطح الأرض في مكان مظلل.
• عبوات العطور وملطفات الجو ومعقمات الأيدي سهلة الاشتعال في المركبات.