مطلوب دولياً في جرائم منظّمة وتهريب مخدرات وغسل أموال وتجارة السلاح
شرطة دبي تقبض على زعيم عصابة إيطالية ومساعده مسؤول «القتل»
قبضت شرطة دبي على رافاييل إمبريال، زعيم إحدى أخطر العصابات الإجرامية في العالم، المعروفة بـ«عصابة كامورا» الإيطالية، والمتهم كان مطلوباً دولياً في جرائم منظمة شملت تهريب مخدرات وغسل أموال وتجارة السلاح، وشراء وحيازة لوحات فنية عالمية مسروقة تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، منها لوحتان للفنان العالمي فان جوخ سُرقتا من متحفه في أمستردام منذ نحو 19 عاماً، وصادرت السلطات الإسبانية، أخيراً، 40 منزلاً اشتراها المتهم نقداً بأموال المخدرات.
وأكدت شرطة دبي أن إمبريال يُعد أحد أبرز المطلوبين للسلطات الأمنية الإيطالية، وصدرت بحقه نشرة دولية حمراء من مُنظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، كما ضبطت برفقته أحد أخطر المجرمين، رافاييل ماوريلو، ذراعه اليمنى والمسؤول عن عمليات القتل والاغتيالات في العصابة، ومطلوب لدى «الإنتربول» والسلطات الإيطالية بتهمة القتل العمد لأحد الأشخاص في موطنه باستخدام سلاح ناري غير مرخص، إلى جانب تهم الانتماء إلى عصابة إجرامية.
وأوضحت أن زعيم العصابة، رافاييل إمبريال، ولد ونشأ في مدينة نابولي الإيطالية، وانتمى إلى «عصابة كامورا» منذ صغره، ثم تدرّج فيها إلى أن أصبح أحد الزعماء المعروفين في إيطاليا بتاريخه الإجرامي، مبينةً أنه يعتبر من أخطر وأهم تجار المخدرات على المستوى الدولي، والمطلوب رقم واحد لمديرية مكافحة المخدرات الإيطالية في منطقة ستابيا بنابولي.
وقال القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، إن فرق العمل تمكنت من الإطاحة بزعيم العصابة وكشفت هويته الحقيقية رغم تخفّيه وانتحاله اسم «أنطونيو روكو»، إلى جانب استخدامه أساليب تمويه مختلفة لحرصه الشديد على عدم كشف أمره، وذلك من خلال تنقله اليومي في أكثر من سيارة، واختيار العيش في مقر سكن مُستقل، إضافة إلى عدم تسجيل عنوان واضح له في الدولة، حتى لا يتم الاستدلال عليه.
وأكد المري أن إلقاء القبض على رافاييل إمبريال وبرفقته المسؤول عن عمليات القتل، يأتي في إطار جهود شرطة دبي المتواصلة بدعم وتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في العمل على مكافحة كل أشكال الجريمة الدولية المُنظمة، وإلقاء القبض على مرتكبيها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، إلى جانب العمل المستمر على تطوير العلاقات العميقة والراسخة بين الإمارات ومختلف دول العالم في مجال مكافحة الجريمة المُنظمة، لخلق مجتمعات آمنة خالية من السموم المخدرة والاتجار بالأسلحة.
من جهته، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن إلقاء القبض على إمبريال وماوريلو، جاء بعد متابعة مستمرة ودقيقة لتحركاتهما من قبل نخبة من ضباط وأفراد الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، والضباط العاملين في مركز تحليل البيانات الجنائية وبرنامج «عيون»، الذين عملوا على متابعة تحركاتهما بدقة بالغة.
وأضاف أن فرق العمل سخّرت أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية التي أسهمت في البداية في تحديد هوية زعيم العصابة ومكان إقامته، وصولاً إلى ساعة الصفر لضبطه، ثم ضبط مُرافقه، منوهاً بجهود كل فرق العمل التي أسهمت في الإطاحة بهما بحرفية وسرعة عالية.
وأفاد مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد جمال الجلاف، إن الجهود الاستثنائية لكل فرق العمل استطاعت كشف هوية زعيم العصابة رافاييل إمبريال الحقيقية، رغم أسلوبه الذكي في التخفي والتواري عن الأنظار وانتحال اسم جديد.
وأضاف أن فرق العمل كشفت عبر تقنياتها الذكية وخبرتها في العمل الجنائي أن زعيم العصابة ينتحل اسم «أنطونيو روكو» لحرصه الشديد على عدم كشف أمره، وتبين لهم أنه يستخدم أكثر من سيارة في تنقّله اليومي لإخفاء تحركاته، واختار العيش في مقر سكن مُستقل لمراقبة من يقترب منه، إلى جانب عدم تسجيل عنوان واضح له في الدولة.
ولفت الجلاف إلى أن فرق العمل وضعت إمبريال بعد كشف شخصيته الحقيقية تحت الرقابة اللصيقة، وتابعت كل تحركاته، ومحاولاته للتخفي والتنقل بطريقة مُضللة لمدة أسبوع كامل، وعلى مدار الساعة، عبر فرقها التخصصية وعبر تسخير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى تحديد ساعة الصفر لإلقاء القبض عليه.
وأضاف أن فرق المداهمة داهمت مقر سكن إمبريال بحرفية عالية، وفاجأته باكتشاف أمره، وهويته الحقيقية التي أخفاها عن العالم وتنقّل بها بين أكثر من دولة، مشيراً إلى أنه تم ضبط مبالغ مالية وساعات ومقتنيات ثمينة في مسكنه، من بينها لوحات فنية كان يحرص على جمعها.
وأكد الجلاف أن شرطة دبي أحالت ملف إمبريال وبرفقته مسؤول عمليات القتل في العصابة الإجرامية، إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية القاضية بتسليمهما طبقاً للقوانين الدولية المُتبعة في هذا الشأن.
شغف الفنون
كشفت السلطات الإيطالية أن رافاييل إمبريال، زعيم عصابة كامور بالغة الخطورة، متهم بشراء لوحتين شهيرتين للفنان العالمي فان جوخ مسروقتين من متحف فان جوخ بالعاصمة الهولندية أمستردام عام 2002، إذ عثر عليهما مخبأتين في منزل بمزرعة يملكها إمبريال بالقرب من موطنه في مدينة نابولي.
وذكر إمبريال في مقابلة صحافية، مطلع العام الجاري، أنه اشترى اللوحتين من اللص الذي سرقهما لشغفه بالفنون.
وقالت وزيرة الداخلية الإيطالية، لوسيانا لامبورجيس، إن «إمبريال يُعد أحد أخطر مهربي المخدرات ومحترفي جرائم غسل الأموال في العالم، وحقق ثروات ضخمة من مبيعات المخدرات».
تهريب المخدرات
صادرت السلطات الإسبانية 40 منزلاً اشتراها رافاييل إمبريال نقداً في إسبانيا من أموال المخدرات، فيما كشفت تقارير صحافية أن فرق مكافحة المافيا الإيطالية تلاحقه منذ سنوات، وقبضت على عدد من أقرب أعوانه الذين تورطوا في قضايا عدة، منها تهريب كمية هائلة وصلت إلى 1330 كيلوغراماً من الكوكايين من فنزويلا إلى باريس.
وكشفت أنه كان يدير الأعمال الإجرامية من أمستردام، ثم انتقل إلى مدريد مشرفاً على عشرات من عمليات تهريب المخدرات إلى إيطاليا، قبل أن ينتقل إلى دبي، ويتم القبض عليه من قبل شرطة دبي.
• «إمبريال» انتحل صفة شخص آخر، واستخدم وسائل تمويه احترافية خلال وجوده في الإمارات.
• المتهم انتمى إلى «عصابة كامورا» منذ صغره وتدرّج حتى أصبح أحد زعماء الجريمة في إيطاليا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news