حكاية سمكري البني آدمين.. من معالج للمشاهير في مصر إلى قبضة شرطة دبي
بدأت قصة الشاب المصري (ي.خ.ي)، المعروف بـ«سمكري البني آدمين» تنتشر بشكل موسع منتصف العام الماضي، من خلال مقاطع مصورة لجلسات علاجية لعدد من الفنانين والفنانات في مصر، بطريقة تعتمد بشكل أساسي على طقطقة عظام الرقبة والمفاصل.
وفي الوقت الذي انتشرت خلاله مقاطعه المصورة، على نطاق واسع، نال الكثير من الانتقادات، بسبب طريقته في العلاج، وحذر أطباء ومختصون من إصابات كارثية قد تنتج عن التعامل معه، إلا أنه نجح من خلال هذه المقاطع التي تضمن عددا من الفنانين والمشاهير أبرزهم «أمير كرارة، حسن الرداد، حمادة هلال، ماجد المصري، إدوارد، منة فضالي، مي سليم، محمد سامي» وغيرهم في تحقيق شعبيه كبيرة وانتشاراً واسعاً.
وبعد زيادة شهرته فوجئ متابعوه بإنشائه لمركز متخصص لممارسة نشاطه في مصر، أطلق عليه اسم «سمكري البني آدميين» وبدأ من خلاله تكثيف أعماله، وممارستها على العلن، دون أن توجد معلومات رسمية موثوقة حول دراسته الأكاديمية، أو الأساس الذي يستند إليه في ممارسة أعماله.
وفي شهر سبتمبر من العام الماضي استيقظ متابعوه على خبر القبض عليه، وإغلاق مركزه، بعد تدخل من نقابة العلاج الطبيعي بمصر، بسبب ادعاء قدرته على علاج آلام العمود الفقري والرقبة والمفاصل وغيرها عن طريق «الطقطقة» لعظام الجسم وفقرات العمود الفقري، وأصدرت النقابة تحذيراً، بسبب انتحاله صفة أخصائي علاج طبيعي، كذلك قامت إدارة مباحث الأموال العامة، بالتعاون مع النقابة العامة للعلاج الطبيعي، بغلق وتشميع عيادته، وإصدار تحذير مماثل من النقابة العامة للأطباء بشأن التعامل معه.
وكانت فنانة مصرية مشهورة قد روت مأساتها مع سمكري البني أدمين، واتهمته بالاحتيال بعد تسببه لها في إصابة كادت أن تودي بها إلى شلل رباعي، بسبب ملامسة الغضروف للنخاع الشوكي.
ونجح محامي «سمكري البني آدمين» في الحصول على حكم البراءة له أمام المحاكم المختصة، وإخلاء سبيله بضمان مالي قدره 50 ألف جنيه مصري، فضلاً عن إغلاق مركزه العلاجي.
وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية ضده في مصر، انقطع نشاطه وبدأت أخباره في التراجع، إلى أن بدأ في الظهور مرة أخرى معلناً عن تقديم خدماته في دبي، مع نشر رقم التواصل الخاص به.
ورصدت الجهات الرقابية في دبي نشاطه، بعد تلقيها معلومات وشكاوى واستفسارات حوله، لتبدأ بدورها هيئة الصحة في دبي بالتنسيق والتعاون مع شرطة دبي، بإعداد كمين للقبض عليه، ومن ثم تم التواصل معه من قبل المفتشين الذين قدموا أنفسهم له كعملاء، ليتم الإيقاع به في أحد الفنادق وبدء اتخاذ الإجراءات القانونية معه.
جدير بالذكر أن «سمكري البني آدمين» اكتسب شهرته بسبب إقبال عدد من الفنانين عليه، ونال هذا اللقب بسبب طريقته في تقويم العمود الفقري يدويا.
وتم مصادرة الأدوات التي يستخدمها في جلساته، وهي جهاز للمساج العلاجي، يستخدم في تدليك العضلات، وجهاز الحجامة الكهربائي الذكي، وأدوات للحجامة، وشفرات جراحية، وضمادات للجروح.
وحول خطورة ما يقوم به أكد مختصون أن ممارساته قد تتسبب في إصابة عملائه بالشلل، أو كسور في الرقبة والمفاصل، وتهدد حياته بشكل كبير، مؤكداً أنه يتم تصنيف علاج العمود الفقري ضمن الخدمات الطبية التي تشترط حصول المهني على ترخيص لمزاولتها، ويصنف هذا النشاط تحت مسمى»المعالجة اليدوية لتقويم العمود الفقري.
جدير بالذكر أنه بعد ظهور قضية سمكري البني آدمين على الساحة، ظهرت أيضاَ فتاة أطلقت على نفسها «سمكرية البني آدمين» لتقدم نفس النشاط، رغم عدم امتلاكها التصاريح لطبية لذلك