شرطة أبوظبي تصدّت لشخص من خارج الدولة حاول ابتزاز مراهقة
الألعاب الإلكترونية «مصائد» لاستدراج الأطفال والمراهقين
أكدت شرطة أبوظبي، عبر برنامج «بلادنا أمانة»، أنها تصدت لحالات وبلاغات لجرائم إلكترونية عدة، تعرض لها أطفال ومراهقون، من بينها فتاة استدرجها شخص مجهول من خارج الدولة، وهدّدها بنشر صورها وبياناتها إذا لم تخضع لمطالبه المالية.
وكشف رئيس قسم مكافحة جرائم الأطفال في مديرية التحريات والتحقيقات الجنائية في شرطة أبوظبي، المقدم أحمد مبارك القبيسي، عن تعامل القسم مع بلاغ ورد إليه عن واقعة ابتزاز مراهقة، بدأت عبر لعبة كانت تمارسها، وتعرفت عن طريقها إلى شخص مجهول من خارج الدولة، وبدأت تتبادل معه حسابات التواصل الاجتماعي، ثم تبادلا الصور، لتتطور العلاقة إلى أن تصل إلى قيام الشخص المجهول بابتزاز الفتاة، عن طريق مطالبتها بمبالغ مالية، وتهديدها بنشر صورها.
وأكد القبيسي خلال مداخلته في حلقة جديدة من برنامج «بلادنا أمانة»، الذي تعدّه شرطة أبوظبي، وجود مخاطر وجرائم إلكترونية عدة، يمكن أن يتعرض لها الطفل من خلال الألعاب الإلكترونية، ومن ذلك الابتزاز أو التحرش، لافتاً إلى أن القسم تلقى بلاغات عدة متعلقة بالألعاب الإلكترونية، التي أدت في بداية ممارستها إلى التعرف إلى غرباء، ثم التواصل معهم على برامج ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع أنه مع استمرارية اللعب بشكل يومي، تطورت العلاقة، ويتم تبادل صور ومقاطع فيديو، إلى أن وصلت إلى مرحلة الابتزاز، عن طريق الصور والمعلومات وأرقام الهواتف التي تم تبادلها، مؤكداً أن المسؤولية الكاملة تقع على الأهالي في توفير الحماية لأطفالهم، والانتباه إلى الألعاب الإلكترونية التي يمارسها أبناؤهم.
وشدّد القبيسي على أهمية أن يكون لدى الطفل وعي ودراية بعدم التواصل مع الغرباء أو أي شخص مجهول، إذ يمكن أن يتعرض للابتزاز، لافتاً إلى حرص شرطة أبوظبي على نشر التوعية التي تدعو من خلالها الآباء إلى مضاعفة الرقابة على الأطفال، وإلى عدم الانشغال عنهم، وحمايتهم من مخاطر الابتزاز والإساءة عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية.
ونبّه إلى أن معظم الآباء يغفلون عن الألعاب الإلكترونية، ويطمئنون إلى أن هذه الألعاب لا توجد فيها أي خطورة على أطفالهم، والحقيقة أن هذه الألعاب سلاح ذو حدين، إذ يمكن أن تكون لعبة يتسلى بها الطفل، ومن جهة أخرى، يمكن أن تشكل خطراً على الطفل الذي يمارس هذه اللعبة من دون رقابة، إذ يمكن أن يتواصل مع أفراد من خارج الدولة، لكونها إلكترونية، ومن السهل أن يقوم بذلك، وقد تطورت هذه الألعاب مع الوقت، ومنها الدردشة والشات، والتواصل مع الآخرين والغرباء من خارج الدولة، من دون معرفة هويته أو ميوله أو أهدافه أو تصرفاته.
ودعا الآباء إلى أن تكون لديهم دراية كاملة بموضوع اللعبة الإلكترونية التي يمارسها أبناؤهم، خصوصاً أن الألعاب الموجودة حالياً في الأسواق، يكون لها تصنيف عمري مختلف، لا يستطيع مثلاً الطفل ذو الـ10 سنوات أن ينزّل لعبة مصممة لآخرين أكبر منه في العمر ويمارسها، وهذا الأمر يؤدي إلى أن إدراكه أبعادها سيكون صعباً، وقد يشكل ضرراً عليه، خصوصاً عندما يكون فيها عنف أو سلوك متطرف وغير مناسب لسنه.
وحث القبيسي الأهالي على الجلوس مع الأطفال، والوجود مع الطفل عند شراء الألعاب الإلكترونية، ومعرفة تفاصيلها، ومشاركتهم هذه الألعاب ومراحلها، للتأكد من مأمونيتها، وحمايتهم من أي مخاطر إلكترونية.
وأكد أهمية أن يعرف ولي الأمر نوعية الألعاب الإلكترونية التي يمارسها أبناؤه، ويعرف مع من يتواصلون ويوعّيهم.
ولفت القبيسي إلى الاختلاف في المخاطر بين الألعاب الإلكترونية التي تمارس في المحال، وتلك التي تمارس داخل المنازل، إذ لكل مكان إيجابيات وسلبيات، وبالنسبة للمحال فهناك اشتراطات على مشغليها لاستقطاب الأطفال حسب أعمارهم، ولكن الأمر يعود للطفل أو المراهق في ممارسة اللعبة التي تناسب عمره، مع عدم التواصل مع الأصدقاء الوهميين.
وأكد أهمية تفعيل برامج الرقابة الأبوية، التي تمكّن ولي الأمر من ربط جهازه مع أجهزة أطفال، ليتمكّن من متابعة استخدام الطفل للألعاب الإلكترونية، وأن تكون ممارستها خلال وقت محدد، مع معرفة من يتواصل معه، أو منعه من دخول بعض المواقع الإلكترونية وتنزيل ألعاب قد تشكل خطورة على الطفل.
وأكد أهمية عدم ترك الطفل يختلي بنفسه في غرقته، بل من الأهمية أن يكون موجوداً في محيط أسرته أثناء ممارسته الألعاب الإلكترونية، ليكون ذلك رادعاً للطفل من أن يرتكب سلوكاً خطأ.
وأفاد بأن من أهم الأدوار التي يقوم بها قسم مكافحة جرائم الأطفال في مديرية التحريات والتحقيقات الجنائية في شرطة أبوظبي، توعية الأطفال وذويهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية، والأساليب التي يمكن استخدامها لمكافحة هذه المخاطر.
• شرطة أبوظبي طالبت الأهالي بحماية الأطفال من الابتزاز بالانتباه إلى ألعابهم الإلكترونية.
نصائح إلكترونية
■ مراقبة هذه الألعاب، وتحديد وقت محدد لها في اليوم.
■ كلما زاد الوقت يتأثر الطفل، ويتعرض للإدمان.
■ متابعة الحسابات الخاصة التي ينشئها الطفل لممارسة اللعبة.
■ معرفة الأشخاص المضافين إلى حساب الطفل.
■ توعية الطفل لإبلاغ ولي أمره عند تعرّضه للابتزاز.
■ تشجيع الطفل على الألعاب التعليمية التي تنمي ذكاءه.
ورش توعية في المدارس
أفاد رئيس قسم مكافحة جرائم الأطفال في مديرية التحريات والتحقيقات الجنائية في شرطة أبوظبي، المقدم أحمد مبارك القبيسي، بأن القسم نفذ خلال جائحة «كورونا» ورش توعية في المدارس للطلبة وذويهم والمدرسين، ووصل عدد المستفيدين إلى 5000 طالب، كما يقوم القسم بالتصدي لهذه الجرائم، من خلال التعامل مع البلاغات والمعلومات التي تصل إليه، بشأن حالات تعرض أطفال أو مراهقين للابتزاز أو التحرش من خلال الألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولدينا خبرة كافية، ومقومات تمكننا من التصدي لمثل هذه الجرائم والبلاغات.
ونصح في حال تعرض الطفل لأذى، من خلال مواقع أو ألعاب الإنترنت، أن يقوم ولي الأمر بإبلاغ السلطات المختصة، مثل القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وعدم الخضوع للمبتز، وعدم الموافقة على طلباته، مشيراً إلى أن هناك قنوات تواصل عدة متاحة للإبلاغ، منها بدالة الأمان، ويتم التعامل مع الواقعة بسرية تامة، حتى يتم التوصل للجناة.
محتالون يستدرجون الأطفال بقصص وهمية. من المصدر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news