شاب ينتحل شخصية «فتاة».. لإغراء طفل بتصوير أسرته

تجربة قاسية خاضها طفل في الـ13 من عمره، بسبب عدم الاهتمام به من ذويه، أو عدم مراقبة نشاطه الافتراضي، إذ تعرّض للاستدراج من شخص يبلغ 21 عاماً، انتحل صفة طفلة في مثل عمره، وأغراه بتصوير نفسه عارياً وإرسال الفيديو إليه، ثم تمادى وطلب منه تصوير أقاربه في أوضاع غير مقبولة.

وعندما رفض الطفل طلبه، كشف عن وجهه القبيح، وهدده بإرسال الفيديو الذي صور نفسه فيه إلى ذويه، إلا أن الطفل لجأ أخيراً إلى والده، الذي أبلغ الجهات المختصة، وتم ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة العامة في دبي، التي وجهت إليه تهم «تحريض طفل على الفجور»، و«استخدام طفل في إعداد مواد إباحية»، وجنحتي «نشر وإرسال مواد إباحية»، و«حيازة مواد للأطفال».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت أخيراً تحقيقاً صحافياً، تناول مخاطر استهداف الأطفال بمحتوى إباحي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستدراجهم لارتكاب تصرفات تسهل ابتزازهم.

تفاصيل القضية نشرتها النيابة العامة في دبي في دوريتها «جريمة وعبرة»، بهدف توعية أفراد المجتمع من مخاطر هذا الجريمة الخطرة، مشيرة إلى أن الضحية (سلطان) غرق في عالم الإنترنت، فكان يقضي معظم وقته متنقلاً بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، دون رقيب أو ناصح، فلا أحد يسأله عن نشاطه، أو يلاحظ من الأساس إن كان موجوداً على طاولة الطعام، أو بين إخوته، أو إن كان نائماً أو مستيقظاً.

الجميع أذعن للواقع، وتركوا الطفل وحيداً مع هاتفه الذكي وجهازه اللوحي، سواء أثناء الدراسة أو خلال العطلة الصيفية التي اصطاده خلالها أحد مستدرجي الأطفال عبر تطبيق «إنستغرام»، فأرسل إليه رسالة عبر خدمة الرسائل، وعرف نفسه بأنه فتاة في الـ14 من عمرها، ومهتمة بالتعرف إليه.

وفي ظل حداثة سنه، وعدم قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب، مدفوعاً بفضول الصغار، تجاوب مع الرسالة، وعرف نفسه، وأخبر محدثته بأن عمره 15 عاماً، حتى يعزز لديها قناعة بأنه أكبر منها سناً، ثم تبادلا أرقام الهواتف حتى يستطيعا التواصل عبر تطبيق «واتس أب».

وعلى الفور بدأ المجرم في تنفيذ المرحلة الثانية من جريمته البشعة، فطلب صورة من الطفل، بعد إغراقه بعبارات الغزل والمديح، مواصلاً التظاهر بأنه فتاة.

ولتشجيعه أرسل صورة فتاة، زاعماً «أنها التقطتها لنفسها من أجله»، فبادلها بدوره كلمات الإطراء والمديح، ثم تطور الأمر لتطلب منه تصوير نفسه عارياً.

وظل التواصل مستمراً بينهما، فترسل إليه مقاطع ومواد إباحية، وتدفعه للقيام بأفعال مخلة وتصويرها وإرسالها، حتى خضع في النهاية وصور نفسه عارياً وأرسل الفيديو، ليعيش مباشرة بعد ذلك كابوساً حقيقياً، إذ طلبت منه الفتاة الوهمية تصوير أهله وأقاربه عراة أو في مواقف غير لائقة، لكنه رفض هذا الطلب، فهددته بإرسال الفيديو الذي صوره لنفسه إلى والديه وأقاربه إذا لم يمتثل لأوامرها.

وفي هذه اللحظة أدرك أنه وقع في مأزق كبير، وشعر بالخوف الشديد، لكنه قرر أخيراً اللجوء إلى والده، وحكى له ما حدث، فأبلغ والده الجهات الأمنية المختصة، التي اتخذت إجراءاتها على الفور، واكتشفت أن الفتاة التي أوقعت (سلطان) شخص بالغ، يبلغ من العمر 21 عاماً، فتم القبض عليه، وإحالته إلى النيابة العامة.

وبعد الانتهاء من تحقيقاتها، وجّهت النيابة العامة في دبي إلى المتهم ارتكاب جناية «تحريض طفل على الفجور»، و«استخدام طفل في إعداد مواد إباحية»، وجنحتي «نشر وإرسال مواد إباحية»، و«حيازة مواد إباحية للأطفال».

وأكدت النيابة، في إطار توعيتها، ضرورة تحلي الآباء بمسؤوليتهم في متابعة أبنائهم، ورعايتهم، وبناء الثقة معهم، حتى يتعزز لديهم الشعور بالأمان، ويصارحوهم بأي مشكلة يواجهونها، أو خطأ يرتكبونه، لافتة إلى أهمية توعية الطفل كذلك بمخاطر الإنترنت، خصوصاً التعامل مع الغرباء، أو نشر صور شخصية لهم. وكان خبراء ومختصون حذروا، عبر «الإمارات اليوم»، من مخاطر نفسية وأخلاقية وأمنية تمس الأطفال عند تعرضهم لمحتوى إباحي في سن صغيرة، مؤكدين أنها تمثل صدمة أخلاقية بالنسبة لهم، وتبدأ مباشرة من لحظة تعرضهم لهذه المواد، سواء كانت صوراً أو أفلاماً أو روابط، مشيرين إلى أن «هذه المواد منتشرة، ويسهل الوصول إليها عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي».

وأشاروا إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في احتمالات استهداف الأطفال بهذه المواد من أشخاص بالغين، بهدف استدراجهم لابتزازهم لاحقاً، أو إغوائهم جنسياً في مرحلة عمرية لا يتمتع فيها الطفل بالتمييز الكافي بين الخطأ والصواب.

وأكدوا أن «الخطورة لا ترتبط بسن معينة، بل تبدأ منذ لحظة تعرض الطفل لهذا المحتوى الإباحي، سواء كان الطفل في الثالثة أو في سن المراهقة، لأن الأفلام أو الصور المخلة تثير لديه كثيراً من التساؤلات».

• الخطورة تبدأ منذ لحظة تعرّض الطفل للمحتوى الإباحي.. ولا ترتبط بسن معينة.

• النيابة العامة ضبطت المتهم ووجهت له تهمة «تحريض طفل على الفجور».