شرطة دبي تحذر من إضافة الشخص إليها دون علمه
«جروبات دردشة» واجهة لسرقة البيانات.. «اخرج فوراً»
حذر مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بشرطة دبي، العميد سعيد الهاجري، من البقاء في مجموعات دردشة «جروبات» يتم إضافة الشخص إليها دون علمه، سواء لغرض ترويجي أو لأي سبب آخر، إذ إنها تكون في الغالب مضللة أو خادعة، ويمكن أن تكون واجهة لعمليات احتيال إلكتروني.
وقال الهاجري لـ«الإمارات اليوم»: «(اخرج فوراً).. هذه رسالتي لأي شخص يتم ضمه لـ(جروب) لا يعرفه، إذ إنه قد يتورط في محادثات أو أنشطة محظورة تضعه لاحقاً محل مساءلة قانونية»، فيما أكد رئيس نيابة أول متخصص في الجرائم الإلكترونية، المستشار الدكتور خالد الجنيبي، لـ«الإمارات اليوم» أنه من الخطورة التورط في نشاط داخل هذه المجموعات سواء على «واتس أب» أو «تليغرام»، إذ تستخدم في عمليات اختراق وسرقة بيانات أو محتوى الهاتف، ومنها بيانات أنظمة الدفع الإلكتروني عبر الهاتف، مؤكداً ضرورة إغلاق الباب من البداية والخروج فوراً من هذه المجموعات.
وتفصيلاً، كشف مستخدمون محمد علي أبوطالب وأحمد محرم وأمينة عبدالفتاح وآخرون عن تعرضهم لأنشطة غريبة في الفترة الأخيرة، تتمثل في إضافتهم إلى مجموعات دردشة من قبل أشخاص لا يعرفونهم، يدور بعضها حول أنشطة الاستثمار الرقمي في البورصة أو شراء أسهم معادن وذهب وعملة رقمية.
وقالوا إنهم حاولوا استكشاف هذه المجموعات على سبيل الفضول، ووجدوا في البداية رسالة من شخص يُعرّف نفسه بالخبير أو المساعد المختص بتوعية الأعضاء الجدد بطبيعة المجتمع أو الفريق الذي انضموا إليه، ثم يخدعونهم باستثمارات في عمليات التعدين المتعلقة بالعملة الرقمية.
وأضافوا أن الشخص الذي يتحدث في البداية يؤكد للأعضاء أن هذا المجتمع الافتراضي يضم عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم ويحظى بثقة كبيرة، ويحقق أرباحاً هائلة للمنضمين إليه، لافتين إلى أن الجهة التي تروج لهذا الاستثمار تهدف إلى التوسع في منطقة الشرق الأوسط، وتمنح مزايا إضافية للمنضمين إليها.
وأشاروا إلى أن المرحلة التالية تتمثل في ظهور أشخاص آخرين يقدمون أنفسهم كمحللين، يشرحون طبيعة هذا الاستثمار، ثم يضعون روابط باعتبارها بوابة لمعلومات إضافية يمكن الحصول عليها من خلال الدخول وقراءة المحتوى.
وأكدوا أن أسلوب النقاش وطريقة طرح المعلومات تتسم بالاحترافية البالغة، ويتبادل الأشخاص القائمون على هذه المجموعات الطرح بأسلوب مقنع، لافتين إلى أنهم تخوفوا من فكرة الضغط على روابط لا يعرفونها، فضلاً عن عدم إدراكهم لآلية إضافتهم لمجموعات من قبل أشخاص ليس هناك سابق معرفة بهم.
من جهته، قال رئيس نيابة أول بالنيابة العامة في دبي، الخبير بالجرائم الإلكترونية، المستشار الدكتور خالد الجنيبي، إن هذه المجموعات تمثل ثغرة لاختراق بيانات الهاتف، والاستيلاء على معلومات سرية مثل أنظمة الدفع الإلكتروني، أو استخدامها في ارتكاب جرائم أخرى.
وأضاف أن هؤلاء المحتالين ينشطون على تطبيقات بعينها مخصصة للدردشة وتعد ساحة لارتكاب هذا النوع من الجرائم، مؤكداً ضرورة المغادرة فوراً حال ضم الشخص إلى «جروب».
وأكد أن الخطأ الأكبر الذي يرتكبه البعض هو إبداء الاهتمام أو الفضول للتعرف إلى المحتوى أو النقاش الدائر في هذه الجروبات، محذراً من الضغط على أي روابط ترد في رسائل من أرقام مجهولة، وعدم السؤال أو محاولة التعرف أو الاستفسار، بل يتحتم على المستخدم أن يغادر فوراً، لأنه لو فتح باباً ولو صغيراً للطرف الآخر فسيتسلل منه.
وتابع أن أشخاصاً سرقت بياناتهم عبر هذه الثغرة، وفوجئوا لاحقاً بخصم مبالغ من أنظمة الدفع الإلكتروني لديهم، لأنها تتضمن بيانات بطاقاتهم البنكية، مشدداً على عدم التجاوب بأي حال من الأحوال، لأن المحتالين كانوا يستهدفون في البداية البطاقات، والآن يستخدمون أساليب أكثر تطوراً لاختراق أنظمة الدفع ذاتها.
وأوضح أن المحتالين الإلكترونيين يطورون أساليب الاختراق، ويدركون جيداً تفاوت درجة الوعي بين أفراد المجتمع، وبمجرد اختراق هاتف أحدهم ينتقلون منه إلى قائمة الاتصال المسجلة لديه، ويستهدفون المسجلين لديه في هذه القائمة.
ولفت إلى أن الوجه الآخر لهذا النوع من الاختراق يحدث بعد التسلل إلى هاتف أحد الأشخاص الموجودين في قائمة اتصال الضحية، إذ ينشئ المحتال مجموعة «واتس أب» ويرسل طلباً بالانضمام إلى الشخص المستهدف، وحين يحاول الأخير إلغاء الجروب أو الخروج منه يسقط في الفخ.
بدوره، قال مدير مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد سعيد الهاجري، إن هناك نوعين من هذه المجموعات: الأول يمارس نشاطاً شرعياً رغم استغلاله للمستخدم، وهو ذلك الذي يروج لنشاط بعينه، مثل الزراعة أو التجارة أو الرياضة وغير ذلك، ويحصل على بيانات الشخص المستهدف من خلال قوائم ترصد أنشطة واهتمامات كل فرد عبر التطبيقات التي يسجل فيها طواعية ويمنحها أحقية الدخول إلى بياناته وصوره ومعلوماته الشخصية، ومن ثم تبيع قوائم كاملة تضم مئات وربما آلاف المستخدمين وفق نشاط كل منهم.
وأضاف أن هذه المجموعات زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إذ صارت بديلاً للمكالمات الهاتفية الترويجية، بعد زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع وإغلاقهم الباب أمام هذه الاتصالات من البداية، فلجأ أصحاب هذه الأنشطة إلى ضم الأشخاص مباشرة إلى مجموعات دون استئذانهم.
وأشار إلى أن النوع الثاني أكثر خطورة، إذ ربما يكون واجهة لعمليات اختراق واحتيال إلكتروني من خلال عرض روابط مشبوهة وفيروسات، وهذا النوع لا ينتشر فقط على تطبيق «واتس أب»، لكن عبر تطبيقات عدة.
وتابع الهاجري: «رسالتي لكل مستخدم: غادر هذه المجموعات فوراً»، إذ إن بإمكانهم توريط الشخص في أنشطة مشبوهة أو مشكلات هو في غنى عنها، مثل ترويج محتوى محظور يمس الأطفال على سبيل المثال، أو عرض أفكار متطرفة»، لافتاً إلى أنه طالما جاءت الإضافة من شخص لا يعرفه صاحب الهاتف فعليه الخروج دون تردد.
وأوضح أن الإنسان أصبح سلعة رقمية في الوقت الحالي، إذ إنه يتيح بياناته وأنشطته واهتماماته مجاناً عبر تطبيقات تراقب كل تحركاته، ويمنحها بنفسه صلاحية ذلك حين يوقع على اتفاقية الاستخدام، مؤكداً ضرورة الوعي بهذه الجوانب حتى لا يتعرض الشخص لأي نوع من الاحتيال أو سرقة البيانات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news