الإجازة الصيفية وجرائمها

لا تخلو السنة بفصولها الأربعة من الجرائم التي ترتكب هنا أو هناك، صغيرة كانت أم كبيرة، لكن بعضها يمكن أن نطلق عليه بالمعنى الفصيح «الجرائم الصيفية»، لأنها تتكرر بشكل مستمر، خلال فترة الصيف من كل عام.

السرقة والسطو من تلك الجرائم، ويتميز فاعلوها عادة بارتكابها في فصل الصيف نظراً إلى كثرة الإجازات، ومغادرة كثيرين أرض الدولة لقضائها في الخارج، تاركين بيوتهم عرضة لأصحاب النفوس المريضة، فيتلاشى عنصر الحماية، نظراً إلى قلة الوعي الأمني لأصحاب هذه المنازل.

لذلك، أنشأت أجهزة الشرطة برنامج «حماية المساكن»، بالتعاون بين أصحاب تلك المنازل ورجال الشرطة لحماية ممتلكاتهم، حتى لا تمثل بيوتهم فرصة سانحة لمرتكبي جرائم السرقة والسطو.

ومن جرائم الصيف أيضاً، جرائم السرقة البسيطة والنشل والاعتداء أو المشاجرات. وهنا نسلط الضوء على جرائم الأحداث الجانحين، لا سيما أن الحدث يعاني وقت فراغ الإجازة، فيندمج مع رفقاء السوء، إضافة إلى العوامل الاجتماعية التي تصاحب تفكك الأسرة وعدم الاهتمام به والوضع الاقتصادي، وأخيراً وليس آخراً الأفلام السنيمائية التي لا تخلو من مشاهد السطو والسرقة والاعتداء.

هذه المعطيات تمثل سحابة تخفي جرائم يتعلم فيها الحدث السلوك الإجرامي بالصوت والصورة، أما رفقاء السوء فهمهم جلب أكبر عدد من رفقائهم لتوريطهم في سلوكهم الجرمي، إضراراً بالغير، أو حتى بارتكاب جرائم ضد أسرهم أو أنفسهم، من خلال المواد المخدرة.

وقد رأينا المؤشرات التي ارتفعت في جرائم التعاطي، خصوصاً في أثناء الإجازة الصيفية، والأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انحراف الحدث بها.

ولا يقلّ خطورة عن ذلك كله جرائم الاعتداء، والمشاجرات التي تتم بين هذه الفئة، ولا تكاد تخلو من أسلحة بيضاء تكون نهايتها إصابات بليغة مع عاهة مستديمة، ولا شك في أن قاعات المحاكم تفيض بمثل هذه القضايا، خصوصاً في أعقاب الإجازة الصيفية التي يدفع الآباء ثمنها غالياً، فضلاً عن مرارة إصابات أبنائهم التي تأتي نتيجة حتمية بعد هذا النوع من الجرائم.

وأخيراً، يجب على الآباء الحرص على متابعة أولادهم، سواء داخل المنزل أو خارجه، ومعرفة رفقائهم والسؤال عنهم بين الفينة والأخرى.

ويجب على الأب أيضاً ألا يتجاهل ابنه، خصوصاً في حالة ظهور أيّ سلوك إجرامي، أو تصرف غير طبيعي، وألا يجعل منه فريسة سهلة لأصدقاء السوء.

أتمنى للجميع إجازة صيفية بلا جرائم.

الأكثر مشاركة