استشارة
فوجئت أثناء وجودي في حديقة عامة بكلب يطاردني ويعض ساقي، وبعدها جاء صاحبه واعتذر، وتوجهت فوراً إلى المستشفى، حيث تبين أنني أحتاج إلى مراجعات لاستكمال العلاج، فهل يحق لي أن أقدم بلاغاً ضد صاحب الكلب؟ وهل لي أن أطالبه بتعويض مالي عن الضرر النفسي والصحي الذي سببه لي كلبه، خصوصاً أنني اضطررت إلى أخذ إجازة من عملي لمدة تزيد على 20 يوماً؟
طبقاً للقاعدة العامة، فإن الجريمة شخصية والعقوبة شخصية، وذلك أن المشرع وضع العقوبات لتطبيقها كأصل على الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم وتثبت إدانتهم، ومن ثم فإنه لا يجوز تقديم بلاغ جنائي ضد صاحب الكلب، كما أنه من المقرر قانوناً طبقاً لنص المادة 314 من قانون المعاملات المدنية الاتحادي للدولة، أن جناية العجماء جبار، لكن فعلها الضار مضمون على ذي اليد عليها، مالكاً كان أو غير مالك إذا قصر أو تعدى.
وتحققت مسؤولية حارس الحيوان (صاحب الكلب)، إذ إنه قد توافرت بحقه شروط المسؤولية المدنية، إذ إنه حارس الكلب وهو من في يده زمام الحيوان.
وتتوافر دائماً قرينة على أن مالك الحيوان هو حارسه، وتالياً إذا رجع السائل على صاحب الحيوان فليس عليه أن يثبت أنه المالك بل على المالك أن يثبت أنه لم يكن الحارس وقت إحداث الضرر.
وثاني شروط المسؤولية المتوافرة في حق صاحب الحيوان، هو إحداث ضرر بالسائل جراء فعل الحيوان (الكلب)، الذي أتى فعلاً إيجابياً بملاحقة السائل وعضه في ساقه، ما أحدث إصابته وأعجزه عن أداء عمله لمدة تزيد على 20 يوماً، وتالياً فإن صاحب الكلب مسؤول عن جبر الأضرار التي أصابت السائل سواء المالية أو النفسية.
ومن ثم يحق للسائل مطالبة صاحب الكلب بتعويض.