أنا سفير إماراتي
«السلوك الحسن» من أهم الشهادات التي يحملها الشخص، فهي تعلو على الشهادات الجامعية، وهي ما تحمل في طياتها «السمعة الشخصية» لأي فرد ضمن نطاق مجتمعه، ويصدر الناس بموجبها أحكامهم على الفرد، وكذلك يوقع القانون العقوبات على من يخالف «شهادة السلوك» القويم والمبادئ داخل المجتمع.
• مادة قانونية واحدة فقط تحمل على عاتقها المحافظة على وزر وثقل «شهادة السلوك». |
وبما أن الفرد، سلوكاً، مرتبط بالجماعة، فإنه أيضاً يمثلها في البيئات والمجتمعات الخارجية، لذلك حتماً هو «سفير مجتمعه»، والشخصية الإماراتية هي سفيرة دولتها بثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وعليها تحمل المسؤولية في المحافظة على سمعة دولتها، لأنها تحمل «شهادة السلوك» أينما حلت في حلها وترحالها.
ما أن أضع قدمي على الطائرة يجب أن أُيقن أنني سفير إماراتي، وإن لم يكن هناك نص قانوني صريح بذلك، فإن هناك عرفاً أخلاقياً وموروثاً ثقافياً ودينياً فـ«شهادة السلوك» لا تمثلني فقط وإنما تمثل دولتنا، وفي حال خروج أحد عليها فإنه يكون قد خرج على شهادتنا السلوكية، مثلما حدث أخيراً في قضية قيادة السيارة بتهور في إحدى الدول الأوروبية، وهو ما أثر في سمعة الدولة والمواطنين لأن حامل «شهادة السلوك» لم يكن يدرك مدى ثقلها.
«العُرف» موجود كشهادة سلوك، لكن هل القانون موجود لحماية شهادة السلوك؟ الجواب نعم، موجود، لكن لا يوجد نص صريح يذكر «السلوك»، وإنما مادة قانونية واحدة فقط تحمل على عاتقها المحافظة على وزر وثقل «شهادة السلوك».
هذه المادة الوحيدة تتمثل في المادة رقم 23 من قانون العقوبات الاتحادي رقم (3) لسنة 1987، التي تعطي النائب العام الحق في رفع الدعوى على مرتب الجريمة خارج الدولة في حال عدم معاقبته من قبل محاكم الدولة الأجنبية التي خالف فيها «شهادة السلوك» الإماراتية، حتى ولو كان قانون ذلك البلد أو الدولة لا يعاقب على السلوك، فقد جاز للنائب العام إقامة الدعوى الجنائية على المخل بالسلوك الحسن أمام محاكم الدولة، وتكون المحكمة الكائنة بمقر عاصمة الاتحاد هي المختصة بنظر الدعوى.
إذن المادة السابقة تعطي النائب العام الحق في حفظ «شهادة سلوكنا الإماراتية»، وبالتالي المحافظة على السمعة العامة للجماعة، المتمثلة بالدولة، وتمكنه من رفع قضية على أصحاب السلوك السلبي خارج الدولة، وهنا على كل مواطن أن يدرك أنه «سفير إماراتي.. عرفاً وقانوناً»، وأنا «سفير إماراتي.. عرفاً وقانوناً» ويشرفني أن أكون كذلك.