محاكمة عصابة «دولارات سوداء» بتهمة السرقة بالإكراه
طمع شخص آسيوي في مضاعفة أمواله، فأحضر 272 ألف درهم بهدف استبدالها بـ«دولارات سوداء»، دون أن يعرف أنه ضحية عصابة مكونة من خمسة أشخاص، أعدوا له كميناً، واستطاعوا السطو عليه بالإكراه وسرقة نقوده، فأبلغ شرطة دبي، التي قبضت على المتهمين، وأحالتهم إلى النيابة العامة، ومنها إلى محكمة الجنايات.
وقال المجني عليه في تحقيقات النيابة، إن صديقاً له أخبره بأن شخصاً إفريقياً لديه القدرة على مضاعفة الأموال، ولديه 150 ألف دولار سوداء، ويريد تحويلها إلى دراهم بنصف الثمن، فجهز المبلغ، وتوجه برفقة صديقه إلى منطقة البراحة، ثم غادر صديقه السيارة بهدف إحضار الإفريقي، وبعد نحو ربع ساعة حضر شخص إفريقي، وجلس إلى جواره في المقعد الخلفي، وطلب رؤية النقود فعرضها عليها، لكن المتهم أخبره بأن المبلغ الذي أحضره 272 ألفاً و500 درهم لا يساوي المبلغ الذي يراد تحويله بالدولار (150 ألف دولار)، وغادر المركبة.
وأضاف المجني عليه أنه اتصل بصديقه، فطلب الحضور إلى موقف آخر في منطقة البراحة، وهناك التقى بالشخص الإفريقي ذاته، فأجرى الأخير محادثة هاتفية، وبعد خمس دقائق حضر شخص إفريقي آخر، وهو المتهم الرابع في القضية، وبحوزته حقيبة، وجلس في المقعد الأول، فيما جلس المتهم الأول إلى جوار المجني عليه، وطلب منه تسليمه حقيبة الدراهم، إلا أنه رفض، وحدثت مشادة كلامية بينهما.
وأشار إلى أنه في هذه الأثناء ظهر شخصان يرتديان الثوب العربي، وفتحا باب المركبة، وزعم أحدهما أنه من الشرطة، ثم طلب من الشخصين الإفريقيين النزول من السيارة وركوب مركبته، فيما قام المتهم الثالث بتفتيش السيارة التي يجلس فيها المجني عليه، وعثر على حقيبة الأموال فأخذها، رغم إصرار المجني عليه أنها تخصه، لكنه طلب منه البقاء في مكانه، وهربوا بحقيبة الأموال.
من جهته، قال شاهد من شرطة دبي إنه فور تلقي بلاغ بالواقعة، تم تشكيل فريق بحث برئاسته، وتبين أن المجني عليه أحضر المبلغ بقصد مضاعفة أمواله، وبناءً على هذا تم ربط المعلومات والتوصل إلى جميع المتهمين، لافتاً إلى أن المتهم الأول أنكر الواقعة، لكن إقرارات بقية المتهمين كانت متوافقة بخصوص تخطيطهم لعملية السرقة، وتوزيع الأدوار فيما بينهم، واقتسام الأموال بينهم بعد انتهاء العملية.
وأضاف أنه تمت مواجهة المتهم الأول مجدداً، فتضاربت أقواله بشأن معرفته السابقة بالمتهمين، إذ ذكر في البداية أنه لا يعرفهم إطلاقاً، ثم قال لاحقاً إنه تعرف إلى المتهمين الثاني والثالث بالمصادفة، ثم قرر دعوتهم على الغداء، وفي الطريق شاهد السيارة التي كان فيها المجني عليه والمتهمان الإفريقيان، فقام بمتابعتهم.
وأوضح رئيس فريق الضبط أن المتهم الأول نفذ الجريمة بالترتيب مع بقية المتهمين، ثم وزع المبلغ المسروق بواقع 30 ألف درهم للمتهمين الرابع والخامس مناصفة، و72 ألفاً و300 درهم للمتهم الثاني، و60 ألفاً و800 درهم للمتهم الثالث، والباقي له.
وأشار إلى أن المتهم الثاني أفاد في أقواله بأن المتهم الأول اتصل به بعد يومين من الواقعة، وأخبره بأنه تم اكتشافهم، وطلب منه رد المبالغ التي سلمها إليهم، وعدم التواصل معه نهائياً، فاتصل المتهم الثاني بالثالث وطلب منه رد المبالغ، كما قرر المتهمان الرابع والخامس بأنهما تلقيا اتصالاً كذلك من المتهم الأول، وطلب منهما رد الأموال، لكنهما أخبراه بأنهما تصرفا في المبلغ كله، فيما رد المتهم الثاني 40 ألف درهم، والثالث رد 2000 درهم. وأفاد الشاهد بأن المتهم الأول أصر على إنكار سرقة المبالغ أو تقسيمها أو استردادها من بقية المتهمين، لكن تم ضبط هاتف المتهم الثاني بعد أن أخبرهم بوجود أدلة كاملة في هاتفه، وأن العملية مخططة، وأنه على علاقة بالمتهم الأول منذ فترة طويلة، وتوجد محادثات صوتية وكتابية بين جميع المتهمين.
وبعد استكمال جميع الإجراءات، قررت النيابة إحالة المتهمين الخمسة إلى محكمة الجنايات.
المتهمون نصبوا كميناً وهمياً للمجني عليه وسرقوا أمواله وهربوا.