عربي يحاول السفر بجواز سفر بريطاني مزور
أسهمت فطنة واحترافية رقيب إماراتي في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، قطاع المنافذ الجوية بدبي، في كشف عملية تزوير بجواز سفر بريطاني، حمله شخص عربي الجنسية، أثناء المغادرة عبر مطار دبي، بمجرد لمس الجواز بيديه، على الرغم من أن المتهم ذاته استطاع الحصول على تأشيرة دخول إلى الدول بجواز السفر نفسه، ما يعني أن هذا الجواز مر على قارئ إلكتروني للبيانات سابقاً، وذلك بحسب تحقيقات النيابة العامة في دبي، التي أحالت المتهم إلى محكمة الجوازات.
ويقول الرقيب (و.أ ــ 27 سنة) إنه كان على رأس عمله في مطار دبي، يتولى التدقيق على جوازات سفر المسافرين الراغبين في مغادرة الدولة، فحضر المتهم، وقدم إليه جواز سفر بريطانياً، لينهي إجراءات خروجه من الدولة، ولاحظ أن الجواز يحوي ختم دخول وتأشيرة صحيحة، لكنه لم يرتح لملمس الجواز، خصوصاً صحفة البيانات، وشعر بأنها رديئة في طباعتها وملمسها، وتختلف طباعتها عن مثيلاتها في الجوازات البريطانية.
وقرر الرقيب الاستجابة لحدسه، ولم يختم الجواز، بل حوله إلى مركز فحص الوثائق التابع للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بمطار دبي، وثبت من خلال الفحص وجود تزوير في صفحة البيانات، فتم إلقاء القبض فوراً على حامل الجواز.
وبسؤال الرقيب عن نوع التأشيرة التي دخل بها المتهم إلى الدولة، وكيفية منحه إياها، قال إنه بالتدقيق على بيانات المتهم في نظام الحاسب الآلي الخاص بالهجرة والجوازات، تبين أنه دخل إلى الدولة بالجواز ذاته، بعد أن تم منحه تأشيرة «عند الوصول» التي تمنح لحاملي جوازات السفر الأوروبية، ومنها الجواز البريطاني، بمجرد وصولهم إلى الدولة بغرض الزيارة أو السياحة.
وبحسب التحقيقات، فإن جواز السفر الذي اكتشف الشاهد تزويره، تم مسحه سابقاً، بجهاز قارئ البيانات، وتم تسجيل بياناته في الجهاز باعتبار أن حامله مواطن بريطاني، وبناء على ذلك تم منح المسافر تأشيرة إلكترونية فورية وليست ورقية، لكن لم يكن خروجه بالسهولة التي توقعها، إذ افتضحت عملية تزوير الجواز بمجرد لمسه من قبل موظف الجوازات.
فيما أعترف المتهم في تحقيقات النيابة العامة في دبي بأنه كان موجوداً في ماليزيا، وقرر التوجه إلى هولندا لطلب اللجوء، ونسّق مع أحد المهربين في بلاده، وأكد له الأخير أن بإمكانه مساعدته وتوفير جواز سفر بريطاني يستطيع استخدامه في أي دولة أوروبية مقابل 111 ألف يورو يحصل عليها فور وصوله إلى هولندا.
وبالفعل وافق المتهم على العرض، وأرسل إلى المهرب صوراً شخصية لتنفيذ عملية التزوير، وطلب منه الأخير التوجه إلى ماليزيا كونها من الدول التي تقبل دخول حاملي جنسيته العربية، دون تأشيرة، ثم يخرج منها متوجهاً إلى هولندا عبر ترانزيت في دبي، وبوصوله مطار دبي سيلتقي شخصاً آسيوياً، في منطقة الترانزيت يسلمه الجواز البريطاني المزور، ثم يدخل إلى دبي مستخدماً الجواز المزور، مقرراً له بأنه سيحصل على تأشيرة دخول عند وصوله باعتباره مواطناً بريطانياً، ومن ثم يبقى في الإمارات لمدة يومين، ويغادر بالجواز ذاته إلى هولندا.
وأضاف المتهم أنه نفذ الخطة حرفياً، والتقى الشخص الآسيوي، وتسلم منه الجواز، ودخل إلى الدولة، وظل يومين، لكن عند خروجه اصطدم بموظف الجوازات الذي كشف تزوير الجواز، وتم إلقاء القبض عليه، نافياً معرفته بالشخص الذي تسلم منه الجواز، وعدم معرفة بياناته.
وأوضح أن الشخص الآسيوي هو الذي تعرف إليه في المطار، وبعد استكمال التحقيقات أحالته النيابة العامة إلى محكمة الجنايات بتهمة تزوير محرر رسمي واستعماله.
- القارئ الإلكتروني لم يكتشف عملية التزوير.. والمتهم دخل الدولة بتأشيرة صحيحة.