مجرمون إلكترونيون يستهدفون الأطفال عبر تطبيقات غير آمنة
حذر أستاذ مشارك بقسم علوم البحث والتحقيق الجنائي في أكاديمية شرطة دبي، الدكتور حسام نبيل الشنراقي، من مخاطر عدم الإشراف المباشر من الأسر على أنشطة الأبناء، خلال الفترة الحالية التي تحتم البقاء في المنازل فترات طويلة، مشيراً إلى احتمال تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي، وأخطار أخرى، من قبل مجرمي الإنترنت الذين يستهدفون التطبيقات التعليمية غير الآمنة.
وقال الشنراقي، في تقرير أعده بدورية «صدى الأكاديمية»، إن الإفراط في استخدام الاتصالات عبر الإنترنت، من قبل السلطات العامة والشركات والأفراد على حد سواء، في ظل الظروف الحالية التي يشهدها العالم، فتح المجال أمام المجرمين الإلكترونيين لاستهداف ضحاياهم بسهولة، خصوصاً عبر التطبيقات التعليمية غير الآمنة. وأضاف أن مجرمي الإنترنت طوروا أساليبهم الإجرامية عالمياً، لاستغلال التغيرات الاجتماعية والقانونية والنفسية المرتبطة بفيروس كورونا لاستهداف الأطفال، سواءً المستخدمين الجدد أو الأكثر تكراراً لاستخدام للإنترنت، لافتاً إلى رصد محاولات تسلل من قبل هؤلاء المجرمين إلى الفصول الدراسية الافتراضية عبر الإنترنت.
وأشار إلى أنه في ظل المخاوف العالمية من استغلال الأطفال جنسياً، عبر تلك الفصول ومواقع مشاركة الصور التي تتيح استهدافهم بسهولة، يوصي مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الحكومات والقطاع الخاص بزيادة حملات التوعية العامة التي تراعي الثقافات وتتسم بسهولة فهمها، مؤكداً أن الخطوط الساخنة للإبلاغ عن الاعتداء الجنسي على الأطفال المجهولين عبر الإنترنت تمثل نافذة مهمة لضمان الاستجابة السريعة، خصوصاً في ظل وجود عدد كبير من الضحايا المحتملين بالمنازل، وظهور العديد من نقاط الضعف التي يمكن أن يتسلل من خلالها هؤلاء المجرمون. وأوضح الشنراقي أنه من المرجح أن يحاول الجناة الاستفادة من الأطفال الضعفاء والمعزولين عاطفياً من خلال الاستمالة والإكراه الجنسي والابتزاز، فضلاً عن أن الأطفال الذين يُسمح لهم بالوصول إلى الإنترنت دون إشراف يعتبرون أكبر عرضة بشكل متزايد للتعرض لهذه الجرائم عبر الألعاب الإلكترونية، واستخدام مجموعات الدردشة في التطبيقات، والتصيد عبر البريد الإلكتروني، والاتصال غير المرغوب فيه في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى.
وأكد ضرورة تثقيف الآباء بكيفية الإشراف الذكي على أطفالهم والتعامل معهم حال تعرضهم لأي من هذه الجرائم، بتجنب معاقبتهم كلياً أو إخافتهم وفتح حوار مستمر معهم، وإدراك أن وقوع الطفل ضحية للجاني ليس خطأ الطفل أبداً، مشيراً إلى أهمية إبلاغ الشرطة مباشرة، عند الاشتباه في أي من هذه الجرائم، من خلال منصة (e-crime).
ارتفاع مؤشر استغلال الأطفال
كشف الدكتور حسام نبيل الشنراقي أن جهات إنفاذ القانون، في إسبانيا، رصدت زيادة كبيرة في عدد التقارير الواردة من الجمهور، عبر الخطوط الساخنة، حول مواد الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، منذ شهر فبراير إلى مارس الماضي، كما ارتفعت الشكاوى بمعدل 100 شكوى، مقارنة بالأشهر ذاتها من العام الماضي.
ولفت إلى أن المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين في الولايات المتحدة الأميركية، والمركز الوطني لجرائم استغلال الأطفال، رصدا ارتفاعاً كبيراً في مؤشر الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت على شبكاتهما.
وأبلغت الدنمارك عن زيادة في عدد محاولات الوصول إلى مواقع الويب غير القانونية، التي تحتوي على مواد استغلال جنسي للأطفال، إذ رصد أكثر من 18 موقعاً جرى البحث فيها عن مواد إباحية خاصة بالأطفال بارتفاع نحو ثلاثة أضعاف من أسبوع إلى آخر، ما يشير إلى زيادة نشاط هذا النوع من المجرمين عبر الإنترنت، أو على الأقل الطلب على مواد الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت.