سائق آسيوي ينتحل صفة شرطي لسرقة العمال
وقع سائق حافلة (آسيوي) في شر أعماله، ونال جزاء انتحاله صفة رجل تحريات تابع لشرطة دبي، إذ تمكن 20 شخصاً من ضحاياه من اكتشاف أمره، والقبض عليه، بعد أن أذاقهم الويل على مدار يومين، وأثار الرعب في نفوسهم، داخل سكن العزاب الذي يقيمون فيه بمنطقة هور العنز، وتمكن من سرقة بعض متعلقاتهم برفقة شخصين آخرين هربا وتركاه لمصيره، حين أدركا أن أمرهم قد كُشف، وأن الزي الإماراتي الذي يرتديه لم يعد يخفي هويته الحقيقية، ونال عقابه القانوني حين سلموه إلى شرطة دبي، التي أحالته بدورها إلى النيابة العامة، ومنها إلى محكمة الجنايات التي قضت بحبسه ستة أشهر وإبعاده عن الدولة بعد قضاء العقوبة، وغرامة 60 درهماً قيمة هاتف متحرك سرقه من أحد العمال.
وقال المجني عليه (41 عاماً) إنه كان في مقر سكنه، وهو عبارة عن سكن عزاب لبعض الآسيويين، ودخل عليهم المتهم مرتدياً كندورة وغترة وعقالاً، وسحبه من قميصه أثناء استلقائه على سريره، ورفعه، قائلاً إنه «من أفراد التحريات»، فخاف منه وأذعن، ما دفع المتهم إلى التمادي، وسحب منه هاتفه طراز «نوكيا»، سعره 60 درهماً، واقتاده إلى غرفة مجاورة يسكنها مجموعة من العمال، وهنا استجمع المجني عليه شجاعته، وطلب منه إبراز ما يثبت انتماءه إلى التحريات، إلا أنه تجاهله، بل حاول سحب محفظته من جيبه، لكنه لم يسمح له بأخذها.
وأضاف أن المتهم دخل في جدال مع أحد العمال الموجودين في الغرفة، فاستغل المجني عليه الفرصة وفر منها، لكن استوقفه شخصان كانا برفقة المتهم، وحاول أحدهما سرقة محفظته، لكنه قاوم، فضربه على وجهه، واستطاع الإفلات والهرب، واختبأ في ركن بعيد في الشارع مع عدد من العمال الخائفين.
وأضاف المجني عليه أن المتهم أثار الذعر بين أفراد السكن، ثم خرج بصحبة مرافقيه، وصرخوا عليهم مطالبين بالعودة إلى السكن، لكن لم يستجب لهم هو وبقية العمال، فتوجه المتهمون إلى شارع فرعي، وحاولوا تكرار الممارسات نفسها، لكن كُشف أمرهم، ففر الشخصان اللذان كانا برفقة المتهم، وتركاه بين أكثر من 20 عاملاً بعد افتضاح أمره.
من جهته، قال شاهد عيان، إنه شاهد تجمعاً من الأشخاص في ساحة رملية قريبة من أحد المنازل، ورأى المتهم الذي كان يرتدي الزي الإماراتي يعتدي على العمال الموجودين، ويتكلم باللغة العربية، مطالباً إياهم بتسليم هوياتهم وهواتفهم المتحركة، وخطف هاتفاً متحركاً من المجني عليه، ثم اتجه برفقة شخصين كانا يرتديان ملابس عادية إلى منزل مجاور وحطم بابه، لافتاً إلى أنه كان يتصرف بثقة مطلقة، لكن حاصره سكان المنزل الغاضبون، ففر الشخصان اللذان كانا برفقته، فيما تمكن العمال من القبض على المتهم واتصلوا بالشرطة.
من جهته، قال شاهد من شرطة دبي، إنه كان على رأس عمله في دورية تابعة لمركز الشرطة المختص، وورد بلاغ إلى غرفة العمليات عن واقعة اعتداء في أحد المنازل بمنطقة هور العنز، فتوجه إلى هناك، وشاهد المتهم يرتدي الزي الإماراتي، ويترنح في باحة المنزل، فسأل الموجودين، واكتشف أن المتهم انتحل صفة رجل تحريات، وحضر إلى المنطقة على مدار يومين، وأخذ هواتف وأموالاً منهم.
وأضاف أن المجني عليهم أصروا في اليوم التالي على قيامه بإبراز ما يثبت انتماءه إلى التحريات، لكنه رفض، بل اعتدى عليهم بالضرب، وحينها أدركوا أنه لص، ولا علاقة له بشرطة دبي، وتمكن 20 شخصاً من محاصرته والإمساك به، لافتاً إلى أن المتهم كان يعاني بعض الإصابات، فنقله إلى مستشفى قريب، حيث خضع للعلاج، ثم نُقل إلى مركز شرطة المرقبات، ومنه إلى النيابة العامة ومحكمة الجنايات التي قضت بحبسه وإبعاده.