تشمل ثقافة الحوار وإدارة المشكلات ومصلحة الأبناء وعدم تدخل الأهل
رئيس محكمة الأحوال الشخصية بدبي: 4 أسباب وراء تحضّر الخلافات الأسرية للأجانب
قال رئيس محكمة الأحوال الشخصية في دبي، القاضي خالد الحوسني، إن الأزواج الأجانب (من جنسيات غير عربية) أكثر مرونة في خلافاتهم الأسرية من نظرائهم العرب، لأسباب عدة، منها: تمتعهم بثقافة الحوار والقدرة على إدارة المشكلات الأسرية، وتغليبهم مصالح الأبناء، فضلاً عن كونهم أقل ميلاً للعناد أو تصرف كل طرف بعدوانية تجاه الآخر، ومن النادر تدخل الأهل في خلافات الزوجين، ما يحقن كثيراً من الخلافات ويحول دون تفاقم المشكلات.
وأوضح أن محكمة الأحوال الشخصية نظرت خلافات معقدة بين أزواج من جنسيات أجنبية، لكن يظل عددها قليلاً مقارنة بغيرهم من العرب، الذين يتعاملون عادة بقدر كبير من الحدة والعدوانية.
وتفصيلاً، أكد القاضي خالد الحوسني، في حوار مع «الإمارات اليوم»، أن قضاة محاكم الأحوال الشخصية في الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، لديهم انفتاح على جميع الثقافات بحكم نشأتهم في دولة تتسم بالتنوع، وتضم في ربوعها نحو 200 جنسية، لذا يمكنهم استيعاب أسباب الخلافات، وإدراك أن ما يمكن أن يكون مبرراً في قضية ما، قد لا يكون سائغاً في قضية أخرى، لافتاً إلى أن تفاوت الأحكام يستند، عادة، إلى عوامل مختلفة يقدرها القاضي حسب طبيعة القضية، وجنسية طرفيها وثقافتهما.
وحول تعقيد الخلافات الأسرية وبلوغها درجة كبيرة من الحدة والصدام، خصوصاً بين العرب، قال الحوسني إنه من واقع القضايا التي تنظرها المحكمة، يمكن القول بأن الأزواج أو الآباء الأجانب أكثر مرونة وتحضراً في خلافاتهم الأسرية، لأسباب عدة أهمها تمتعهم بثقافة الحوار، فغالباً يتناقش الزوجان بطريقة هادئة حول كل الأمور العالقة بينهما قبل الانفصال الرسمي، ويغلبان مصلحة أبنائهما على مصالحهما الشخصية، ثم يأتيان إلى المحكمة لتوثيق ما اتفقا عليها، ويظلا صديقين بعد الطلاق، لإدراكهما أن هذا هو الإطار الصحي الذي يحب أن يربيا عليه أطفالهما، وقناعتهما بأن الطلاق يفرض عليهما مسؤولية أكبر تجاه الأبناء.
وأضاف أن الأجانب لديهم قدرة أكبر على إدارة المشكلات، ويدركون جيداً أن الزواج ليس شركة انفضت بالطلاق، بل هو علاقة مستمرة طالما هناك أبناء، كما أنه من النادر أن يتدخل الأهل في خلافات الزوجين الأجنبيين، مؤكداً أن هذا عامل مهم، لأن الأهل يزيدون، غالباً، حجم الخلافات ويكون تدخلهم سلبياً في معظم الحالات. وأشار إلى أنه، في المقابل، يتصرف كثير من الأزواج العرب بقدر كبير من العناد والعدوانية، على عكس ما يقتضيه الدين الإسلامي، فيتعامل كل منهما مع الآخر بنوع من الندية، ويبذل أقصى ما بوسعه للانتقام وإيذاء الآخر، كأنها حرب، دون النظر إلى مصلحة الأبناء الذين يكونون غالباً الطرف الخاسر.
دور الأهل في الخلافات الأسرية
أكد رئيس محكمة الأحوال الشخصية في دبي، القاضي خالد الحوسني، أن الأهل يلعبون دوراً بارزاً، عادة، في الخلافات الأسرية بين الأزواج العرب، فتجد الزوجة تلجأ إلى أهلها فور وقوع الخلاف، فيتسع الصدام، ويتجاوز دائرة الأسرة الصغيرة إلى العائلة الكبيرة، لافتاً إلى أن هناك حالات لأزواج عرب يقررون إنهاء العلاقة بطريقة ودية، وعمل تسوية في المحكمة، ويرفض الأهل ذلك، ويصرون على التصعيد القضائي على سبيل الانتقام.
وأكد الحوسني ضرورة التحلي بتعاليم الدين الإسلامي السمح، سواء في الزواج أو الطلاق، والتعامل برقي وتحضر عند الانفصال، مشيراً إلى أن الطلاق ليس مرادفاً للتفكك الأسري على الإطلاق، إذ ربما يكون حلاً لمشكلة أكبر، لكن بشرط أن يكون الانفصال راقياً وإنسانياً ومراعياً لمصلحة الأبناء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news