حلم السفر إلى أوروبا بـ «جواز مزور» يتبدد عند سلم الطائرة

ظن زائر (عربي) أنه أفلت من جريمته، حين تجاوز نقاط التدقيق المختلفة في المطار، مستخدماً جواز سفر فرنسياً مزوراً، عليه أختام دخول وخروج مزورة منسوبة إلى مطار دبي، حتى وصل إلى بوابة الصعود إلى الطائرة، وقدمه إلى موظف أمن «طيران الإمارات»، معتقداً في قرارة نفسه أنه أقلع ووصل إلى وجهته الأوروبية لتحسين وضعه المعيشي ولقاء أقاربه، لكن أيقظه من حلمه قوة ملاحظة وسرعة بديهة موظف الطيران، الذي اشتبه في الجواز والأختام، وحين واجهه ارتبك المسافر، واكتشفت جريمته، وأحيل إلى النيابة العامة، حيث اعترف بجريمة تزوير محرر رسمي، وآخر غير رسمي، وأحيل إلى محكمة الجنايات التي باشرت محاكمته.

وقال منسق أمن تابع لـ«طيران الإمارات» في إفادته في تحقيقات النيابة العامة، إنه كان على رأس عمله عند بوابة الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى العاصمة الإيطالية روما، وحضر المتهم، وأبرز جواز سفر فرنسياً، ومن المعروف أن حاملي هذا الجواز ليسوا في حاجة إلى تأشيرة لدخول إيطاليا، كما أبرز بطاقة صعود إلكترونية إلى الطائرة (تذكرة سفر). وأضاف الشاهد أنه دقق على جواز السفر فاشتبه فيه، وبتصفحه لاحظ ختمي دخول وخروج منسوباً صدورهما إلى مطار دبي، فأدرك من واقع خبرته أن الختمين مزوران، فسأل المتهم عن صحة الجواز، فأكد الأخير أنه سليم، والبيانات الموجودة فيه تخصه، فطلب منه ما يعزز روايته، مثل بطاقة الهوية الفرنسية، أو أي مستند رسمي آخر يؤكد أنه صاحب الجواز، لكن المتهم لم يبرز أي وثائق، فسأله عما إذا كان يحوز جواز سفر آخر، فأخبره المتهم بأن هذا هو جواز سفره الوحيد، فتأكد المنسق أن الجواز مزور. وحول كيفية استخراج المتهم تذكرة سفر بهذا الجواز، شرح الشاهد أنه استخرج بطاقة الصعود إلى الطائرة عن طريق الخدمة الذكية، التي استحدثت للتسهيل على المسافرين بدلاً من اللجوء إلى الطريقة التقليدية، وذلك عن طريق الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي، وتعبئة خانات البيانات، ومن ضمنها تلك الخاصة بجواز السفر، ويوقع إلكترونياً على خانة الموافقة على الشروط، وتشمل التعهد بأن جميع البيانات المدخلة صحيحة، لافتاً إلى أن بيانات الجواز ذاتها صحيحة، لكنه نزع صحيفة البيانات الأصلية لحامل الجواز والصورة الشخصية، وثبت عوضاً عنها بياناته وصورته.

وأوضح الشاهد أن المتهم لجأ إلى تزوير الجواز، نظراً لأن حاملي جنسيته العربية لا يمكنهم دخول أوروبا دون الحصول على تأشيرة، مرجحاً أنه تقدم فعلياً للحصول عليها، لكن قوبل طلبه بالرفض، فلجأ إلى تزوير جواز سفر فرنسي، وزور أختام الدخول والخروج، حتى يمنحه صدقية، لكن كشف أمره.

من جهته، اعترف المتهم في تحقيقات النيابة العامة بأنه كان موجوداً في إحدى الدول، وتعرف إلى شخص متخصص في إصدار الجوازات المزورة، فأبدى له رغبته في الحصول على جواز أوروبي مزور، يتمكن بواسطته من دخول أوروبا، للعمل هناك، فوافق المزور، وطلب منه في المقابل 3000 يورو، وصورة شخصية، وصورة من جوازه العربي، على أن يرسل إليه الجواز أثناء وجوده في دبي، للانطلاق منها إلى أوروبا، نظراً للثقة العالية في إجراءات السفر عبر دبي.

وقال المتهم إنه استلم الجواز المزور عن طريق خدمة البريد السريع، واستخرج بطاقة صعود الطائرة عبر الخدمة الإلكترونية، ثم عرض على موظف الجواز جواز سفره العربي الذي دخل به إلى الدولة، فلم تكن هناك مشكلة في عبوره نقطة التدقيق على الجوازات، وتضاعفت آماله، معتقداً أنه تجاوز الصعب.

وتابع أنه حين وصل إلى بوابة الصعود إلى الطائرة، حيث يتم التدقيق على تأشيرات دخول أوروبا، عرض على المنسق الأمني الجواز المزور، لكن تلاشت الأحلام والآمال حين كشف المنسق تزويره، وبدلاً من أن يسافر إلى أوروبا، نقل إلى مركز التوقيف، وأحالته النيابة العامة في دبي إلى محكمة الجنايات، بتهمة ارتكاب جناية التزوير في مستند إلكتروني رسمي هو بطاقة الصعود إلى الطائرة، واستعماله رغم علمه بتزويره، وتقليد ختم دائرة حكومية، وجنحتي المشاركة الإجرامية في تزوير محرر غير رسمي (جواز السفر).