رسائل مهمومين بمستقبل كوكبنا.. الغـد تصـنـعــه قرارات اليوم

أكد مختصّون ومهمومون بقضايا المناخ أن مستقبل الأجيال يشكله صانعو القرار اليوم، وأن تجاهل قضايا المناخ سيدفع ثمنه الإنسان وكل كائن حي على وجه الأرض، مطالبين بضرورة وضع منهجيات ملزمة لكل دول العالم لحماية كوكب الأرض من التغيّرات المناخية وتداعياتها الكارثية على البشرية.

وشدد مشاركون في مؤتمر المناخ «كوب 28»، الذي تتواصل فعالياته حتى 12 الجاري لـ«الإمارات اليوم»، على ضرورة العمل على ضمان مستقبل آمن للبشرية، خصوصاً أن العقود السابقة شهدت كثيراً من الكوارث البيئية الناتجة عن التغيّرات المناخية عالمياً، وأدت إلى موت الآلاف وتهجير الملايين من بلدانهم.

وقال نائب مدير عام المركز الوطني للأرصاد، عمر اليزيدي، إن «أثر التغيّرات المناخية واضح جداً عالمياً، ومواكبة الجهود الدولية ودعم المبادرات الخاصة بحماية البيئة والحدّ من التغيّرات المناخية، مهمة جداً لمستقبل الأجيال المقبلة»، مشيراً إلى أنه إلى جانب دعم المبادرات يجب أيضاً على الشباب وأفراد المجتمع فهم الطبيعة، ودعمهم في الاجتهاد لتعلم المتغيّرات الجوية، والتخصص في العلوم التي من شأنها المساعدة على حماية الكوكب.

وأضاف اليزيدي أن «المستقبل يعتمد بشكل كبير على الجهود التي تبذل حالياً، وعلى مدى فهم الأجيال الحالية لها ودعمها، والاستمرار في الدراسة والبحث في هذه المجالات».

تقلبات وكوارث

من جانبها، قالت آنا ميلينا (البرازيل)، التي تشارك في «كوب 28»، المنعقد في مدينة إكسبو دبي: «إن كثيراً من البشر دفع ثمناً باهظاً بسبب التغيّرات المناخية، خصوصاً في منطقة الأمازون، سواء من التقلبات المناخية، أو الصيد الجائر للحيوانات، وقطع الأشجار بشكل عشوائي»، مطالبة بضرورة اتحاد العالم أجمع لحماية كوكب الأرض من تداعيات التغيّرات المناخية.

وتابعت: «من (كوب 28) أشدد على ضرورة الاهتمام بمستقبل الإنسان، إذ إن إهمال قضايا المناخ سيؤثر بشكل كبير فيه خلال الأجيال المتعاقبة».

تفاؤل بالقمة

أما ساندرا بيتي (الإكوادور)، فأكدت أن قادة العالم أمام مهمة كبيرة في «كوب 28»، وهي حماية مستقبل البشرية، فما يحدث للغابات المطيرة على مستوى الكوكب يهدد وجودها واستمرارها، خصوصاً أنها لا تعتمد على الأنهار كمصدر للمياه، وعلى العالم أن يتيقن من أن حماية البيئة هي جزء أصيل من حمايته لنفسه وللأجيال المقبلة.

وشددت على ضرورة اتخاذ قرارات ملزمة عالمياً لحماية البيئة، والحدّ من الكوارث الطبيعية الناتجة عن التقلبات المناخية، معربة عن تفاؤلها بالنسخة الحالية من (كوب 28)، التي تقام على أرض الإمارات، في أن تلعب دوراً كبيراً في حماية كوكب الأرض.

من جهتها، أعربت فاني كيوريو (كولومبيا)، عن أمنيتها في أن ترى أثر الجهود الدولية بحماية المناخ في أقرب وقت، خصوصاً مع تفاقم الأزمة وتسببها في أزمات وكوارث في مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن بقاء الجنس البشري واستمرار الحياة على كوكب الأرض مرتبط بمدى الاهتمام الذي سيلتزم به قادة العالم وصانعو القرار لحمايتها.

قلق شديد

بينما قالت المستشارة في الإعلام والمناصرة البيئية، نهى بلعيد (تونس): «إن الاهتمام بقضايا المناخ يحمل كثيراً من الرسائل الإنسانية التي يجب أن تصل إلى الجميع، خصوصاً أن الإنسان هو أول من يدفع الثمن بسببها».

وأضافت: «أتذكر تلك الأفلام التي شاهدتها سابقاً حين كنت صغيرة، وكانت تتحدث عن الكوارث الطبيعية، ولم أكن أتخيل أن أعيش هذه الكوارث اليوم، الأمر الذي يجعلني أفكر بقلق شديد على مستقبل أبنائي، خصوصاً أن العالم يتحول من حولنا بشكل سريع، حيث أصبح التقدم التكنولوجي اليوم يؤثر بشكل مباشر في التغيّر المناخي».

وتابعت بلعيد: «نحتاج إلى أن نتحد سوياً من أجل هدف واحد، وهو الحد من انبعاثاتنا، وهذا ينطلق من تغيير سلوكنا اليومي والتوعية، والأمر المنوط بوسائل الإعلام بالدرجة الأولى، فيما تُعدّ قمة المناخ فرصة للتذكير بأن في الاتحاد قوة، وأن علينا جميعاً أن نفكر في المستقبل».

أكثر صحة واستدامة للجميع

طالبت الرئيسة التنفيذية للاتحاد العالمي للسمنة، جوهانا رالستون، قادة العالم بتوحيد وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات المتشابكة للتغيّرات المناخية ونقص التغذية، من أجل ضمان مستقبل أكثر صحة واستدامة للجميع، مشيرةً إلى أن مستقبل الإنسان مرتبط بشكل كبير بمدى اهتمامه بالتغيّرات البيئية.