دبي جاهزة بالحلول.. «مزرعة إكسبو» تقدم نموذجاً مستداماً
في ظل ما يواجهه العالم من تحديات بيئية ومناخية تواجه الزراعة التقليدية، افتتحت، أمس، مزرعة مدينة إكسبو دبي، التي تتبنى رؤية مستدامة، وتقدم - من قلب «المنطقة الخضراء» - نموذجاً للعالم من أرض الإمارات، على هامش فعاليات مؤتمر المناخ العالمي «كوب 28».
وقالت مديرة الاستدامة في مدينة إكسبو دبي، مي شلبي، لـ«الإمارات اليوم» إن «مزرعة مدينة إكسبو دبي هي مبادرة تتبنى نهجاً لتحسين الموارد، وعدم استنزافها بهدف مواجهة التحديات البيئية للزراعة التقليدية، وذلك في ظل ندرة المياه والمناخ الحار والتوسع الحضري».
وأضافت «تعمل مزرعة مدينة إكسبو دبي على توضيح مفهوم النظم الغذائية المستدامة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2051، وتشكل نموذج اختبار للحلول المناخية التي تقدمها مدينة إكسبو دبي، وتجسيداً لإيمانها بأن الابتكار والتعاون مع إسهامات الشركاء المحليين والدوليين، يمكن أن يدفعا التقدم نحو مستقبل أفضل للناس، وكوكب الأرض».
بشكل مبتكر
وأوضحت شلبي أن المزرعة تتكون من سبع محطات رئيسة، تظهر كل واحدة منها كيف يمكن مواجهة التحديات التي تواجه التربة والنباتات بشكل مبتكر ومستدام، وبما يحقق الأمن الغذائي للإنسان في أصعب الظروف المناخية في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن المزرعة ينمو فيها أكثر من 30 نوعاً من المحاصيل، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والأعشاب الطبية، في 16 قطعة أرض خارجية، وتضم أيضاً مزرعة عمودية داخلية للزراعة المائية، وهي قادرة على إنتاج ما يصل إلى 12 كيلوغراماً من الخضراوات يومياً، وزراعة الخضراوات الورقية، والأعشاب والزهور الصالحة للأكل، وتبلغ مساحة المنطقتين 1700 متر مربع، وتتمتعان بالقدرة على إنتاج ما يقرب من ثلاثة أطنان من المواد الغذائية في الموسم الواحد.
وأضافت: «تعمل الأنواع المحلية والبذور الموروثة والنباتات الطبية والسماد العضوي المستخدمة في المزرعة على تعزيز الإنتاج والقيمة الغذائية والنكهة، بالإضافة إلى التنوع البيولوجي المحلي الموجود في التربة وخصائصها، كما تستخدم المزرعة الفحم الحيوي المستدام الذي ينتج من مواد نباتية، ويخزن في التربة كوسيلة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لتحسين التربة».
أسمدة طبيعية
وتستخدم الأسمدة الطبيعية من مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية لتعزيز التربة وتغذية المحاصيل، كما تقدم حلاً مبتكراً للمياه في البيئات القاحلة، حيث تجمع تقنية «مونتانا تكنولوجي» الرطوبة من الجو وتحولها إلى ماء، ما يجعل الغلاف الجوي مصدراً مائياً متجدداً وثابتاً، وتستخدم بقايا القهوة التي تجمع من المقاهي لزراعة الفطر، بالتعاون مع شركة «بلو فارم».
كما تتميز المزرعة بمساحات مظللة بألواح الطاقة الشمسية لاستضافة ورش العمل التعليمية ومحادثات الاستدامة مع الخبراء. ويرحب مقهى المزرعة بالزوار للانضمام إلى دروس الطبخ مع طهاة مشاهير باستخدام المنتجات الطازجة للمزرعة لإعداد وجبات مستدامة ومغذية.
• 7 محطات رئيسة تضمها المزرعة، وتظهر كل واحدة منها كيف يمكن مواجهة التحديات.
• 30 نوعاً تنتجها المزرعة، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والأعشاب الطبية.
دعوة للتفاعل
قالت مديرة الاستدامة في مدينة إكسبو دبي، مي شلبي، إن مزرعة إكسبو دبي تدعو جميع أفراد المجتمع إلى الانضمام لتجربة تفاعلية ممتعة، للتعرف إلى قدرات تخزين الكربون في التربة، وإظهار كيف يمكن للمدن النامية الاعتماد على الأغذية المحلية لتحقيق الوفرة دون هدر، وتقع مزرعة مدينة إكسبو دبي في حديقة الفرسان، وتستقبل الزوار يومياً.