شركات ناشئة تسهم في بناء مستقبل منخفض الانبعاثات

تعرض أكثر من 100 شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ، أعمالها وابتكاراتها في قرية الشركات الناشئة بالمنطقة الخضراء خلال مؤتمر «كوب 28»، وذلك في قطاعات متنوعة، مثل النقل والزراعة المستدامة والطاقة الشمسية، وعدد من القطاعات الأخرى، لتقدم حلولاً مبتكرة تسهم في بناء مستقبل منخفض الانبعاثات، وتؤكد مكانة «كوب 28» بصفته منصة رئيسة لنشر التكنولوجيا المستدامة.

ويستضيف «كوب 28» هذا العام «مركز التكنولوجيا والابتكار» في قرية الشركات الناشئة، التي توفر لها هذه المساحة المتخصصة فرصة مهمة لتبادل أفضل الممارسات، وعرض مساهماتها في معالجة تداعيات أزمة المناخ.

وتحفل مقار الشركات العارضة بمنتجات متميزة لمعالجة تداعيات تغير المناخ، منها «مازي موبيليتي» المختصة بالنقل المستدام الرائد، وهي شركة نقل مقرها كينيا، تستهدف دعم قطاع النقل المستدام بصفته أداةً لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، وتركز على حلول التنقل الكهربائي القادرة على إحداث نقلة نوعية في مجال التنقل، وتسعى إلى خفض الانبعاثات، ودعم العيش المستدام.

وعَقدت «مازي موبيليتي» شراكة مهمة مع جائزة زايد للاستدامة، لإطلاق رحلة بالدراجة الكهربائية بين نيروبي ودبي لمسافة تصل إلى 7500 كيلومتر، وتمر الرحلة بقارتين وخمس دول، لتجسد الالتزام العالمي بتبنّي الممارسات المستدامة.

كما تعرض «سولارسبيس»، وهي شركة ناشئة مقرها ولاية أريزونا، تقنياتها المتقدمة للطاقة الشمسية في «كوب 28»، ومنها جهاز «M8» الثابت المزود بتكنولوجيا تتبع حركة الشمس، ويبلغ وزنه 1500 كيلوغرام، ويستطيع تقليل انعكاس أشعة الشمس.

وتركز المرايا الكبيرة في هذا الجهاز ضوء الشمس على بؤرة صغيرة، لترفع درجة حرارتها إلى 1000 مئوية في أقل من ثماني ثوانٍ، حيث يتم تحويل هذه الحرارة إلى موجات صوتية، ثم إلى طاقة كهربائية، أو تُستخدم لأغراض التبريد.

ويستطيع هذا الجهاز تحلية المياه باستخدام تكنولوجيا التجفيف بالتجميد، أيّ التسامي، وهي عملية يتحول فيها ماء المادة المراد تجفيفه (المحوَّل مسبقاً إلى جليد) مباشرةً إلى بخار، دون مرور بالحالة السائلة (الماء)، حيث يوضع الماء المتجمد في الفراغ تحت ضغط منخفض، ويتم تعريضه للحرارة، فيتبخر الجليد تماماً عند درجة (-5) مئوية تقريباً، دون أن يصل إلى نقطة الغليان، ويتكثف تاركاً جميع المكونات الصلبة جافة على هيئة مسحوق.

ومن الشركات العارضة الأخرى، «ريدسي»، التي تُسهم منتجاتها وتقنياتها في خفض استخدام المياه العذبة والطاقة بشكل فعّال، ما يتيح زراعة مُربحة في الظروف القاحلة والبيئات الحارة، ويطيل هذا الابتكار موسم الزراعة في المناطق المقتصرة على الزراعة الموسمية التقليدية، ما يوفر فرصاً اقتصادية جديدة للمزارعين.

وتهدف رسالة «ريدسي» إلى توفير الطعام على نحو مستدام لكل مكان في العالم، من خلال الخفض الكبير في لوازم إنتاج المحاصيل في الزراعة التجارية، الذي يُتيح زراعة مناطق لم تكن مستدامة من قبل، مثل دولة الإمارات والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وقد بدأ تطبيق هذه التكنولوجيا في المجتمعات الزراعية بهذه المناطق، وحققت فوائد ملموسة.

الأكثر مشاركة