«كابوس البلاستيك».. رسالة قوية من «سفينة الصحراء المفقودة»
لزيادة الوعي بالمخاطر التي تواجه الإبل بسبب التصرفات غير المسؤولة من الإنسان، والتي تهدد حياته في الصحراء؛ أطلق مصرف الإمارات للتنمية مشروعاً مبتكراً باسم «سفينة الصحراء المفقودة» ينشر التوعية بشكل فني على مدى خطورة كابوس النفايات البلاستيكية على الجِمال بشكل خاص.
ويلفت مجسم «سفينة الصحراء المفقودة» الأنظار في صالة الابتكار والتكنولوجيا بـ«المنطقة الخضراء» في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في مدينة إكسبو دبي، إذ يستهدف المشروع تعزيز الوعي المجتمعي بشأن ظاهرة تراكم النفايات البلاستيكية في الصحراء، التي تتسبب في نفوق العديد من الإبل.
سلوك غير مسؤول
ويستعرض المصرف من خلال المشروع رسائل توضيحية لأضرار النفايات البلاستيكية، التي تسهم في أن يصبح الحيوانات أكثر عرضة لتناولها بشكل يومي، ومع مرور الوقت، تتحول تلك المواد داخل أجسام الإبل إلى كتل صلبة أشبه بالحجارة، قبل أن تؤدي إلى وفاتها، وذلك يرجع إلى أسباب عدة، من بينها انسداد الأمعاء، وبقاء النفايات البلاستيكية داخل المعدة، فيتملك الحيوانات الشعور بالشبع الدائم، وأخيراً تتعرض أعضاء أجسامها للتسمم.
ومن خلال مجسم «سفينة الصحراء المفقودة» يسلط المشروع الضوء على مدى تأثير السلوك البشري غير المسؤول على البيئة والطبيعة، وضرورة أن يعيد الأفراد التفكير في نمط استخدامهم للبلاستيك لخفض استهلاكهم له، وزيادة إعادة تدويره.
حكاية تصميم
وصمم «سفينة الصحراء المفقودة» ثلاثي الأبعاد بواسطة الذكاء الاصطناعي، باستخدام نفايات بلاستيكية، معاد تدويرها جمعت من الصحراء، إذ يمثل مبادرة للتذكير بخطورة تأثير هذه النفايات، والأعداد الكبيرة من الإبل التي نفقت في الرمال نتيجة تناول مخلفات بلاستيكية، وكان من الأولى التخلص منها. واختير تصميم المجسم مدعوماً بقصة رمزية عميقة، إذ يوجه هذا الجمل المصنوع من النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها، رسالة قوية، تدعو العالم إلى الاستدامة، وإعادة الاستخدام، إذ إن هذا المجسم ليس مجرد عمل فني، بل هو رمز لمسؤولية البشر تجاه حماية البيئة ومواردها، بينما تم بناء مجسم «سفينة الصحراء المفقودة» بتصميم شبكي مبتكر، لما يحمله من رمزية متعددة الأبعاد، فهو يمثل الشفافية والاستدامة والتحمل والحرفية والتفاعل الديناميكي مع البيئة.
كما يتماشى هذا التصميم مع الموضوعات الرئيسة للمشروع، وهي إعادة التدوير والاستدامة وحماية البيئة، في الوقت الذي تظهر فيه كتلة ضخمة من النفايات البلاستيكية داخل معدة الجمل بفضل التصميم الشبكي للمجسم، ما يبرز المشكلة المطروحة ويؤكد خطورة المواد البلاستيكية على حياة الحيوان الذي يظهر من الخارج كحيوان قوي، ولكنه يموت ببطء من الداخل. وتشتهر دولة الإمارات تاريخياً بارتباطها الوثيق بالإبل، والتي لطالما شكلت قيمة اجتماعية واقتصادية كبيرة في المنطقة، إذ استخدم سكان الإمارات الإبل كوسيلة للتنقل وكمصدر للغذاء، ووفقاً للتقارير الصادرة عن مختبر أبحاث الطب البيطري المركزي بدبي، تلقى مئات الإبل حتفها كل عام بسبب تناول المخلفات البلاستيكية التي يتركها المخيمون والمتنزهون.
ويؤدي تناول تلك الكتل البلاستيكية غير القابلة للهضم إلى انسداد والتهابات داخل أجسام الإبل، ما يسبب عدم القدرة على الأكل وبالتالي النفوق، كما أظهرت التقارير أنه يتم العثور على كتل بلاستيكية يصل وزنها إلى 52 كيلوغراماً داخل معدة الإبل يومياً.
• 52 كيلوغراماً من الكتل البلاستيكية يعثر عليها داخل معدة الإبل يومياً.
• المجسم ليس مجرد عمل فني، بل رمز لمسؤولية البشر تجاه حماية البيئة ومواردها.
• مئات الإبل تلقى حتفها كل عام بسبب تناول المخلفات البلاستيكية التي يتركها مخيمون ومتنزهون في الصحراء.