أيادٍ شيدت الأبراج تعتز بتراثها الإماراتي الأصيل أمام ضيوف «كوب 28»
بالفيديو...«الدعون».. شاهد من الزمن الجميل على الاستدامة
مازالت الأيادي الإماراتية التي بنت الأبراج وناطحات السحاب، تعتز بتراثها الأصيل، وتفخر بماضيها، لتحدث العالم الذي يجتمع اليوم في مؤتمر الأطراف (كوب 28) عن فصول من أيام الأجداد، وكيف كانوا يشيدون بيوتهم من سعف شجرة يحتفظون لها بمكانة خاصة في قلوبهم.. وهي شجرة النخيل.
وتحرص واحة الاستدامة في الجناح الإماراتي على اصطحاب الزوار إلى زمن الماضي الجميل، حيث بناء البيوت باستخدام سعف النخيل (الدعون)، إذ اعتمد أهل البلاد قديماً على إعادة تدوير منتجات الطبيعة، واستخدامها في كل مستلزمات حياتهم اليومية.
وقال مشرف جناح التراثيات في واحة الاستدامة، سلطان النعيمي، لـ«الإمارات اليوم» إن الأجداد عكفوا على استثمار كل منتجات النخيل قديماً، وإدخالها في صناعات مختلفة، سواء لبناء المنازل أو الحبال للسفن، ما دعم مبادئ وقيم الاستمرارية والاستدامة منذ القدم.
وأوضح أن بناء البيوت باستخدام سعف النخيل (الدعون)، إرث حضاري توارثته الأجيال من الأجداد، وسيبقى شاهداً على علاقة الإماراتيين بالطبيعة والبيئة منذ القدم، مشيراً إلى أن بيوت العريش المصنوعة من الدعون (السعَف الذي يُضم بعضه إلى بعض) كانت مخصصة لفصل القيظ، فيما كانت تعد الخيام هي البيوت الدائمة، وتعد مساكن مبنية بالكامل من أجزاء النخيل التي تشمل الجذوع، الجريد، السعف، والألياف، وكانت تبنى منها المنازل كغرف للنوم، ومجالس لاستقبال الضيوف.
ولفت النعيمي إلى أن أفراد المجتمع كانوا يعملون معاً في بنائها يداً بيد، وكان يستغرق تشييد كل منزل فترة قد تصل إلى أسبوع تقريباً. وتابع «تبنى بيوت العريش والخيام بضم الجريد لبعضه البعض، وربطه بالحبال المصنوعة من ألياف النخيل، وتعرف هذه العملية بـ(الزفانة)».
وتنقسم عملية البناء إلى مراحل عدة، إذ تجهز «الدعون» بعد أن يتم جمعها، كما أن الحبال كانت معدة، لتضم الدعون وتضمن تثبيتها.
وأعرب النعيمي عن فخره ببلاده التي بدأت تاريخها بالبناء باستخدام الدعون، لتصل اليوم إلى الأبراج الشاهقة وناطحات السحاب والمعالم الأيقونية، ما يعكس التطور المستمر، وتماشيها مع مستجدات العصر، وحرصها على معايير الاستدامة، والاعتزاز بالتراث الجميل في الآن ذاته.
استثمار لأغلى الأشجار
قال مشرف جناح التراثيات في واحة الاستدامة، سلطان النعيمي: «لقد حبا الله بلادنا بأشجار النخيل، التي يستغل كل قطعة بها، إذ تؤكل ثمارها طوال العام، وتصنع من أجزائها أغلب مستلزمات المنازل المستخدمة لأعوام عديدة، ويستخدم الجريد المجفف في بناء مختلف أنواع البيوت، أما السعف فيدخل في صناعة المستلزمات الأخرى، وتمد الثمار آكليها بالطاقة، فالرطب في موسم القيظ، والتمر طوال العام».
أيادٍ شيدت الأبراج تعتز بتراثها الإماراتي الأصيل أمام ضيوف «كوب 28»
— الإمارات اليوم (@emaratalyoum) December 11, 2023
«الدعون».. شاهد من الزمن الجميل على الاستدامة#الامارات_اليوم#COP28 pic.twitter.com/3zI6KcKF50
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news