محمد الحمـــادي.. سبعيني يحرس مهنة الأجداد

قضى المواطن السبعيني محمد الحمادي، أكثر من 60 عاماً يمارس مهنة غزل شباك الصيد، حفاظاً على التراث، وليخبر الأبناء والأحفاد كيف عاش أجدادهم وكافحوا من أجل العيش، وكيف كانوا يتعاملون مع الطبيعة بحالة من التكيف والانسجام التامين.

وقال الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، خلال ممارسته لمهنة غزل شباك الصيد في «واحة الاستدامة» بالجناح الإماراتي ضمن «كوب 28»، إن «المهنة التي مارسها منذ أن كان عمره 10 سنوات، انقرضت حالياً ولم تعد موجودة في ظل تطور أدوات وقوانين الصيد في الدولة، التي مرت بمراحل كثيرة من التطور، حيث بدأت صناعتها يدوياً باستخدام الكتان، ومن ثم تم استخدام القطن في صناعتها، ومع مرور الوقت أدخلت مواد أخرى مثل خيوط النايلون».

وأوضح أن «أشكال وأنواع الشباك مرت أيضاً بمراحل من التغيّر، منها ما كان يُعرف بـ(السكار)، وهو شبك ينصب في المناطق الواقعة بين المد والجزر، و(الحظرة)، عبارة عن قفص دائري ينصب في المناطق الواقعة بين المد والجزر، و(الدفارة)، وهي شبكة تحويط، إضافة إلى شباك (النصابة)، التي تنصب بشكل عمودي لصيد أسماك السطح الصغيرة».

وأضاف أن «مهنة غزل وصناعة الشباك كانت تمارس طوال فصل الشتاء، لتستخدم في الصيد خلال الصيف، حيث كانت خيرات البحر مصدراً رئيساً للعيش والتجارة، فضلاً عن مهنة الغوص التي كان يمارسها الرجال والشباب، إلى جانب جني ثمار النخيل في الواحات».

ولفت الحمادي إلى أنه قديماً كانت مهنة الغوص للبحث على اللؤلؤ تُعدّ مصدر الرزق الرئيس بالنسبة للإماراتيين، مبيناً أن هذه المهنة تتطلب أكثر من أربعة أشهر يقضيها الرجال في البحر، دون ضمان للنجاح أو البقاء.

وذكر أن «صيد الأسماك كان يُعدّ مصدر رزق أيضاً، إلى جانب حِرف صناعية أخرى كبناء السفن وصناعة الحبال، وغيرها من مستلزمات الصيد»، مشيراً إلى أن المدن الساحلية كانت مناطق مهمة للتجارة والتواصل والتبادل الثقافي.

وقال الحمادي إنه «بخلاف المستلزمات المنزلية، قدمت أشجار النخيل مستلزمات ضرورية لصيادي الأسماك، منها ما يلزم لصناعة القوارب الصغيرة المعروفة باسم (الشاشة) المصنوعة من جريد النخل، إضافة إلى شباك الأسماك المستدامة المعروفة باسم (القراقير)، والعلامات الطافية للاستدلال بشباك الصيد المصنوعة من كرب النخيل، والمسماة بـ(الكيابيل)».

• مهنة غزل وصناعة الشباك كانت تمارس طوال فصل الشتاء، لتستخدم في الصيد خلال الصيف.