مختصون يطالبون بتعليم الطالب الكفيف طريقة «برايل» قبل دمجه فــــــــــــــــــــــــــــــــــــي المدارس. أرشيفية

آباء معاقين يتهمون مراكز تعلـيمية بالإهمال والتقصير‏

‏‏تبادل آباء طلبة معاقين وقيادات تعليمية خاصة الاتهامات بالتقصير حيال الطلبة، واتهم الآباء مراكز تعليمية خاصة بالإهمال في تدريب المعلمين للتعامل مع المعاقين، وعدم تأدية واجباتهم حيال هذه الشريحة، لافتين إلى عدم توافر مقومات التعليم والتأهيل للمعاقين، وافتقاد أجهزة تعليم المكفوفين بلغة «برايل»، فضلاً عن وسائل التعليم والتدريب الأخرى، وقلة اعداد المراكز المؤهلة لاستيعاب جميع شرائح المعاقين، وفى المقابل ألقت قيادات تعليمية خاصة باللائمة على الآباء، كاشفين عن قصور في متابعة الابن المعاق داخل المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، مطالبين بمعاملة المعاق كبقية الأبناء الأسوياء، وتوفير وسائل تعليمية إضافية لسد عجز وسائل التعليم والتدريب الأخرى. جاء ذلك على هامش مؤتمر أبوظبي الأول للمكفوفين الذي عقد أخيراً في أبوظبي.

وتفصيلاً، قال عمر العمري إنه ألحق ابنه المعاق مدرسة خاصة وفوجئ بأن التعامل معه تعليمياً وسلوكياً يتم شفهياً، لافتاً الى افتقاد أغلبية المؤسسات التعليمية وسائل ومقومات تعليم المعاق بطرق حديثة.

وأوضح أن معظم الكتب الدراسية لا تفتح على مدار العام، وبعضها لا يتسلمه الطلبة إلا في الأسابيع الأخيرة من العام.

وأشارت المواطنة «أم أحمد» إلى افتقاد المؤسسات التعليمية لمواقع مؤهلة لاستقبال المعاقين وأدوات تعليمية وتدريبية، مؤكدة وجود معوقات في تعامل الطلبة المعاقين مع المعلمين، واصفة اياهم بغير المؤهلين تقنياً للتعامل مع هذه الشريحة من الطلبة.

وقال جمال خلفان جاسم «لدي سبعة اولاد ثلاثة منهم مكفوفون اتابعهم في المدرسة والمنزل، مؤكداً منحهم اهتماماً اكثر من ابنائه الأسوياء ومشاركته لهم في الدراسة والألعاب»، متابعاً «اشارك ابنائي الاطلاع على آخر التقنيات الحديثة، وأتصفح معهم الإنترنت والتعليم بالبرامج الناطقة يومياً».

وأفاد بأن ابناءة الثلاثة المكفوفين في مراحل دراسية مختلفة ومتفقون علمياً بشهادة مدرسيهم، لافتاً الى اهمية التعاون المشترك بين جميع اطراف العلاقة لتحقيق الاستفادة المثلى للمعاق.

وردت مديرة مركز «تمكين» التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عواطف اكبري، نيابة عن مراكز المعاقين مؤكدة أهمية أن يلعب آباء المعاقين دوراً اساسياً في متابعة الواجبات التعليمية والتدريبية، وليس تكميلياً كما يتصور البعض، لافتة الى تعامل عدد كبير من الآباء مع الابن على انه معاق، ما يؤدي إلى آثار سلبية.

وتابعت أن «أغلبية المراكز الخاصة لا تمتلك عدداً كافياً من المعلمين المؤهلين، خصوصاً في مجال تعليم المكفوفين، وبعضها تضع الامتحانات ولا تقدر انها لطلبة مكفوفين»، مضيفة أن معلمي الإعاقة البصرية غير ملمين بالتقنيات البصرية، ويفتقدون إلى معرفتهم لبرامج التعليم الناطقة. وأقرت اكبري بأن بعض المعلمين يمنحون الطالب الكفيف درجات ازيد من حقه كنوع من الشفقة، مشيرة الى وجود معلمين آخرين يخصمون درجات من الطالب الكفيف على خطأ الصورة، كما توجد فئة قليلة من المعلمين تعطي المعاق حقه كاملاً مثل الأسوياء.

وأكدت اهمية الارتقاء بالمهارات التعليمية لمعلم المعاقين، لافتة الى قيام المراكز المتخصصة بلعب دور رئيس في التعليم والتدريب مع البدايات العمرية للمعاق قبل دمجه في المدارس الحكومية.

وقالت اكبري «لابد من تأسيس المعاق في مراكز متخصصة وتعليم الطالب الكفيف طريقة (برايل) والبرامج الناطقة الأخرى قبل دمجه في المدارس الحكومية». وأضافت في مراكز المعاقين يحصل الطالب خصوصا الكفيف على حقوقه الخدمية كافة والتقنية والتدريبية والمكانية كاملة التي يفتقدها في المدارس الحكومية المعدة مسبقاً للأسوياء.

وطالبت آباء المعاقين بمتابعة ابنائهم في مراكز التعليم والالتحاق بدورات تأهيلية لتعليمهم كيفية التعامل مع ابنهم المعاق، مؤكدة أن معظمهم لا يلتزم بحضور مجالس الآباء لمعرفة المشكلات التي يعاني منها الطفل، مؤكدة أن أغلبية اولياء الأمور لا يتابعون ابناءهم ويلقون بالتبعية الكاملة على المراكز الخاصة، لافتقادهم الثقة بأن هذا الابن قد يصبح مستقبلاً قادراً على العطاء أكثر من الأسوياء.

من جانبها، قالت رئيسة قطاع المعاقين في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية مريم القبيسي، إن اشكالية التعامل مع المعاق مهما اختلفت اعاقته تكمن في عدم توافر المعلومات لدى الجهات المعنية، وافتقاد اولياء امور إلى المعرفة الكاملة للتعامل مع ابنائهم، وأضافت القبيسي أن «دورنا كمسؤولين فض هذه الاشكالية وعدم توسيع الفجوة لتقليل حجم الاتهامات المتبادلة»، مشيرة الى تدخل مؤسسة زايد العليا بالتعاون مع الجهات المعنية مبكراً لحل الكثير من المشكلات اهمها المواقع المجهزة بمقومات التعليم والتأهيل. وأكدت حصول طلبة معاقين على درجات بوازع الشفقـة أو الرحمـة، مطالبة اولياء الأمور بالتفاعل مع المراكز الخاصة والمدارس ولعب ادوار مكملة لتحقيق نجاحات مشتركة.

وتابعت القبيسي «يجب على المعلمين عقد لقاءات دورية مع أولياء امور المعاقين لاطلاعهم على آخر المستجدات، وعلى اولياء الامور الاطلاع على الإنترنت وحضور الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية للإلمام بكيفية التعامل مع المعاق، مؤكدة ان تبادل الاتهامات يعيق العمل الناجح ويجعل الطفل المعاق الخاسر الوحيد. وقال مدرس التربية الخاصة في المنطقة الغربية اشرف الرفاعي «لابد من تعاون جميع اطراف العلاقة لخدمة المعاق على ان يستثنى الكفيف الذي نعتبره سوياً يفقد حس المشاهدة»، مضيفا أن «من أهم واجبات المعلم منح الثقة بنفس الطالب المعاق، وتوفير مقومات التعليم المكانية والتعليمية».

ويرى مدرس التربية الخاصة نور فريج ان معظم اولياء امور المعاقين يسعون الى الحاق ابنائهم في المدارس الخاصة للتهرب من مسؤولية المتابعة، لافتاً الى ضرورة توجيه وتوعية أولياء الأمور بأهمية دور المؤسسات التعليمية والتعريف بالواجبات والمسؤوليات، مشيراً الى امتلاك المؤسسات التعليمية لوسائل تعليمية يفتقدها المعاق داخل المنزل.‏

الأكثر مشاركة