‏‏‏مشروع فازت به 3 مواطنات في مسابقة «التاجر الصغير»

«كلام الأصابع» يقترب من الصمّ والبكم‏

مشروع «كلام الأصابع» يسعى إلى تبسيط لغة الإشارة لغير الصمّ والبكم. غيتي

‏سعت ثلاث فتيات إماراتيات إلى الاقتراب أكثر فأكثر من فئة الصمّ والبكم، من خلال تبسيط اللغة الإشارية التي يتخاطب بها الناس معهم، وفزن، أخيراً، بالفئة الثقافية ضمن الدورة السادسة لمسابقة «التاجر الصغير 2010» في دبي.

ونجحت كل من ريم المطروشي، وشيماء الفلاسي، وفاطمة البلوشي، في اقتناص إحدى جوائز المسابقة التي تنظمها «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، بمبادرة من «برنامج حمدان بن محمد لدعم مشاريع الشباب»، بعد فوز مشروعهن «كلام الأصابع» الذي يوضح مفردات لغة الإشارة من أدوات مساندة كثيرة، بينها ملصقات وقمصان وقبّعات وأكواب ونشرات ووسائل أخرى تعلّم الناس التفاهم البسيط مع الصمّ والبكم.

وسلّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، أول من أمس، الفتيات الثلاث درع التفوق بعد نجاح مشروعهن الذي يهدف إلى توعية المجتمع بلغة الإشارة التي تتحدث بها فئة الصمّ والبكم، وتتواصل في ما بينها لتوسيع دائرة اتصالهم بأفراد المجتمع، والتعبير عن أصواتهم.

وقالت صاحبة فكرة المشروع، فاطمة البلوشي إنها «استشعرت احتياج تلك الفئة من المجتمع إلى تعريف الآخرين بالأداة الوحيدة المتوافرة للتواصل معهم، وهي لغة الإشارة»، وأضافت «فكرت وزميلاتي في بدء مشروع يخلق أداة اتصال بين الصمّ والبكم والمجتمع باللغة التي لا يعرفون غيرها، من خلال تعليم الأفراد الطبيعيين تلك اللغة بأبسط الطرق الممكنة، وتحقيق ربح مالي في الوقت ذاته».

وأضافت أنها «أجرت استطلاعاً للرأي بين عيّنة عشوائية من زميلاتها في المدرسة وصديقاتها، أظهر أن 1٪ ممّن استُطلعت آراؤهم يعرفون بعض حروف ورموز لغة التخاطب بين الصمّ والبكم، وأن البقية لم يستطيعوا التواصل بأي شكل من الأشكال مع أفراد من تلك الفئة»، مشيرة إلى أنها «التقت فتاة صمّاء منذ فترة طويلة، ولم تستطع التواصل معها بأي صورة، خصوصاً أنها كانت تحاول التعبير عن رأيها لبائع في أحد المحال التجارية، ولم تتمكن من مساعدتها».

بدورها، قالت ريم المطروشي، إن «مشروعهن بدأ برأسمال قدره 1500 درهم، شاركت كل فتاة منهن بـ500 درهم، إذ استخدمن الأموال في طباعة قمصان وقبّعات وأكواب ونشرات وملصقات، ووسائل عدة لتعليم لغة الإشارة للأشخاص العاديين»، وأضافت «لاقت منتجاتنا التي عُرضت خلال أيام معرض التاجر الصغير في «دبي مول» إقبالاً كبيراً، وبلغت أرباحنا في نهاية فترة المعرض 7000 درهم».

وأضافت «تضاعف رأسمالنا نحو خمس مرات في نحو ثلاثة أيام، وهو ما يؤكد نجاح فكرتنا التي حققنا فيها كميات غير متوقعة من المبيعات».

من جانبها، قالت شيماء الفلاسي، إن «المشروع استهدف جوانب عدة، فهو مشروع توعوي، إنساني، اجتماعي، اتصالي، لا يغفل جانب الربح في الوقت ذاته».

وأضافت «نشعر بالرضا لأننا قدّمنا شيئاً جديداً إلى المجتمع، وساعدنا فئة مهمة من فئاته على التواصل وتقليل إحساسها بالعزلة».

ولفتت إلى أنه «من أجل نجاح مشروعنا، التحقنا بدورة تدريبية لتعليم لغة الإشارة، كما زرنا مدرسة الأمل للصمّ والبكم في الشارقة، وتواصلنا بشكل قريب مع تلاميذها»، واستطردت «مشروعنا كان له أثر عميق في كل زبائننا الذين عادوا إلينا وابتاعوا منتجاتنا، وكانوا سفراء التسويق أمام مجتمعاتهم الخاصة».

وشهدت مسابقة «التاجر الصغير 2010»، البرنامج الأول من نوعه في الدولة والوطن العربي، إقبالاً من تلاميذ المدارس، حيث شارك فيه نحو 700 مشروع، أعدّها 2000 طالب وطالبة من مختلف الفئات والمستويات العمرية الشابة.‏

تويتر